علي هامش اختتام فعاليات المؤتمر الخامس للجنة التنفيذية لاتحاد برلمانيين الدول الأعضاء في منظمة الإيجاد وللوقوف على الأهداف التي يسعى المؤتمرون لتحقيقها والقضايا المحورية التي تم بحثها والمقترحات والتصورات المطروحة لمواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة ودور الاتحاد في ملامسة وما تمخض عن المؤتمر من توصيات وقرارات إلي الإضاءة علي ما تشهده الساحة من سيولة في الأحداث والحراك السياسيي التقينا معالي نائب رئيس المجلس الوطني السوداني السيد / هجو قسم السيد عيسي وأجرينا معه هذا الحوار: -
القرن/ ما الذي يضيفه هذا الاتحاد لجهود انتشال المنطقة من مربع الصراعات والاضطرابات المزمنة وما الدور الذي يمكن أن يلعبه؟
السيد/هجو: حقيقة فإن منطقة القرن الإفريقي تعد من أكثر المناطق حيوية لكن الإشكالية تكمن في أنها كذلك من أكثر المناطق اضطراباً ولو نظرنا إلى الي الصومال فإنه من الواضح أنه تأثر بشكل كبير الاضطرابات، وأيضاً يأتي بعده السودان، لكن السودان وبعد انفصال الجنوب تحديداً قل تأثره بما يحدث في المنطقة، كما قلت حدة الصراعات في داخله، فالخلافات الموجودة بين الفرقاء في الصومال وكذلك الخلافات بين دول المنطقة إرتريا وإثيوبيا وجيبوتي مثار اهتمام قادة دول المنطقة وتشغل بالهم وإدراكاً منهم بضرورة إشراك شعوب المنطقة عبر ممثليهم قرروا بضرورة قيام برلمان يمثل دول المنطقة وشعوبها والآن فإن اتحاد برلماني دول الإيجاد يأتي تجسيداً لهذه الرؤية التي تحولت من خلالها منطقة الإيجاد من جهاز تنفيذي فقط إلى آخر تنفيذي وتشريعي يضم في عضويته كل من جيبوتي والسودان وإثيوبيا وكينيا والصومال وأوغندا.
ورغم حداثة نشأته فإن الإتحاد بدأ فاعل ومؤثرا علي غرار المنظمة الأم الإيجاد التي أسهمت بشكل كبير في التوصل إلى اتفاق السلام الشامل في السودان ونشكر لها ذلك الدور والإسهام الذي قامت به، وكما يعلم الجميع فإننا تبنينا في الخرطوم قيام هذا الاتحاد البرلماني لدول الإيجاد قبل ثلاث سنوات، ونأمل منه أن يحقق الأهداف الثلاثة الأساسية المتمثلة في:
1- حل النزاعات في المنطقة وتحقيق السلم والتنمية المستدامة فيها.
2- البحث عن تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين دول المنظمة ونستطيع القول أن هذا الأمر بدأ يصج حقيقة على أرض الواقع فالسودان يربطه طريق بري بــ إرتريا وآخر يربطه بــ إثيوبيا المرتبطة كذلك بجيبوتي، وهذه هي البداية الجيدة لتحقيق ذلك التكامل وكما نعلم فلكل دولة في المنطقة مزاياها وموارد تختص بها، فإثيوبيا لها موارد مائية ضخمة وتسعى الآن لإقامة السدود الكبيرة للاستفادة القصوي من تلك الموارد في مشاريع كمشروع الربط الكهربائي بينها وبين جيبوتي أما بخصوص حل النزاع في الصومال وإعادة الأمن والاستقرار إليه فقد قام الاتحاد بإصدار توصيات تقتضي إرسال وفد منه إلى الصومال ليجلس للتباحث مع أعضاء البرلمان الصومالي بغية التوصل إلى حلول للصراع هناك أو على الأقل تقليل حدته.
القرن/ يعاني الاتحاد من صعوبات مالية بسبب قلة التمويل إضافة إلي تمنع بعض الأعضاء عن الالتزام بدفع اشتراكاتهم فكيف يمكن انزال البرامج والمشاريع إلي أرض الواقع ؟
السيد/هجو: طبعاً فإن الدول الأعضاء في الإيجاد وفي الاتحاد هي دول فقيرة ومواردها محدودة فلذا فإن عدم التزامها بالالتزامات المالية تجاه المنظمة والاتحاد هو ليس تمنعاً صراحة بل هو مسألة صعوبة الالتزام لقلة الموارد، والميزانية الموجودة والمتوفرة لدينا الآن هي محدودة جداً ويذهب 80% منها لرواتب الموظفين، لذا عملنا لجنة تتكون من 5 دول أعضاء لمعالجة ومراجعة مسألة صرف الموازنة وبقبول السكرتارية العامة والأعضاء سيتم حل هذه الإشكاليات.
القرن / كيف تقرؤون ما يشهده السودان من سيولة في الأحداث السياسية واتجاهات حراك المعارضة ؟
السيد/هجو: أنا أستطيع القول بأننا الآن على أعتاب الجمهورية الثانية، والسودان وبعد أن أوفي بجميع التزاماته تجاه عملية السلام أصبح أكثر استقرارا من أي وقت مضى وحصل الاستفتاء وجرت انتخابات رئاسية، وعلى الرغم من انفصال الجنوب وبقاء بعض المشاكل والقضايا العالقة إلا أننا نسعى بجدية لحلحلتها ولبناء علاقات أخوية متميزة معهم تحكمها المنافع والمصالح الاقتصادية، أما فيما يتعلق بقضية دارفور فأعتقد الآن وبعد توقيع اتفاقية الدوحة أن هناك سلطة انتقالية نتجت عن تلك الاتفاقية التي أرضت أهل دارفور على الرغم من وجود ثلاث حركات مسلحة إلا أن الجميع يدرك بما فيهم أصحاب المصلحة" أهل دارفور بأن أفضل وسيلة لحل القضية هناك هو بأن ينخرط الجميع في عملية السلام للخروج بحل يرضى الجميع.
أما عن مساعي القوى السياسية المعارضة والتي يتقدمها حزب المؤتمر الشعبي ودعواتها لإسقاط النظام بالعمل العسكري المسلح فقد سمعت مؤخراً أو بالأصح في الأيام القليلة وأنا هنا في هذا البلد العزيز جيبوتي ، أنهم تراجعوا عن دعواتهم تلك ليدعوا إلى إسقاط النظام بما يسمونه بالجهاد المدني وهذا حسب رأيي حق مشروع لأي معارضة شريطة أن يتم ذلك بالطرق القانونية والدستورية التي من بينها الانتخابات وصناديق الاقتراع والاحتكام لرغبة الشعب، ونحن نعرف جيداً مقدار شعبيتنا في الشارع السوداني، وقد حاولوا قبل هذا حشد الشارع لكنهم لم يفلحوا في ذلك ولم يتجاوب معهم الشعب، حتى أن الأمين العام للحزب الشيوعي السيد/ نقد نزل إلى ميدان الموكب لكنه وجد نفسه وحيداً هناك، فقال تعليقه الشهير "حضرنا، ولكن لم نجدكم!!.
القرن/ القبول بانفصال جنوب السودان كان خيارا دفعه السودان ثمنا للسلام ولكن هل أصبح هذا الأمر مصدر للسلام والاستقرار وقيام علاقات تعاون وتكامل بين البلدين ؟
السيد هجو/ بالفعل كانت اتفاقية نيفاشا اتفاقية سلام وانفصال جنوب السودان كان خياراً وثمنا لسلام كنا ننشده في الشمال وفي الجنوب ولكن هذه الأماني والأحلام لم تتحقق حتى الآن وما هو واضح لهذه اللحظة أن نشوء دولة مستقلة في جنوب السودان لم يصبح مصدر استقرار وسلام للسودان، وليس ذلك فقط بسبب بعض المسائل والقضايا العالقة مثل موضوع أنابيب النفط أو قضية أبيي ولكن كل السلوكيات والسياسات العدائية التي تم تبنيها هناك والمتمثلة في دعم حركات التمرد في الكثير من المناطق السودانية إلى جانب احتضان بعض الحركات وأن هذا التوجه بالتأكيد لا يخدم مصالح لا الجنوب ولا الشمال وكثير من القيادات في جنوب السودان تعرف هذا الأمر وتؤكد عليه مراراً والمطلوب الآن هو الخروج من هذا المربع القاتل وخلق توافق اجتماعي وتعاون اقتصادي وتبادل المنافع وخاصة ورغم كون جنوب السودان بلد استوائيا فإن كل غذاء جنوب السودان مصدره السودان.

أجري الحوار /
جمال أحمد ديني