وجه فني جيبوتي قديم جمع بين الكلمة والعزف والغناء في زمن الفن الجميل.ففي عام 1972 فتح عشاق الفن والطرب أعينهم على فنان جديد يغني للوطن والحب الجمال ويشدو بألحان عذبة مزجت بين أعمال محلية وإقليمية غني لشيخ الأغنية العربية في جيبوتي الفنان الكبير الأستاذ / عبد القادر بامخرمة رحمه الله والفنان الإثيوبي الكبير أيوب محمود أحمد والكثير من الأعمال الغنائية ذات اللون الخاص بحمبولي والممتدة إلي الساحل اليمني والتي يعد أستاذا فيها بجدارة بالإضافة إلي دندنته بروائع الغناء الصومالي والعفري من خلال فرقته (موسي علي ) وتجلي أكثر ما تجلي في الإحتفال بالحدث الوطني الأعظم عيد الإستقلال والتحرر والإنعتاق برائعته الغنائية أحب أرضي الغالية وبعد التأرجح بين الحضور والغياب عن الساحة الفنية ها هو يعود من جديد بمجموعة من الأعمال الفنية الرائعة وللوقوف على مسيرته الفنية إلتقت القرن بالفنان القدير/ عبده قاسم وأجرت معه هذا الحوار :
القرن / متى وكيف كانت بدايتك مع الفن ؟
الفنان / إذا كنا نتحدث عن الفن كهواية وتعلق فمن الصعب تحديد بداية هذه العلاقة ولا أكون مبالغاً إن قلت لك بأني ولدت وأنا أعشق الفن لقد كنت أسمع الكبار يقولون عنى هذا الطفل مسكون بالفن عندما يرونني أدندن وأما بدايتي الفعلية فكانت عندما تعلمت عزف العود على يد الوالد والأستاذ الفنان عبد القادر بامخرمة رحمة الله عليه والذي يعود له الفضل في إقتحامي لهذا العالم الجميل وكانت بداية ظهوري على خشبة المسرح عام 1972 .
ويعد الحدث الفني الأبرز في بداية مشوار حياتي الفنية هو مشاركتي باحتفالات عيد أعياد الوطن ال27 من يونيو المجيدة وأنا أشدو بالأغنية الحماسية :أحبك يا أرضي الغالية .
القرن / أهم المحطات في رحلتك الفنية ؟
الفنان / كانت تلك الفترة الممتدة من 1978 حتى 1985 هي الحافلة بالقدر الأكبر من أعمالي الفنية والمشاركة بالعديد من الحفلات والسهرات الفنية سواء مع الفرق الوطنية أو الإقليمية ولقد أثرينا بهذه التسجيلات الساحة الفنية والإذاعة الوطنية التي كانت تبث الكثير من أعمالي.
القرن / لمن تعود أكثر الأشعار التي كنت تغني بها ؟
الفنان / أحب أن أوضح هنا بأني لم أكن مجرد مؤدي بقدر ما كنت فنانا يجمع بين وضع الكلمة واللحن والعزف والأداء فأكثر الأغاني التي أنتجتها كانت من كلماتي وألحاني وأدائي وإن لم يتح لي جمعها في ألبوم غنائي ومن الطرائف في هذا الجانب أن هناك استديوهات لديها التسجيلات الكاملة لأعمالي الغنائية دون علمي ودون أي اتفاق معي والأدهي.
القرن / بعد هذا الرصيد الحافل سجلتم غيابا واضحا عن الساحة الفنية لماذا ؟
الفنان / مرت الساحة الفنية في السنوات الماضية بحالة من الركود والجمود غابت خلالها الكثير من الوجوه الفنية وأنا واحد منهم وما نتج عن ذلك الركود من التقوقع التشرذم الذي وقع فيه الوسط الفني أثر سلبا على حضورنا فأصبحنا في حالة شبيهة بالإعتزال .

القرن/ وكيف تقيم واقع الساحة الفنية الآن؟
الفنان / من الإنصاف القول بأن أوضاع الفن الوطني بدأت تحقق قدراً كبيراً من التحسن وأصبحت الساحة الفنية تستعيد عافيتها وذلك بسبب الإهتمام الرسمي بهذا القطاع والجهود التي تبذل لتفعيلة وتطويره سواءاً من خلال إنشاء أكاديمية للفنون أو إقامه المهرجانات والفعاليات الفنية وجهود الإهتمام بالفنانين وتحفيزهم وبشكل خاص إنشاء مكتب لحماية الملكية الفكرية الذي كان له الدور الكبير وألبارز في عودتنا من جديد بعد الغياب الذي أشرتم إليه ولكننا عدنا بكثير من الأعمال الجديدة التي نتمنى أن تنال إعجاب المستمعين . ونحمل راية النهوض بالفن في ظل إرادة سياسية واهتمام كبير بالنهوض بمسيرتنا الفنية تجسيداً وترجمة لتوجيهات رئيس الجمهورية الذي جعل مسألة دعم الفن من أولويات سياسته منذ توليه قيادة البلاد وجاءت هذه الخطوة لتراكم الجهود التي بذلت في هذا السياق.

أجري الحوار /
جمال أحمد ديني