مع إطلالة الذكرى الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير التي فجرها المصريون في مثل هذا اليوم من عام مضى تاركا بصماته وتاريحه..ومع حلول هذه الذكرى في يوم يحيي فيه المصريون هذه الذكري الفارقة في التاريخ .في كل ميادين المحروسة و في صدارتها منذ بعث الثورة ميدان التحرير الذي تزين بثورة المصريين ليكتب صفحة جديدة
وبهذه المناسبة التقينا سعادة السفير المصري السيد /خالد طه وأجرينا معه هذا الحوار :-
القرن / يمثل يوم 25 يناير. 2011. أهم محطات التاريخ الإنساني فهل يعد اعتبار يوم 25 يناير عيدا قوميا للبلاد اعترافا مستحقا بقدر وعظمة الثورة التى فجرها الشباب فى هذا اليوم من العام الماضي ؟
السفير / بداية أود أن أشكر صحيفتكم على الاهتمام بهذه الذكرى وبهذه المناسبة التي هي الذكرى الأولى لثورة الـ 25 يناير التي نرى أنها مستمرة لأنها لم تكتمل ولم تحقق جميع أهدافها المتمثلة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والتي هي المطالب البسيطة للإنسان المصري الذي خرج في الـ 25 من يناير لتحقيقها ، فإلى أن تحقق تلك الأهداف فثورة الشعب المصري مازالت مستمرة صحيح أن الثورة حققت بعضا من أهدافها الأساسية والتي من أهمها انتخابات مجلس الشعب الذي اختار فيها الشعب المصري نوابه في البرلمان بانتخابات نزيهة إلى حد كبير ودون تدخل من أحد، وقد شهدنا بالأمس يوماً تاريخياً بانعقاد الجلسة الأولى والافتتاحية لمجلس النواب المصري المنتخب من الشعب وهذا حدث لم تشهده مصر منذ زمن بعيد ، وهو باعتقادي إحدى ثمار ثورة 25 يناير ، وسيعمل برلمان الثورة المنتخب على تحقيق كامل أهداف الثورة وتطلعات الشعب المصري وانتزاع حقوق شهداءه ومصابي ثورته ، وقد سمعنا التأكيد على ذلك أمس وعلى لسان الدكتور الكتاتني رئيس مجلس الشعب الذي هو بصدد إصداره إعداد حزمة من القوانين الجديدة الغرض منها تحقيق العدالة والكرامة وعيش أفضل للجميع السلطة في مصر الآن في الشارع والميدان ، أي في يد الشعب المصري .
القرن / ولكن هل استطاعت الثورة تحقيق أهدافها بعد مرور عام على اندلاعها؟ وما هي أهم مكتسباتها ؟
السفير / أعتقد أن من أهم الإنجازات أو المكتسبات لثورة الـ25 من يناير هو كسر حاجز الخوف لدى الإنسان المصري المعروف بهدوئه وبصبره الشديد وبحرصه على أن يعيش في هدوء واستقرار بعيداً عن أية مشاكل ، ولكن اتضح إن لصبر المصري حدود وأن الشعب المصري كان حياً وسيبقى حياً ، وأظن أن من بيدهم السلطة في مصر أدركوا كل ذلك واقروا بإن من حق المصريين أن يقولوا رأيهم وأن يشاركوا في صنع القرار في بلادهم ، وهذا ربما ثاني مكتسبات الثورة ، وكما ذكرنا سابقاً فإن من أهم مكتسبات الثورة تمكن المصريين من اختيار ممثليهم في مجلس الشعب بكل حرية في الانتخابات النزيهة التي شهدتها البلاد مؤخراً لكن يمكن القول بإن للثورة إخفاقاتها !! لكن وكما يعلم الجميع فإن من قام بالثورة لم يصل إلى سدة الحكم .
القرن / وهل هذه المسألة هي مكمن التجاذبات ؟ وهكذا هل ستبقى الأمور في مصر مفتوحة على كل الاحتمالات ؟؟
السفير / لا أعتقد ذلك ، فكل الدلائل والإشارات تقول عكس ذلك ، فبالأمس مثلا بعث المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري خطاباً إلى البرلمان يقول فيه : أنه من الآن فإن للبرلمان مطلق الحرية والصلاحية في أداء دوره الرقابي والتشريعي وهذه هي إحدى السلطات التي كانت بيد المجلس العسكري الذي ومنذ اليوم الأول يؤكد على أنه مع الثورة وعلى أنه جيش الشعب وليس جيشا للسلطة ، وما يقال الآن وما نسمعه بشكل متكرر هو أن الـ 30 من يونيو المقبل هو آخر موعد لتسليم السلطة لرئيس منتخب ، كما أننا سنبدأ في الأسبوع المقبل في إنتخاب مجلس الشورى ، فبالتالي يصبح لدينا سلطة تشريعية ورئيساً للسلطة التنفيذية وستتم صياغة دستور جديد ، وبهذا يكون المجلس العسكري قد أتم المهمة التي بقى من أجلها في السلطة ولا أحد يستطيع تخيل ما كان سيحدث لو أن المجلس العسكري إنسحب أيضاً إلى ثكناته تاركاً البلد في حالة فراغ ، خاصة أن النظام السابق لم يترك أي مؤسسات صالحة لتتولى زمام الأمور في البلاد ، فغياب السلطة في مصر في هذه المرحلة كان سيكون له نتائج كارثية لا يمكن لنا تصورها .
القرن / يضيف انتهاء العام الأول على قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 انقساما جديدا حول الكثير من المسائل من بينها المجلس العسكري فكيف تقرؤون هذا التباين اللافت في طريقة تعاطي القوى التي تشكل المشهد السياسي في مصر؟
السفير / نعم ، ونحن نعلم أنه وعلى مدى ستة عقود من حكم العسكر نشأت حساسية لدى الشعب المصري من حكم العسكر، ومن جهة أخرى فإن الشباب الذي فجر الثورة يريد تحقيق أهدافها في أسرع وقت ، ولا يستحسن أداء المجلس العسكري الذي تسلم زمام السلطة في بلد يبلغ تعداد سكانه نحو الـ 85 مليون وفي ظل غياب تام للشرطة طيلة العام الماضي من بعد اندلاع الثورة وإنعدام الثقة وانهيارها بين الشعب وجهاز الشرطة ، فعلى الرغم من كل شيء كان وجود المجلس العسكري ضرورياً لحفظ الأمن في البلاد وإتمام استحقاقات المرحلة بعد الثورة ، فوجودهم في السلطة في هذه المرحلة كان برأيي كالدواء المرء خاصة إذا نظرنا إلى كل تلك الإعتبارات من جهة ، ووجود كل هذه التجاذبات والاستقطابات بين القوى السياسية في مصر من التيارات السلفية والإخوان والليبراليين .
القرن / كلمة أخيرة تودون قولها في ختام هذا اللقاء ؟؟
السفير/ إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر وهذا ما حققه وسيواصل تحقيقه الشعب المصري .. وشكراً ؟
أجري الحوار/
جمال أحمد ديني