أول لقاء لصحيفة القرن مع سعادة سفير دولة الكويت الجديد السيد/ فائز مجبل المطيري والذي جاء تعيينه ونظيره الجيبوتي ترجمة لإرادة القيادتين في تفعيل أكثر لعلاقات البلدين الضاربة جذورها في أعماق التاريخ ر وتجسيداً للشراكة الحقيقية والتكامل الملامس لتطللعات الشعبين نسلط من خلاله الضوء على الروابط والقواسم المشتركة بين البلدين وما حققته مسيرة التعاون من إنجازات والرؤية الاستراتيجية لإستثمار هذه القواسم في تحقيق التقدم والإزدهار الذي يصبو إليه البلدين فيما يلي نص الحوار:-
القرن/ما الذي يمثله تبادل إفتتاح السفارة بين البلدين ودوره في الإرتقاء بالعلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين ؟
السفير/ تشرفت بالأمس بالالتقاء بفخامة الرئيس/ إسماعيل عمر جيله وقدمت إليه أوراق اعتمادي، وتشرفت أيضاً بأن أكون أول سفير مقيم لدولة الكويت في جيبوتي، وقد أكد فخامته في اللقاء على دعمه ورغبته في تعزيز العلاقات بين جيبوتي والكويت، كما كان الحديث يتمحور حول أواصر العلاقات التاريخية بين البلدين وسبل تعزيزها، وهذا ما سيكون بإذن الله من الأولويات بالنسبة لنا وفي صلب مهامنا، وأنا أرى الكثير من المجالات التي يمكن لنا أن نتعاون فيها وقد بدأنا بالفعل حيث افتتحت السفارات في كلا البلدين في الكويت وجيبوتي ليتحقق بذلك التعاون السياسي، وإنشاء الله سيكون بيننا تعاون اقتصادي وتجاري، ونحن نرى أن هناك فرصا للاستثمار في جيبوتي، وهناك مستثمرون في الكويت يبحثون عن مثل تلك الفرص، وسيجدون كل الاهتمام والترحيب من قبل المسئولين في جيبوتي، وهذا ما لمسناه وما سنعمل على تحقيقه، بالإضافة إلى حرصنا على أن يكون هناك تعاون بيننا على المستوى الثقافي من خلال التواصل بين الإعلاميين في البلدين وتنظيم تظاهرات ثقافية في الكويت وجيبوتي، كما نتمنى أن يصل ذلك التعاون إلى مجالات أخرى كالتعليم والتربية بأن نعمل على تحقيق التعاون بين جامعة الكويت وجامعة جيبوتي عبر تبادل الأساتذة والمنح الدراسية إلى غير ذلك من المجالات التي سنعمل على التعاون فيها، وقد وجدت كل التقدير والترحيب من الإخوة المسئولين في جمهورية جيبوتي الشقيقة.
القرن/ما هي أولوياتكم سعادة السفير لتعزيز العلاقات ودفعها نحو آفاق يجسد تطلعات الشعبين الشقيقين ؟
السفير/ أعتقد أن التعاون الآن في الجانب الاقتصادي والتجاري حتى يكون ذلك التعاون ملموساً بالنسبة للشعبين الشقيقين في جيبوتي والكويت، وستكون هناك مشاريع مشتركة بين البلدين، وكما تعلم فإن رأس المال يبحث عن الفرص دائماً وهذا ما نتمنى أن نجده هنا في جيبوتي إن شاء الله.
القرن/كيف ستسهمون في استفادة المستثمر الكويتي من الفرص الاستثمارية المتاحة والمميزات التي تتمتع بها جيبوتي ؟
السفير/ طبعاً فجمهورية جيبوتي من خلال موقعها الجغرافي الإستراتيجي المتميز، وأيضاً من خلال الاستقرار المدعوم بديمقراطية مشهودة، وقد رأينا كيف جرت الانتخابات المحلية مؤخراً في جو من الهدوء والاستقرار الواضح الذي نتمنى دوامه، وهذه العوامل هي ما يشجع أي مستثمر على الاستثمار في بيئة آمنة وواعدة، وأنا أعتقد أن البيئة الاستثمارية في جيبوتي واعدة وغنية بالفرص التي يمكن استغلالها.
القرن/ كيف تقيمون مسيرة العلاقات التاريخية بين البلدين ؟
السفير من المؤكد أن العلاقات التي تجمع بين دولة الكويت وجمهورية جيبوتي هي علاقات تاريخية منذ عهد الرحلات التجارية البحرية التي كانت تنطلق من الكويت لتصل إلى سواحل دول شرق إفريقيا التي من بينها جمهورية جيبوتي وتأكدت هذه العلاقات التاريخية من خلال العلاقات الوثيقة التي ربطت بين القيادات السياسية في الكويت وفي جيبوتي منذ عهد فخامة الرئيس الراحل حسن جوليد لتترسخ تلك العلاقة في عهد فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله، كما أننا لا ننسى موقف جيبوتي الداعم لنا أيام الغزو العراقي لبلادنا في العام 1990 ونحن في الكويت نذكر ذلك الموقف بكل اعتزاز وامتنان فقد كان موقفاً قوياً وصلباً وراسخاً يقوم على مساندة ودعم الحق الكويتي في تلك الحقبة، والآن العلاقات تمر بأحسن صورها من خلال العلاقة المتميزة بين فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد اللذين يحرصان دائماً على توجيه تلك العلاقة وتوظيفها من أجل خدمة ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
القرن/آخر كلمة تودون قولها ؟
السفير/ بالفعل هذه خطوة جد متقدمة وتعتبر انعكاساً لما وصلت إليه العلاقات بين البلدين، ففتح سفارة الآن لجمهورية جيبوتي في الكويت وبالمقابل فتح سفارة لدولة الكويت في جيبوتي هو تأكيد على هذه العلاقات الراسخة والمتميزة بين البلدين، وستسهل قنوات الاتصال بينهما، كما أنها نافذة للتعريف بدولة الكويت في جيبوتي وللتعريف أيضاً بالفرص المتاحة للتبادل والتعاون بين البلدين.
حقيقة الشخص يجد نفسه بين أهله وإخوانه، فمنذ وصولي إلى جيبوتي ومن اللحظة الأولى فقد أحاطني الإخوة المسئولون وأيضاً الشعب الجيبوتي بحفاوتهم وحبهم، ولقد لمسنا التقدير والحب للكويت عند الجميع قيادة وشعباً، ونحن بدورنا حريصون على أن تدوم تلك المحبة وذلك التقدير بالارتقاء بالعلاقات إلى أعلى المستويات، وأنا حقيقة وجدت الشعب في جيبوتي شعباً طيباً جدا ومحباً للضيوف ومقدراً لهم.
السفير فائز مجبل المطيري في سطور
- خريج علوم سياسية من جامعة الكويت
- التحق بالعمل بالدبلوماسي في وزارة الخارجية عام 1988.
-عمل في سفارة دولة الكويت في ماليزيا عام 1992.
-عمل في سفارة دولة الكويت في سلطنة عمان 1997.
-عمل في سفارة دولة الكويت في المغرب عام 2006.
-حالياً سفير دولة الكويت لدى جمهورية جيبوتي.
اجرى الحوار /
جمال أحمد ديني