نظراً لما تتعرض له منطقة القرن الإفريقي بما فيها جمهورية جيبوتي من جفاف متكرر على مدى السنوات الأربع الماضية تسبب في تلاشي المناطق الرعوية وندرة للمياه الصالحة للشرب ، وأدى إلى نفوق المواشي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتدهور للأحوال المعيشية لنحو 120000 شخص من سكان المناطق الريفية في البلاد، و ظهور مشاكل صحية كسوء التغذية بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخمسة أعوام... في إطار الجهود المبذولة لمحاربة الفقر والتخفيف من آثار ووطأة ذلك الجفاف على سكان المناطق الريفية في البلاد ، تلفت وزارة ترقية المرأة دعماً مالياً من جامعة الدول العربية مؤخراً، وقامت الوزارة بتخصيص وتسليم جزء منه إلى مؤسسة ديوان الزكاة يوم الاثنين الماضي .. وللوقوف على مزيد من التفاصيل حول هذا الدعم وأهميته ، التقينا بالأمينة العامة لوزارة ترقية المرأة السيدة/ حلو أبو بكر حمد وأجرينا معها هذا الحوار :-
القرن/ في أي إطار يأتي هذا الدعم المالي الذي تلقته وزارتكم من الجامعة العربية؟
ج/ في إطار الجهود التي تقوم بها وزارتنا للتخفيف من آثار الجفاف المتكرر الذي تعاني جيبوتي من تداعياته على غرار بقية دول منطقة القرن الإفريقي ، وما سببه هذا الجفاف من نقص حاد في المياه وتدهور حياة الناس في المناطق الريفية في انحاء البلاد ، وما كان لهذه الكارثة من انعكاسات سلبية على المرأة والطفل باعتبارهما الفئتان الأكثر عرضة للخطر في المجتمع في هكذا أوضاع صعبة، وكانت لدى الوزارة خططاً ومشاريع لمواجهة هذا الواقع تهدف إلى التخفيف من حدة تأثيرات الجفاف، وتتمحور هذه المشاريع حول رعاية الأيتام ومساعدة المرأة الريفية وحفر الآبار الارتوازية، وقد قمنا بعرض هذه المشاريع على لجنة وزراء الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية من أجل الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ هذه المشاريع، فجاء هذا الدعم المالي استجابة لهذا الطلب المقدم من قبل وزارتنا .
القرن/ كيف وقع اختياركم على مؤسسة ديوان الزكاة لصرف الجزء المتعلق برعاية الأيتام والأسر الأشد فقراً من هذا الدعم؟
ج/ إن علاقات التعاون والتنسيق القائم بيننا في وزارة ترقية المرأة ومؤسسة ديوان الزكاة ليست وليدة اليوم ، هناك الكثير من المشاريع والبرامج التي نفذناها سوياً في مجال رعاية الأيتام ومساعدة الأسر الضعيفة.
فكما أن لديوان الزكاة إسهامات كبيرة في تحسين واقع حياة الأيتام من خلال برنامجه المتمثل بكفالة الأيتام، ولدى وزارتنا أيضاً برنامج مخصص لرعاية نحو 700 طفل يتيم .. وهكذا فإن إسناد مهمة توزيع أو صرف الجزء المخصص لرعاية الأيتام ومساعدة الأسر الضعيفة من هذا الدعم المالي إلى مؤسسة ديوان الزكاة يأتي في سياق استمرار وتواصل هذا التعاون القائم بيننا، بالإضافة إلى كون هذه المؤسسة الأجدر بالقيام بهذه المهمة وخاصة أنها تضطلع على أنشطة هامة في هذا المجال في كافة ربوع الوطن وخصوصاً في المناطق النائية التي نحرص على إيصال المساعدات إليها .
القرن/ ما هو تقييمكم لهذا الدعم، ومدى تغطيته للحاجة ؟!
ج/ أحب أن أنتهز هذه السانحة لأعبر عن شكرنا وتقديرنا للجامعة العربية على هذا الدعم الذي لاشك أنه سيسهم في التخفيف من معاناة الأهالي المتضررين من الجفاف في الأرياف ، ولكن سبب الآثار السلبية المتراكمة لكارثة الجفاف الطويل والأوضاع المعيشية الصعبة المترتبة عليه ، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدعم من الأشقاء والأصدقاء.
أجرى الحوار/ محمد إبراهيم حجازي