القرن/ ما هي سياسة الوزارة تجاه محاربة الفقر بشكل عام، ونود لو تلقين الضوء على البرنامج الذي بدأتم تنفيذه مؤخرا؟
السيدة حلو/ إن سياسة الوزارة تجاه محاربة الفقر جزء من سياسة الحكومة العامة، ومن هذا المنطلق تقوم وزارة ترقية المرأة كبقية الوزارات بتنفيذ البرامج التي وضعت للقضاء على الفقر، وهناك جهود كبيرة بتم بذلها في هذا المجال.
قبل أن أتحدث عن مشروع تربية الدواجن أود أن أذكر أننا قمنا بفضل دعم تلقته الوزارة من جامعة الدول العربية عام 2009 بتنفيذ مشروع توفير المياه للجميع، وذلك بحفر الآبار في الأقاليم الداخلية والقرى النائية إلى جانب تطبيق برنامج لتطوير البوادي وذلك بنقل الأسر وتسكينهم حول الأماكن القريبة من تلك الآبار، وتزويدهم بالأدوات والآلات المطلوبة لزراعة تلك الأراضي، إلى جانب رعاية مواشيهم، وهذه المشاريع بطبيعة الحال موجهة إلى المرأة الريفية باعتبار وزارتنا تسعى إلى ترقية المرأة بالدرجة الأولى، ومشروع تربية الدواجن جزء من المشاريع البارزة، والتي دعمتنا فيها جامعة الدول العربية، وجاءت فكرته لتنويع المشاريع ومجالاتها، وأهمية هذه المشاريع تكمن في تطوير الزراعة وتوفير الخضروات ولحوم الدواجن، بهدف مكافحة سوء التغذية التي بدأت تنتشر بين الأطفال والحوامل، إلى جانب ذلك نرى أن لحم الدجاج هو بديل عن لحم المواشي الذي ارتفعت أسعاره في الآونة الأخيرة، وكما نعلم فإن البيض لديه عناصر غذائية أساسية يحتاج إليها جسم الإنسان، وهذا سيساعد المناطق النائية التي تزداد فيها أعراض سوء التغذية في توفير متطلباتهم من العناصر الغذائية، وبالتالي ستساهم في التقليل من نسبة سوء التغذية لدى الأطفال والحوامل في تلك المناطق التي يستهدفها المشروع.
القرن/ من هم المستفيدون من هذا المشروع بالتحديد؟
السيدة حلو/ إن مشروع تربية الدواجن ينقسم إلى قسم تجريبي والآخر توسيعي، ونحن حالياً في المرحلة التجريبية، ونبدأ تنفيذه في المناطق النائية التي اخترناها لهذا المشروع، وهذه المشاريع تستهدف المرأة، ولكن الفائدة تعود على أسرتها، وكما هو معروف فإن الأسرة تتكون من أب وأم وأولاد، والكل سيستفيد منه، ولكن إدارة المشروع ستكون بيد الأم، واخترنا هؤلاء الأمهات على شروط عدة منها أن يكون أولادهن مسجلين في المدارس وأن يتابعن صحتهم من خلال تطعيمهم ويراعين حقوقهم بشكل عام، والشرط الآخر هو أن تكون من بين المجموعة التي ستقدم لهن المشروع أن واحدة تعرف القراءة والكتابة لتتمكن من تسيير المشروع وإجراء العمليات الحسابية لمعرفة المكسب والخسارة.
القرن / لم وضعتم تلك الشروط؟
السيدة حلو/ لتشجيع الأمهات على الاهتمام بحقوق أطفالهن.
القرن/ كيف تم اختيار تلك السيدات والمناطق التي ستنفذ فيها المشروع ؟
السيدة حلو/ لقد اخترناهن بالتعاون مع مسئولي المجالس المحلية لمعرفة مدى حاجاتهن وتوفر الشروط المطلوبة فيهن، كما اخترنا المناطق المناسبة لتربية الدواجن بمساعدة خبير في مجال تربية الدواجن من وزارة الزراعة.
القرن/ من المعروف أن ثقافة تربية الدواجن غير موجودة لدى الجيبوتيين بشكل عام، فماذا أعددتم لمواجهة هذا الأمر؟
السيدة حلو/ قبل القيام بأي خطوة، قامت وزيرة ترقية المرأة السيدة / حسنه بركت داوود بجولة في الأقاليم والمناطق المستهدفة من قبل المشروع لتوعية الناس وشرح المشروع وفوائده العديدة لهم، حتى اقتنعوا بفكرة المشروع وبعدها بدأنا خطوات تنفيذه،
أما فيما يتعلق بتدريب هؤلاء السيدات على كيفية تربية الدواجن ورعايتها، فلدينا خبير من وزارة الزراعة سيقوم بتدريبهن على كيفية متابعة صحة الدواجن ورعاية نظافتها ونظافة المكان الذي تربى فيها، كما أنه سيدربهن على سبل متابعة تطعيم الدواجن وتوفير الأكل لها، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل ستكون هناك متابعة لسير المشروع من قبل مسئولي المجالس المحلية.
القرن / ما هي النظرة المستقبلية للمشروع ؟
السيدة حلو/ في الحقيقة لقد قامت شركة إنماء بدور مهم في نشر الفوائد الغذائية التي تتوفر في لحوم الدواجن بين الناس من خلال مشروعها في تربية الدواجن، وبيع لحومها وبيضها في أماكن مختلفة خصصت لذلك، وبأسعار رخيصة، مما أدى إلى استفادة الناس من هذه الخطوة، وبالنسبة لمستقبل المشروع، أتوقع له النجاح نظرا لوجود حاجة ملحة إليه في الساحة، وهناك سوء تغذية يجب علينا محاربته، وهذا المشروع سيساهم بأشكال مختلفة في تقليل نسبة سوء التغذية، بإلاضافة إلى ذلك فإنه سيوفر دخلا لعدد من الأسر الفقيرة، وأرجو من كل أسرة تستفيد من المشروع أن تقوم برعاية الـ50 دجاجة التي خصصت لها بالشكل المطلوب لنتمكن من توسيع المشروع في المستقبل.
القرن/ هل هناك فكرة معينة لمسألة التسويق لهذا المشروع ؟
االسيدة حلو/ نعم، عند اختيارنا للأماكن التي سيتم فيها تنفيذ المشروع فكرنا في مسألة التسويق، ولهذا فإن المناطق التي اخترناها للمشروع تتوفر فيها كل الشروط المطلوبة، ابتداء من الجو المناسب للدواجن، وانتهاء بتوفر الطرق المعبدة المؤدية إلى السوق، ولذا من السهل التنقل بين الأسواق والأماكن التي اخترناها للمشروع، وهي منطقة عمر جكع ، عرّ مدوبي ، عسعيلا، رندا، واوروبور وكلها لديها طرق معبدة توصلها إلى عاصمة الإقليم التي توجد فيه، والأسواق التابعة لها.
القرن / برأيك هل تتوفر في البيوت التي قام مجمع الرحمة بإعدادها المواصفات التي تريدونها؟
االسيدة حلو/ نعم، لقد قام مجمع الرحمة بإعداد البيوت التي طلبناها للمشروع بمواصفات أفضل وأعلى جودة مما طلبناها، واختيارنا كوزارة لمجمع الرحمة كانت فكرة الوزيرة السيد/ حسنه بركت داوود، وذلك إثر مشاركتها في حفل نظمه المجمع حيث اطلعت من خلال تفقدها لورش المجمع القدرة الإنتاجية التي تتمتع بها، فقررت من ساعتها أن يتم تجهيز بيوت تربية الدواجن هناك، والسبب الآخر أنه يوجد بين الوزارة ومجمع الرحمة تعاون في مجال مكافحة الفقر ورعاية الأيتام، فأرادت أن يستفيد الأيتام من المبلغ الذي دفعته الوزارة مقابل تجهيزهم لتلك البيوت، بمعنى أن الوزارة والمجمع تبادلا الفائدة.