لا شك أن علماؤنا الأجلاء أبلو بلاء حسنا في سبيل حفظ الحديث وجمعه ، وكانوا يقطعون مسافات شاسعة ويعانون مشاق السفر لتلقي حتي إن كان حديثا واحدا،ونفس الجهود بذلت في وضع أصول الفقه وأحكامه ، أما اليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين صارت أنواع العلوم بين أيدينا وبكل سهولة ودون بذل أدني تعب ، ولكن هل نحن نبحث عن العلم برغم توفره؟ وخصوصا عن العلوم الشرعية؟،وليلفت المجلس الإسلامي الأعلى وبرعاية وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف أفراد المجتمع إلى أهمية حفظ متون الحديث النبوي الشريف والفقه وتشجيعهم عليه،أعلن مؤخرا عن إجراء مسابقة حول متن عمدة الأحكام ،ومتن أبي شجاع في المذهب الشافعي ،ولمعرفة المزيد عن هذه المسابقة إلتقت القرن بمسؤول قسم القرآن والسنة في المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ / محمود أبسييه وأجرت معه هذا الحوار:
القرن / كيف جاءت فكرة الإعداد لهذه المسابقة ؟
جاءت فكرة الإعداد لإجراء مسابقة حفظ متون الحديث والفقه بعد اهتمامنا الكبير بحفظ القرآن وترتيله وتجويده ، وكما تعلمون تجرى وزارة الشؤون الإسلامية و الأوقاف في كل رمضان منذ تولي رئيس الجمهورية السيد / إسماعيل عمر جيله مقاليد الحكم مسابقة جائزة رئيس الدولة للقرآن الكريم الإقليمية، بالإضافة إلي ذلك منذ عدة سنوات ننظم دورات صيفية لحفظ القرآن الكريم وذلك لصالح البراعم والأشبال ،وقد نجحت الفكرة بحمد الله وتوفيقه ، فرأت الوزارة أنه من الضروري أيضاَ الاهتمام بالسنة النبوية الشريفة وأحكام الفقه.
القرن / ما الهدف من هذه المسابقة ؟
الهدف من إعداد هذه المسابقة ، هو تشجيع الناس على حفظ متون الحديث النبوي الشريف و أحكام الفقه الشافعي ،وذلك عبر إعلان إجراء مسابقة حولهما ، وخصصنا للفائزين جوائز نقدية قيمة ، وذلك من أجل التحفيز والرفع من حماسة التنافس بين المتسابقين.
القرن /كيف تفسرون فتح باب المشاركة في المسابقة للجميع ، دون تخصيص فئة معينة أو عمر معين ؟
لم نرد حصر المسابقة في فئة معينة أو عمر معين ، بل جعلناها مفتوحة و شاملة، ليشارك فيها كل من يرغب في حفظ الحديث وأحكام الفقه الشافعي وذلك لتعم الفائدة على الجميع .
القرن / لقد اخترتم الإعلان عن التسجيل في المسابقة مع بداية الصيف هل كان ذلك بالصدفة ؟
لا طبعاً، لم يكن اختيار ذلك التوقيت بمحض الصدفة ، بل خططنا لذلك ، باعتبار أن الطلبة في إجازة من الدراسة ، والأمر الآخر أن أغلب الموظفين يأخذون إجازاتهم السنوية خلال الصيف وبالتالي من يرغب في المشاركة يمكنه الاستفادة من وقت إجازته وإشغال نفسه بحفظ الحديث النبوي وأحكام الفقه وليستثمروا أوقاتهم فيما يعود عليهم بالفائدة ، بالإضافة إلي ذلك أعطينا للمسجلين في المسابقة مدة زمنية طويلة حيث التسجيل توقف في منتصف شهر 6 وستجرى المسابقة في بداية أكتوبر ، وهذا سيسمح لهم حفظ الحديث والفقه ومراجعته بكل أريحية ودون تعرضهم للضغط .
القرن / كيف سيتم إجراء المسابقة ؟ وأين ؟
المسابقة ستجرى إنشاء الله في مقر مجلس الإسلامي الأعلى ، وسَنُكون لجانا عدة ، أربعة لجان لإجراء مسابقة الحديث وأربعة لجان أخرى لإجراء مسابقة الفقه ، لأن عدد المشاركين في المسابقة كبير نوعاً ما حيث تم تسجيل أكثر من 100 متسابق في الحديث وتقريباً نفس العدد في الفقه ، وتوقيت إجراء المسابقة سيكون بعد العصر، وقد نقسم المتسابقين على يومين أو ثلاثة حسبما تستدعي الضرورة.
القرن / سمعت من بعض الناس أن طباعة الكتابين الذين سيتم فيهما إجراء المسابقة وهما متن عمدة الأحكام ،ومتن أبي شجاع في المذهب الشافعي مختلفة فماذا تقول في ذلك ؟

نعم هذا صحيح،و لنتفادى هذه الإشكالية، قررنا أن نسأل كل متسابق عن الكتاب الذي يحمله والأسئلة ستكون منه .
اجرت الحوارين /
نبيهة عبدو فارح