السياسي الصومالي السيد / حسن سودي حرسي من الشخصيات السياسية الصومالية التي عاصرت وعايشت كل التحولات والانتكاسات التي شهدها الصومال خلال ثلاث عقود مضت فقد كان نائبا في البرلمان ونائبا لوزير الداخلية في عهد الرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري ثم مستشارا للرئيس الاسبق عبد القاسم صلاد كما عين لاحقاً وزير دولة للشؤون المالية في حكومته ليتحول في فترة الرئيس الراحل عبدالله يوسف إلي معارض مستقل وبالتزامن مع التطورات في المشهد الصومالي التقت به القرن وأجرت هذا الحوار:-
القرن / نحن الآن أمام مرحلة جديدة في تاريخ القضية الصومالية فكيف تنظرون إليها؟
السيد حسن سودي / لقد مر الصومال ومنذ سقوط نظام محمد زياد بري في مطلع التسعينات من القرن الماضي بعدة مراحل وأطوار كثيرة ومختلفة يمكن أن نقسمها إلي مرحلتين أساسيتين مرحلة ما قبل مؤتمر عرتا والتي امتدت لعشرة أعوام منذ سقوط الدولة المركزية في مقديشو في مطلع التسعينيات وحتى مؤتمر عرتا في العام 2000 والتي عاش فيها الصومال والصوماليين في ظل غياب الدولة وبالتالي في ظل غياب الأمن وغياب مؤسسات الدولة .أما المرحلة الثانية فتمتد من العام 2000 والذي استضافت فيه جمهورية جيبوتي مؤتمر عرتا الذي سخرت جيبوتي مشكورة كل طاقاتها وإمكانياتها في محاولة جادة منها لجمع الصوماليين على طاولة واحدة وقد كنت ضمن المشاركين في المؤتمر الذي أثمر عن تشكيل أول حكومة صومالية بقيادة الرئيس الأسبق د/ عبد القاسم صلاد حسن وقد كانت بالفعل حكومة غروب الصومال منذ عشرة أعوام بفضل الله ثم بفضل الجهود الصادقة الأخوة في جيبوتي قيادة وحكومة وشعبا الذين عملوا بكل جهد وإخلاص في سبيل حلحلة القضية الصومالية ، وقد كنت شخصياً من أول المشاركين والقادمين إلى المؤتمر في مدينة عرتا ، كما كنت مستشار للجنة المصالحة التي شكلت في المؤتمر .وبعد إفشال حكومة عبد القاسم صلاد حسن لم تتوقف جيبوتي عن جهودها ومساعيها وتابعت عملها دون ملل أوكلل لحل القضية الصومالية ودعم ومساندة الشعب الصومالي والتي تكللت باتفاقية جيبوتي 2008 لتواصل بعد ذلك بذل كل الجهود الممكنة لدعم تطلعات الصوماليين للانتقال إلي الوضع الدائم واستعادة الصومال دولته وكيانه .
القرن / فما أصعب المراحل التي مر بها الصومال بعد مؤتمر عرتا؟
السيد حسن سودي / لقد كانت المرحلة التي تلت إنتخاب شيخ شريف شيخ أحمد بالذات هي أصعب مرحلة مر بها الصومال والصوماليين ؛ ففي السابق كان هناك أمراء حرب معروفون ، وكانت مشكلة القضية تقتصرعلى وجود أمراء الحرب هؤلاء ؛ لكن فترة الرئيس شيخ شريف خلطت الأوراق في الصومال واختلط بعد ذلك الحابل بالنابل .
القرن / كيف قرأتم انتخاب الرئيس حسن شيخ محمود واتجاهات الأضاع في الصومال ؟
السيد حسن سودي / هذا سؤال مهم ، أنا أعتقد أن السبب الرئيسي وراء اختيار الصوماليين لحسن شيخ محمود يكمن في كونه عاش طيلة حياته في الصومال ولم يكن طرفاً في أي صراع من تلك الصراعات التي دارت في الصومال ، كما أن علاقته بجميع الأطراف في الساحة السياسية الصومالية هي علاقة طيبة وليس له عداء مع أي منهم فضلا عن أنه كان ناشطاً في المجتمع المدني في الصومال لفترة طويلة ، وأعتقد كذلك أن هذه الأسباب ذاتها هي التي ستلعب الدور الأساسي في إنجاح مهمته في المرحلة المقبلة .و أنه ليس مرتبطا بأي بأية أطراف خارجية .و لكن أعتقد كذلك أن أحد من تلك الأطراف تعترض أو تتحفظ عليه فهو إنسان معتدل ويحاول دائماً أن تكون علاقته مع جميع الأطراف في الصومال وخارج الصومال علاقة طيبة .لذا أنا أرى أن الرئيس حسن شيخ محمود هو رجل المرحلة وهو الرجل المناسب في المكان المناسب ، ولا ننسى كذلك أنه اختيار الصوماليين الذين فاجئوا به الجميع ، وحتى أنا شخصياً تفاجأت حقيقة باختيار الشعب الصومالي له عبر نوابه .
القرن / وما مصير حركة الشباب في ظل المعطيات الراهنة؟
السيد حسن سودي /أعتقد أن حركة الشباب هي كانت مجرد مرحلة مر بها الصومال ، ولاشك في أن هذه المرحلة قد بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة بكل مآسيها كما جرت العادة في هذه الحياة فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض .
القرن / آخركلمة تودون قولها عبر هذا اللقاء؟
السيد حسن سودي /في النهاية أريد أن أشكر صحيفة القرن على اتاحتها هذه الفرصة لي ، كما أهيب بالأخوة في جيبوتي حكومة وشعباً وعلى رأسهم فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله بأن يستمروا في جهودهم المعتادة في سبيل القضية الصومالية كما أتمني أن يفي المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه الشعب الصومالي ويدعم حكومته وأدعو علي وجه الخصوص أشقائنا العرب بأن يكونوا سباقين في إخراج الصومال من محنته.

اجرى الحوار /
جمال أحمد ديني