علي هامش أعمال الدورة الــ 39 لوزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي وللوقوف علي تقييم النتائج والقضايا المطروحة والمقاربة السياسية والاقتصادية المطلوبة لترجمة شعار هذه الدورة بالإضافة إلي تسليط الضوء علي التمهيدات للحوار الوطني في اليمن التقت القرن بوزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي وأجرت مع معاليه هذا الحوار:-
القرن/ معالي الوزير .. تأتي الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في ظل تحديات وتحولات تاريخية كبيرة يمر بها العالم الإسلامي .. فما هي رؤيتكم حول القضايا المطروحة على الطاولة في هذه الدورة؟
وزير الخارجية اليمني/ أولاً أود أن أهنئ جمهورية جيبوتي قيادة وشعباً على تنظيمها واستضافتها لهذا المؤتمر وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المكانة التي أصبحت تحتلها جمهورية جيبوتي على المستوى الإقليمي والدولي، ونحن نعول على الدور الذي ستلعبه جيبوتي في الأعوام القادمة في تعزيز العمل الإسلامي المشترك وفي تبني القضايا التي طرحت في المؤتمر، كما أريد أيضاً التعبير عن الاعتزاز بكلمة فخامة رئيس الجمهورية إسماعيل عمر جيله خلال المؤتمر والتي احتوت الكثير من القضايا والتوجيهات التي تهدف إلى الارتقاء بالعمل الإسلامي المشترك، وبالنسبة إلى سؤالك .. فالعالم الإسلامي فعلاً يمر بأزمات وتحولات وتحديات كبيرة جداً تتطلب تعزيز وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة تلك التحديات، وقضية التنمية هي من أهم القضايا التي ينبغي للعالم الإسلامي التصدي لها، والحمد لله فكثير من دولنا الإسلامي تمتلك موارد ضخمة يمكن أن تسهم في مسألة التنمية بباقي دول عالمنا الإسلامي ذات الموارد المحدودة فإذا تحقق ذلك وخلقت شراكة اقتصادية وتنمية مستدامة في كافة الأقطار الإسلامية سنرى في الحقيقة تحولاً في نظرة العالم إلينا أولاً ومن ثم سيكون لنا اسهامنا الفاعل في الاقتصاد العالمي وفي السياسة الدولية.
القرن/ ما هي المقاربة السياسية والاقتصادية التي ترونها لترجمة وتفعيل الشعار الذي تحمله هذه الدورة والمتمثل بالتضامن من أجل تنمية مستدامة فما هي توقعاتكم وتقييمكم لما يمكن أن يسفر عن هذا المؤتمر من نتائج؟
هناك كما تعرف وكما أشرت سلفاً دول إسلامية تمتلك إمكانيات مادية كبيرة كماليزيا ودول مجلس التعاون الخليجي وإندونيسيا وتركيا وباكستان، أعتقد أن تلك الدول بما تمتلك من خبرة اقتصادية وبما حققته من نمو اقتصادي يمكن أن تنقل هذه الخبرات إلى باقي دول العالم الإسلامي وأن توجه كذلك استثماراتها إلى تلك الدول لتستفيد منها في إطار شراكة اقتصادية.
القرن/ بالتزامن مع انعقاد هذا المؤتمر يواصل كيان العدو الصهيوني عدوانه على غزة .. فما هو الموقف العملي الذي ينبغي أن يخرج به مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي حيال هذه العربدة الإسرائيلية؟
وزير الخارجية اليمني/ هناك مجموعة من الأمور التي يمكن اتخاذها، واعتقد أن الإدانة اللفظية ومجرد الاستنكار تدل على العجز، لكني أعتقد أن هناك ثلاثة مناحي يجب التركيز عليها في هذا المؤتمر وهي أولاً: يجب إرسال رسائل إلى الدول التي تدعم إسرائيل وتدافع عنها وترعى مصالحها بأن تراجع وتعيد النظر في مواقفها تلك، وأن تتحمل مسئولياتها في وقف العدوان على الأراضي الفلسطينية وعلى قطاع غزة بالذات، كما أن عليها المسارعة في الدفع في اتجاه حل القضية الفلسطينية، الجانب الثاني :كما أن علينا كذلك التحرك في مجلس الأمن واستغلال الوضع الموجود اليوم لكي تدخل الدولة الفلسطينية كعضو مراقب في الأمم المتحدة وإن كنت أفضل شخصياً أن يتم قبولها لعضو دائم العضوية وأن يتم الاعتراف بالحكومة الفلسطينية كحكومة شرعية تمثل الشعب الفلسطيني والجانب الثالث : هو أن ترى الدول الإسلامية كيف يمكن لها أن تضع سياسات وآليات فعالة لمعاقبة إسرائيل ومحاصرتها وعزلها كلما خرجت عن الشرعية الدولية حتى نحمل الإسرائيليين على إدراك واستيعاب أن العالم بأجمعه لا يقبل هذه التصرفات الإسرائيلية.
القرن/ كانت لديكم لقاءات ثنائية مع عدد من الوفود على هامش هذه الدورة .. فما هي أهم المسائل التي بحثتموها؟
وزير الخارجية اليمني/ من الجوانب الإيجابية لهذه الاجتماعات الوزارية هو فرصة الالتقاء بوزراء لا تتاح لك الفرصة عادة للالتقاء بهم وزيارتهم وأنا أتصور أن ما دار في تلك اللقاءات هو في إطار التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات فيما بيننا وبين عدد من الدول الإسلامية القريبة والتي نشعر أن هناك عوامل مشتركة فيما بيننا.
القرن/ كيف تتابعون التمهيدات الجارية للحوار الوطني وتوقعاتكم حول انعقاده ونتاءجه؟
وزير الخارجية اليمني/ الأمل كبير حقيقة وهو متعلق ومعقود بتحمل اليمنيين بمختلف تياراتهم وأطيافهم السياسية مسئولياتهم في هذا الصدد ووضعهم كافة القضايا التي تهم اليمنيين اليوم على طاولة الحوار من أجل بناء الدولة اليمنية الحديثة التي يتحقق فيها والمساواة والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات وهذا إن حسنت النوايا من قبل الجميع وإذا تم تغليب مصلحة اليمن فوق باقي الاعتبارات للانطلاق بالبلاد نحو مستقبل أفضل.
القرن/ كلمة أخيرة تودون قولها في هذا اللقاء؟
وزير الخارجية اليمني/ الشعور بالسعادة للتطور والتقدم الذي لمسناه في جمهورية جيبوتي الشقيقة التي يربطنا بها علاقات تاريخية وطيدة وقديمة نأمل أن تشهد مزيداً من التقدم أكثر وأكثر إن شاء الله.
اجرى الحوار /
جمال أحمد ديني