انتصرت فلسطين وفازت باعتراف غالبية دول وشعوب العالم بها كعضو مراقب في الأمم المتحدة رغم أنف إسرائيل وأمريكا وبهذه المناسبة ألقي السفير الفلسطيني السيد/ كامل قزاز كلمة جاء فيها :
إن انتصار فلسطين في الأمم المتحدة هو يوم تاريخي بامتياز ، لقد حققنا في هذا اليوم خطوة على طريقة الاستقلال منذ عام 1988 عندما تقدمنا بهجوم السلام ، لم تلتفت أي من دول العالم لنا ، ومنذ ذلك التاريخ ونحن نناضل لإقامة الدولة لفلسطين.
لقد حاولنا الحصول على العضوية الكاملة العام الماضي ولكننا لم نتمكن من ذلك ، فلجأنا للجمعية العامة للحصول على الدولة غير العضو بصفة مراقب . ونؤكد أننا ملتزمون بالوصول للحقوق المشروعة لفلسطين عبر المفاوضات والسلام لتحقيق الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس . وأن يرتفع علم فلسطين عالياً ليس بصفة مراقب وإنما كدولة دائمة العضوية في الأمم المتحدة إن هذا نصر للشهداء ، ونحيي أهلهم وذويهم وللشعب
إنه نصر للأسرى الأبطال ، القابعين في زنازين العدو ، وخلف القضبان دفعو حياتهم ، وريعان شبابهم ثمناً للحرية وها هو اليوم الذي تحقق فيه حريتنا ويقف كل الشرفاء والأحرار والعظماء في العالم الى جانب الحق الفلسطينيي .
إنه انتصار لأمتنا العربية والإسلامية التي وقفت معنا طيلة فترة نضالنا ضد هذا الاحتلال البغيض العنصري . نهني شعبنا العربي من محيطه إلى خليجه ، ونشكره وسيبقى دعمهم ووقوفهم إلى جانب عدالة قضيتنا والى جانب إخوانهم الفلسطينيين أمانة في أعناقنا لهم ، وكذلك أمتنا الإسلامية والتي وقفت دائما وتقف إلى جانب الحق إلى جانب فلسطين نهنئكم ونشكركم . وأن المقدسات الإسلامية والمسيحية هي لكل الأخوة الأشقاء والأصدقاء وأنتم حماتها .
إن فلسطين الآن دولة تحت الاحتلال منطبق عليها ميثاق جنيف الرابع والآن بدل انتخاب رئيس سلطة أو مجلس تشريعي نجري انتخابات رئيس دولة وبرلمان .
والإسرائيليون ينظرون إلى الأرض بأنها أرض متنازع عليها فهم يبنون حيثما يريدون والباقي من الأرض هو لنا . إن الوضع مختلف تماما فالأرض كلها لنا وأن هذا القرار يكرس وحدة الضفة الغربية وغزة "
إن السلطة الوطنية الفلسطينية قد تفقد وجودها الآن لأسباب ردة فعل إسرائيلية مثل الحصار والضغوط الخارجية ، لكن الشعب أصبح دولة تحت الاحتلال وهذا كما حدث في الحرب العالمية الثانية فالنرويج كانت تحت الاحتلال وكذلك فرنسا وإيطاليا وكوريا وألمانيا ودول كثيرة في العالم كانت تحت الاحتلال ولكنها لم تفقد وجودها كدولة .
إننا بعد هذا الانتصار في الامم المتحدة فإن الخطوات القادمة تتطلب العمل سريعا على إنهاء حالة الانقسام القائمة واستئناف اجتماعات المصالحة الفلسطينية ، وعقد اللقاء الذي دعى إليه الرئيس عباس ، والذي يضم اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، والأمناء العامين لكافة الفصائل الوطنية ، وذلك لإتمام متطلبات اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية فورا لإعادة الصف الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام .
إن الوقت قد حان للإعلان عن إنهاء الانقسام والبدء الفعلي بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة ، إن الاجتماع المرتقب للجنة المنظمة فرصة مهمة للاتفاق على طي هذه الصفحة السوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني.
إننا كفلسطينيين ، يتوجب علينا أن نتصرف الآن بحذر وبحكمة شديدة ، وعدم التسرع باتخاذ القرارات .
أمامنا الآن الدخول في اتفاقيات ثنائية مع دول العالم والدخول في مواثيق دولية وترتيب بنيتنا الفلسطيني الداخلي ، ورأب الصدع . وتفعيل النظام السياسي الفلسطيني .
أننا لم نتخذ أي خطوة حتى الآن ، ستكون خطواتنا مدروسة وسنتصرف بمسؤولية لخدمة شعبنا . وواثق الخطوة يمشي ملكاً وهنا لابد من الإشارة إلى أن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم حتى بريطانيا ستقدم للمساءلة لأنها تتحمل مسؤولية كبرى بجلب اليهود إلى فلسطين وإعطائهم وعد بلفور .
وستكون المصالحة الوطنية من أولياتنا . وكذلك ايقاف الاستيطان . لتكون المفاوضات المقبلة بين دولة ودولة واقعة تحت الاحتلال ، وعلى المجتمع الدولي الذي حدد فلسطين الآن في الأمم المتحدة بحدود عام 1967 يقف لإنهاء الاحتلال عن هذه الدولة باعتبارها الوحيدة المحتلة في العالم ولكي يرتفع الظلم عن الشعب الفلسطيني
وإنه ونظرا لما يحمله من دلالات هامة وخطوات في الاتجاه الصحيح لابد من الاشارة هنا إلي اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقه (5) قرارات متعلقة بقضية فلسطين.
والقرارات هي:
1- القرار المعنون 'تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية'
كانت نتيجة التصويت كالتالي:
( 163 ) مع: من ضمنهم جميع دول الاتحاد الاوروبي
( 6 ) ضد: كندا، إسرائيل، الولايات المتحدة، جزر المارشال، بالاو، ميكرونيزيا
( 5) إمتناع – الكميرون، استراليا، هندوراس ، تونغا، بابوا غينيا الجديدة
وبموجب القرار تؤكد الجمعية العامة للأمم المتحدة من جديد ضرورة التوصل الى تسوية سلمية لقضية فلسطين بجميع جوانبها، وتأييدها الكامل لعملية السلام في الشرق الأوسط بناء على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق.وتشدد على ضرورة الإلتزام بالحل المتمثل في وجود دولتين.
ويؤكد القرار على ضرورة الوقف التام لجميع أنشطة الإستيطان الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والتوقف فورا عن تشييد الجدار والوقف الكامل لكافة الأعمال الإسرائيلية الإستفزازية والتحريضية.
كما يؤكد القرار على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، وإعمال حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وحقه في إقامة دولته المستقلة على أساس حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.
كما يشدد القرار على ضرورة حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا طبقا لقرارالجمعية العامة 194 ( د –.