انطلق الاثنين الماضي مؤتمر الحوار الوطني في اليمن وسط ترحيب اقليمي ودولي كبيرين، وارتياح شعبي يمني واسع ويعد هذا المؤتمر الذي يناقش القضية الجنوبية وقضايا الحوثيين في صعدة ووضع دستور جديد للبلاد وأسس بناء الجيش والأمن والحقوق والحريات، وكذلك التنمية الشاملة والمستدامة محطة مفصلية يعلق عليها اليمنيون الكثير من الامال والتطلعات لتجاوز بلدهم كافة التحديات والعبور الى مرحلة المصالحة والبناء والاستقرار واهتماما بهذا الحدث الذي يمثل منعطفا هاما في تاريخ اليمن والمنطقة برمتها التقت القرن بسعادة القائم بأعمال السفارة اليمنية السيد /حمود أحمد العديني وأجرينا هذا الحوار:ـ
القرن/ كيف يتابع الأشقاء اليمنيون على المستوى الرسمي والشعب انطلاق مؤتمر الحوار الوطني؟
القائم بالأعمال / في حقيقة الأمر إن اليمنيون يعلقون آمال كبيرة الأ أن هذا المؤتمر للحوار الوطني عليه وخاصة بعدما حدث في اليمن من مد وجزر وقد يكون إنجازا تاريخياً فاليمن اليوم بحاجة ملحة للم الشمل وأن أمل الوطن ورهانه لايزال معقودا على النخبة الوطنية، وعلى إدراكها لحقيقة الدور والواجب المطلوب منها في هذه المرحلة الحاسمة، فالوضع لا يقبل المزيد من التسويف، فالجميع يبحرون على قارب واحد ومصيرهم جميعا مرهون بسلامة هذا القارب في الوصول إلى شاطئ الأمان.
القرن/ مالأهمية التي يكتسيها هذا الحوار في تجاوز التحديات الراهنة؟
القائم بالأعمال / إن جلوس الاطراف المختلفة والمتناحرة في اليمن على طاولة الحوار نجاح كبير، ويدل بان لديهم نية صادقة اليوم اكثر من اي وقت مضى للخروج من الوضع الراهن ونعتقد أن هذه فرصة اليمن الأولى والأخيرة كونها جمعت الشتات السياسي اليمني من كل الأطراف كما أن الجهود الدولية والضغط الدولي يساهم في تعزيز هذا التفاؤل وهي المرة الأولى التي يكون للمجتمع الدولي هذا الحضور الكبير في أجندة السياسة اليمنية وما على اليمنيين إلا الالتفاف حول هذه البادرة الدولية والإقليمية والنظر إلى المستقبل نظرة ثاقبة بكل عقلانية، آخذين بعين الاعتبار كل ما واجهته اليمن من التحديات المضنية التي شيبت الرضيع وأدمت القلوب إننا بحاجة إلى فجر جديد ومسيرة وضاءة لقيادة البلاد إلى بر الأمان و لدينا امال عريضة بان يضع المشاركون في الحوار مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات، وان يتفقوا على رؤية واضحة لنسيان الماضي وبناء يمن المستقبل الذي نطمح في الوصول اليه .
القرن/ مالذي يشكله انطلاق هذا الحوار والأجواء الإيجابية التي صاحبته من إضافة ؟
القائم بالأعمال / لقد تشتت اليمنيون كثيراً وحان اليوم جمعهم واجتثاثهم من الشتات وعودتهم إلى وطنهم والعيش في كنفها وما هذا الحوار إلا بداية لإعادة الرخاء والأمن والاطمئنان والاستقرار وإفساح المجال أمام الجميع للعمل والتعاون والانطلاق نحو آفاق جديدة ومتجددة وهذا يتطلب أولاً مكافحة الفساد والإفساد ومحاربتهما وعدم المحسوبية وكل القضايا العالقة بجميع المحاكم الشرعية والتي عفا عليها الزمن وإعادة الحقوق المسلوبة من الفئات المغلوبة علي أمرها والبسطاء من الذين استولوا عليها فيما مضى أكرر أننا متفائلون بنجاح الحوار الوطني الشامل بعد إشراك كافة القوى والشرائح الوطنية المهمشة منذ عقود.
القرن/ هل ثمة معوقات تعترض طريق نجاح هذا الحوار؟
القائم بالأعمال / إن المعوقات في طريق تحقيق الحوار الوطني الشامل إن وجدت فانني لا أعتقد بأنها تصمد أمام اجماع اليمنيين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب واصرارهم علي انجاح الحوار، وهناك فرصة لابد من استغلالها بكل مسؤولية خلال المدة المحددة للحوار ستة أشهر فلابد من الإنجاز الإيجابي وإخراج اليمن من دهاليز الظلام إلى نور المستقبل وبهذا الايمان بالحوار كوسيلة حضارية للتفاهم والبناء وقبول الرأي والرأي الأخر تحت سقف الديمقراطية التي تؤمن بالوطن وأبنائه أولا ولا ترتهن لمصالح شخصية أو ارتباطات خارجية كل ذلك يدعو للتفاؤل ويبشر بمستقبل أفضل يدعم ذلك أشقاء وأصدقاء معززً بإجماع دولي على ضرورة تحقيق السلام والاستقرار امنياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً في اليمن السعيد ..
القرن / القضايا والأفكار والرؤى المطروحة على طاولة الحوار لا تقف عند سقف معيّن، هل يمكن أن يكون هذا الأمر عامل مساعد لتحقيق المؤتمر أهدافه؟
القائم بالأعمال / إن ما سوف يتم الاتفاق عليه وجدولته لن يتم بليلة وضحاها لكن نحن بحاجة إلى العمل بصبر وتأني للوصول إلى الغاية المنشودة وإن وضع كافة القضايا التي تهم اليمنيين اليوم على طاولة الحوار من أجل بناء الدولة اليمنية الحديثة التي تتحقق فيها المساواة والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات سيسهم دون شك في تعزيز قدرة الحوار علي النجاح. فيجب علينا كيمنيين أصحاب عقول نيرة أن نستفيد من عبر الماضي ونرقى بأنفسنا نحو العلا عبر بوابة الأمل هذه في إشراقة ملامح الدولة اليمنية الحديثة المنفتحة على العصر والملبية لمتطلبات التغيير والمستوعبة لمجمل طموحات الناس على امتداد رقعة الوطن ، والتي تتطلب جميعها قدرا إضافيا من مسئولية معالجتها بالحرص على كيان المجتمع ووحدة تماسكه وتحصينه ضد مخاطر الانزلاق إلى أتون صراعات مدمرة لن تعود بعدها لليمن فرصة للبناء هذا إذا لم تنعدم فرص العيش نفسها.
أجري الحوار /
جمال أحمد ديني