يدخل سفير جيبوتي لدى فرنسا رشاد فارح منافساً لإيرنا بوكوفا على منصب المدير العام لليونسكو، المنظمة التي دائماً ما كانت انتخاباتها الرئاسية تحظى بمتابعة واهتمام عالمي يتعدى الثقافة والعلوم إلى السياسة التي دائماً ما تحاول المنظمة الدولية إبعاد تهمة "التسيس" عنها. المرشح الذي حظي بدعم جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي ويعول كثيراً على علاقة بلادنا بأوروبا وخصوصاً فرنسا يأمل في تطوير عمل اليونسكو بما يتلاءم مع التطورات الثقافية والتعليمية والعلمية التي يحتاجها عالمنا وتحديداً دول الجنوب الأقل نمواً.
وقد التقت به جريدة الرياض وأجرت معه حوارا تطرق فيه لعدد من المحاور، وفيما يلي نقدم هذا الحوار كاملا:-
لماذا ترشحتم لمنصب مدير عام اليونسكو؟

- ترشحت لهذا المنصب لشعورنا بضرورة إحداث تغيير في هذه المنظمة الدولية الهامة وليتم من خلال هذا التغيير تطوير عمل اليونسكو بما يتلاءم مع التطورات الثقافية والتعليمية والعلمية التي يحتاجها عالمنا وتحديداً دول الجنوب الأقل نمواً والتي هي بأمس الحاجة للتطوير والتنمية في المجالات المتخصصة التي تعمل بها اليونسكو.
فاليونسكو الآن تعيش في واقع لا يتكيف مع الجو التربوي اللازم، إذا تحدثنا عن أفريقيا مثلاً عندما أطلقوا برنامجا مهم اسمه التعليم للكل، في عام 1990م كان هناك 3 جامعات والآن 33 جامعة وفي نفس الفترة كان في كينيا 3 جامعات و18 الآن، وبرنامج التعليم للكل كان يستهدف فقط المراحل تحت الجامعية. لذا فإننا نجد من الأهمية بمكان تعزيز التواصل بين التعليم الأساسي والجامعي وسد الفجوة الحاصلة.
* إذاً ما هو برنامجكم ؟
- برنامجي يستند على عدة محاور ومبادئ هامة ولكن خلاصته هو دعم الحوار بين الشمال والجنوب والذي على أسسه أنشئت منظمة اليونسكو عندما كانت القنابل تسقط في عام 1945م على لندن لتحقق السلام وتدعمه عن طريق العلوم والثقافة، وكذلك دعم مشاريع الحوار الحضاري بين المجتمعات وتفعيل أداء منظمة اليونسكو وتحديداً في الجانب التعليمي للدول النامية والأقل نمواً.

* هل يمكن أن تؤثر الصراعات السياسية في أفريقيا على ترشحكم لمنصب مدير عام اليونسكو؟

- لا يمكن أن يكون لها تأثير سلبي بل على العكس التأثير إيجابي جداً فجيبوتي دولة علاقتها مع الدول الأفريقية جميعها ممتازة ومتوازنة سياسياً واقتصادياً وقد زرت شخصياً كمبعوث لفخامة رئيس الجمهورية عدة دول افريقية من الغرب إلى الوسط إلى الشمال وزار جيبوتي رؤساء أفارقة وقد توجت كل هذه الزيارات واللقاءات بدعم ترشيحي من قبل القمة الأفريقية الأخيرة التي انعقدت في أديس أبابا أواخر شهر يناير الماضي بقرار أفريقي مشترك وموحد من كل رؤساء الوفود دون اعتراض أو تحفظ، كما أن جيبوتي تحتضن مقر الإيجاد ونحن متفائلون من الزاوية الإفريقية.

* ألا تخشون أن تواجهوا صعوبات في أوروبا خصوصاً أن منافستكم ايرينا بوكوفا بلغارية؟
- كل الانتخابات ذات الطابع الدولي يكون فيها صعوبات وحل هذا الأمر يتم عن طريق التضامن مع الدول القريبة منك وهي هنا الدول الأفريقية والعربية والإسلامية ومع دول الجنوب. الدول الغربية لديها مصالح مهمة جداً في الدول الأفريقية كفرنسا التي يوجد لديها مصالح لدينا في جيبوتي وتجمعنا بها وغيرها من الدول الغربية علاقة جيدة، وجيبوتي دولة فرانكفونية أيضاً إضافة لكونها عربية إسلامية إفريقية.

* أنتم تعولون على العلاقات مع فرنسا؟

- نحن نعول على علاقتنا مع الجميع بما فيها فرنسا، وثقتنا بعد الله سبحانه وتعالى بدبلوماسية جيبوتي المحنكة وكذلك الدول العربية الشقيقة كالمملكة العربية السعودية وعلاقات حكومتنا الإيجابية تجاه القضايا الدولية التي نالت على أساسه احترام العالم كله، وما دعم مختلف الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية لترشحي إلا دليل قاطع على ذلك.

* ما أكثر شيء يقلقكم في هذه المنافسة؟

- لست قلقاً بل أنا متفائل وخاصة أنني نلت دعم الدول الإفريقية كما ذكرت لك في القمة الإفريقية الأخيرة في أديس أبابا ثم دعم الدول العربية من خلال المؤتمر الوزاري الأخير لمجلس وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية وقبل ذلك منظمة التعاون الإسلامي 57 دولة ودول الإيجاد ومؤتمر دول إفريقيا ودول أمريكا الوسطى فبذلك أصبحت مرشح العرب والأفارقة والمسلمين وعدد من الدول الغربية التي يمكن أن تساندنا في هذا الأمر.

* لكن اليونسكو تظهر ما لا تبطن وما يقال أمامك يتغير في الغرف المغلقة؟

-هذا الأمر يحدث في كل المحافل الدولية ومن أجل ذلك يجب علينا أن نضيف ما يسمى شفافية المنظمات، وهذا يعود لشخصية المدير العام.