هناك جدل كبير حول البنوك الإسلامية وتعاملامتها على الرغم من كونها تمثل طوق النجاة الذي يتشبث به جمهور كبير من العملاء الباحثين عن معاملات بعيدة عن الشبهات.. يردد آخرون أن مستقبل هذه البنوك الإسلامية مهدد بسبب التشدد في الرقابة الشرعية بما يدخلها في مآزق معقدة , واللاجابة على العديد من التساؤلات التي تطرح في هذا السياق القي السيد /عبد الكريم يوسف ممثل البنك الإسلامي للتنمية في أوربا محاضرة في وزارة المالية حول نظم البنوك الإسلامية وعلى هامش هذا الملتقى التقت القرن بالسيد/ عبد الكريم يوسف وأجرت معه هذا الحوار: -
القرن/ باعتبارك رجلا اقتصاديا كيف ترى المنافسة بين البنوك الإسلامية والتقليدية بعد الأزمة المالية العالمية؟

السيد عبد الكريم/ تعتبر البنوك التقليدية المعبر عن الماضي والبنوك الإسلامية هي المستقبل من وجهة نظري التي استنتجتها من عملي فى البنك الإسلامي للتنمية ولايمكن ان تكون هناك منافسة بين الماضي والمستقبل، وقد جاءت الأزمة المالية العالمية لتثبت إن في البنوك الإسلامية مزايا وصفات لا تجعلها بديلاً عن التقليدية فحسب بل نظام متفوق عليها يتضمن قيمة حقيقية وبخاصة من ناحية الاستقرار الذي يهيئ فرصاً أفضل لنمو اقتصادي مستديم.

القرن / هل هناك اهتمام من الغرب بالبنوك الإسلامية؟

السيد عبد الكريم/ لقد لفت نظر العالم أن البنوك الإسلامية بلا استثناء قد سلمت من عدم استقرار الذي اجتاح البنوك التقليدية الغربية، وقد أدرك الناس أن سر ذلك يرجع إلى الضوابط التي تسير عليها البنوك الإسلامية والمستمدة من أحكام الشريعة. والتي تمنع المتاجرة بالديون حتى لو كانت ديوناً صحيحة فكيف بها وهي ديون ربوية!.. كانت هذه الملاحظة مبعث اهتمام كبير لدى العالم بغربه وشرقه توجد. واليوم تستقبل الجهات العلمية والمهنية ذات العلاقة بالمصرفية الإسلامية عشرات الاستفسارات من الجهات الغربية التي ترغب في التعرف على البنوك الإسلامية وكيفية الاستفادة من معطياتها.

القرن /ما سقف طموحات البنوك الإسلامية فيما يتعلق بتغطية الأسواق العالمية؟

السيد عبد الكريم/ مما امتازت به البنوك الإسلامية أنها محلية في الغالب ولذلك لم تكن الأسواق العالمية هدفاً لها ولا يخفى أن تمويل المساكن والسيارات من قبل البنوك تزامن مع انتشار البنوك الإسلامية ولم تكن البنوك تقوم به عندما كانت جميعها تعمل بالنظام التقليدي. والسبب في ذلك هو أنه عندما يتحقق الإنسجام بين قيم الناس ومصالحهم تستطيع البنوك أن تجد أفضل الفرص في داخل الوطن ولا حاجة للبحث عنها عالمياً. ومع ذلك فليس هناك ما يمنع الناس من الاستثمار خارجياً إذا توفرت الشروط المالية وأهم من ذلك الشروط المتعلقة بالمشروعية.

القرن/ هل هناك نقص فى الكوادر البشرية المؤهلة في قطاع البنوك الإسلامية ؟

السيد عبد الكريم/ الواقع أن نقص الكوادر يمثل مشكلة في نمو البنوك الإسلامية ولا شك أن هذا النقص يعود بصفة أساسية إلى عدم وجود جهات أكاديمية تخرج كوادر مؤهلة ليصبحوا مصرفيين إسلاميين. ولكن الأمر بدأ يتغير فنلاحظ اهتمام العديد من الجامعات بهذا المجال وكثرة الدورات والبرامج التدريبية التي تنظم من قبل الجهات الأكاديمية .

القرن/ ما قراءتكم لواقع سوق جيبوتي.. والعوائق والمشكلات ... وكيفية التغلب عليها؟

السيد عبد الكريم/ السوق الجيبوتي بحاجة ملحة إلى مجموعة قضايا ، الأول والاهم وضع الأنظمة الإسلامية الخاصة بالعمل الاقتصادي الاسلامى وجعلها تسحب نفسها على كل المعاملات المالية والاقتصادية التي تمارس بغير الطريقة التقليدية.
وفى هذا الإطار نحن بحاجة لفصل المؤسسات المالية بعضها عن بعض , بحيث تنشا شركات استثمارية مستقلة. ويتم فصل التامين والصناديق الاستثمارية والوساطة المالية عن البنوك التجارية.

فتحى حيلف