تأتي زيارتي للمنطقة للإشادة بموقف جيبوتي وأوغندا وإطلاع القادة الأفارقة على حقيقة ما يجري في مصر
في إطار جولة لها شملت العديد من الدول الإفريقية وصلت مبعوثة الرئيس المصري المؤقت مساعدة وزير الخارجية المصري السابق السفيرة / منى عمر عطية إلى جيبوتي والتقت رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله وسلمته رسالة خطية من الرئيس عدلي منصور، كما أجرت مباحثات رفيعة مع رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد ووزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي السيد/ محمود علي يوسف تصدرتها تعزيز العلاقات الثنائية بين جيبوتي والقاهرة والأوضاع الراهن في مصر.
ولتسليط المزيد من الضوء حول هذه الزيارة التقت « القرن « بمبعوثة الرئيس المصري المؤقت وأجرت معها هذا الحوار :-
القرن / بداية نود التعرف على أهداف زيارتكم لجمهورية جيبوتي وللمنطقة عموما ؟السفيرة منى عمر / في الحقيقة ليست هذه أول مرة أزور فيها جمهورية جيبوتي فقد سبق لي أن زرت البلاد لعدة مرات ، وجيبوتي بالنسبة للمصريين دولة شقيقة يكنون لها كل حب وتقدير ، أما زياتي هذه فهي تأتي في إطار جولة لي في المنطقة وقد حضرت إلى البلاد لتسليم رسالة خطية من الرئيس المصري المؤقت المستشار / عدلي منصور إلى رئيس جمهورية جيبوتي يشكره فيها على موقف جيبوتي الداعم للموقف المصري وخاصة في اجتماع مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي الذي انعقد في الخامس من يوليو والذي اتخذ فيه المجلس قرارا بتعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي كان بمثابة أول رد فعل إقليمي ودولي على عزل الرئيس السابق محمد مرسي عازيا ذلك إلى «انتزاع السلطة بشكل غير دستوري، طبعا نحن نعتز بالموقف الذي اتخذته جيبوتي خلال هذا الاجتماع والذي يعبر على ما يتمتع به قادة جيبوتي وعلى رأسهم الرئيس/ إسماعيل عمر جيله من حكمة وبصيرة نافذة وأنه زعيم أكثر قبل أن يكون رئيسا وبالتالي فهو مدرك تماما حقيقة ما يجري في مصر ويتفهم طبيعة ما حدث مؤخرا خاصة المظاهرات العارمة وخروج أعداد هائلة من جماهير الشعب المصري تزيد عن 30 مليون متظاهر إلى الشوارع وإن ما حدث لم يكن انقلابا عسكريا كما وصفه البعض ولا انقلابا على الدستور ولكنه كان ثورة شعب على نظام حكم مرفوض أوصل البلاد إلى مرحلة سيئة للغاية نجم عنها تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وفي كافة المجالات ، وإجمالا تأتي زيارتي للمنطقة للإشادة بموقف جيبوتي وأوغندا وإطلاع القادة الأفارقة على حقيقة ما يجري في مصر .
القرن / أجريتم مباحثات مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي خلال زيارتكم للبلاد فما تقييمكم لنتائج هذه المباحثات ؟
السفيرة منى عمر / اعتبر هذه الزيارة من أفضل الزيارات التي قمت بها حتى الآن إن لم تكن أفضلها ، فقد كانت زيارة شديدة الإيجابية تمكنت خلالها من الوقوف على رؤية القادة السياسيين في جيبوتي وتصورهم لما ينبغي أن تكون عليه جمهورية مصر العربية خصوصا في هذه المرحلة ، وفي الحقيقة فقد كانت محادثاتي مع السلطات الجيبوتية تدور حول موضوع محوري طغى على بقية الموضوعات حيث تركزت المباحثات حول ما يجري في مصر حاليا ورغبتنا في إطلاع القادة الأفارقة على حقيقة الأوضاع في مصر حتى لا يلتبس عليهم الأمر وبالتي يكون لديهم فهم خاطئ على حقيقة التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد كما هو الحال في قرار الاتحاد الإفريقي الذي كان قرارا خاطئا ومتسرعا في وقت واحد لأن المجلس لم يتحقق من طبيعة الأمور التي حدثت في البلاد .وقد كانت لقاءاتي بالمسئولين الجيبوتيين فرصة لاستعراض الأوضاع وتقديم الدلائل على أسباب نهوض الشعب المصري مؤخرا لمواجهة الحالة الصعبة التي وصلت إليها البلاد سواء في المؤشرات الاقتصادية أو من حيث محاولات أخونة الدولة أو محاولات إقصاء كافة القوى السياسية الأخرى في الساحة المصرية أو حتى التمييز ضد بعض الفئات كالمسيحيين أو المرأة مثلا وبالفعل كانت هناك العديد من العوامل والأسباب التي دفعت الشعب للخروج بهذه الأعداد الهائلة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ العالم ، وخلال هذه اللقاءات تبادلت الأفكار والآراء مع المسئولين حول قرارا تعليق عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي الذي نتفق عليه أنه كان قرارا متسرعا وخاطئا وناقشت معهم السبل الكفيلة للعودة عن هذا القرار.وبعد زيارة جيبوتي سأقوم بزيارة كل من كينيا وجزر سيشيل وفي وقت لاحق سأقوم بزيارة رواندا واريتريا.

القرن / برأيكم إلى أين تتجه الأمور في مصر وما تصوركم لمستقبل البلاد في ظل التطورات المتلاحقة ؟

السفيرة منى / نحن عازمون على المضي قدما في مسيرة البناء والتعمير رغبة منا في أن يكون مستقبل جمهورية مصر العربية أحسن مما هو عليه الآن وقد تجلى ذلك في وضع خريطة الطريق التي تم وضعها والتي تم بموجبها تشكيل حكومة مؤقتة تضم وزراء تكنوقراط مكلفين بإخراج البلاد من المأزق والأوضاع الأمنية الاقتصادية المتدهورة التي تعيش فيها الآن ومن ثم تم تشكيل اللجنة المكلفة بوضع دستور يعبر عن آراء الشعب المصري لأن الدستور القديم لم يكن كذلك، وقد بدأت هذه اللجنة عملها ومن المقرر أن يطرح الدستور الجديد للاستفتاء بعد الانتهاء منه قبل نهاية أغسطس، وبعد ذلك بشهرين سيتم تنظيم انتخابات برلمانية تليها انتخابات رئاسية وبذلك نكون قد أتممنا مرحلة التحول الديمقراطي ونأمل أن تكون بعدها زيارة لرئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله إلى مصر .
القرن / هل من كلمة أخيرة توجهينها إلى الشعب الجيبوتي ؟
السفيرة منى / بالفعل نحن نعتز بالعلاقات الأخوية والروابط المتينة القائمة بين الشعبين الشقيقين الجيبوتي والمصري ونتطلع إلى تعميق هذه العلاقات في الفترة المقبلة ونشيد بموقف جيبوتي حكومة وشعبا تجاه الإحداث التي تشهدها مصر منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير .

اجرى الحوار /
محمد عبد الله