تحتضن بلادنا في الفترة مابين 27-29 من شهر يناير الجاري المنتدى العالمي الثالث حول التعليم المتوازن والشامل» عقب  الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين جيبوتي ومؤسسة الإغاثة للتعليم المتوازن، سيعقد هذا المنتدي  لأول مرة في جيبوتي  والذي يمثل تتويجا للتعاون المشترك مع المؤسسة التي تُعنى بدعم المشاريع النموذجية ذات الصلة بالتعليم المتوازن والشامل. وسيشهد المنتدي مشاركة رؤساء وقادة  وخبراء في كافة بقاع العالم ، ولمعرفة المزيد عن هذا الحدث العالمي التي تحتضنه بلادنا التقت القرن بالمستشار الفني لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني  السيد/  فهد علي عواد واجرت معه هذا الحوار:-

 القرن  : كيف تجري الاستعدادات  لاستضافة بلادنا المنتدى العالمي الثالث حول التعليم المتوازن والشامل وما الأهمية التي تكتسيها هذه القمة ؟

المستشار الفني : اعتقد انه من الأهمية بمكان الإشارة في هذا الإطار الي إصدار رئيس الجمهورية السيد/ اسماعيل عمر جيله في ال 30 من شهر  نوفمبر من العام المنصرم 2019 مرسوما رئاسيا بانشاء اللجنة الوطنية المكلفة بالأعمال التحضيرية لتنظيم المنتدى العالمي الثالث حول التعليم المتوازن والشامل، وتتالف من مجموعة لجان للاستقبال والبروتوكول والهجرة والأمن والاتصالات والرسوم المتحركة و المعارض والمعدات والتمويل وكذلك الصحة واللوجستيات.

وتتولى اللجنة الوطنية  برئاسة وزير التربية الوطنية والتكوين المهني السيد/ مصطفى محمد محمود  والتي تضم  ثماني لجان تتمثل مهمتها في إعداد و تنظيم هذه القمة الدولية. ويمكن ان اؤكد ان الاستعدادات في الواقع على قدم وساق، وعقب صدور المرسوم الرئاسي ترأس رئيس اللجنة المكلف بالتنظيم وزير التربية الوطنية والتكوين المهني  السيد/ مصطفى محمد محمود عددا من الاجتماعات المكرسة لمتابعة سير الاستعدادات

 وسيميز الدورة الجيبوتية لهذه القمة العالمية التوقيع علي الإعلان العالمي للتعليم المتوازن والشامل الذي سيخلده التاريخ باعتباره إعلان جيبوتي ، وأيضًا أنه سيؤدي إلى إنشاء منظمة التعاون التربوي التي تهدف إلى إعطاء بلدان الجنوب إطارًا للشراكات المتعددة الأطراف بالإضافة إلى الوسائل اللازمة لتمكينها من التفكير والعمل بشكل جماعي من أجل اقتراح الحلول ذات الصلة للمشكلات التعليمية التي تواجهها،  وبشكل عام أستطيع التأكيد علي اننا الآن على استعداد تام لاستضافة المنتدي.

 

القرن: ما السر وراء  اختيار جيبوتي  لاحتضان هذا المنتدي الدولي ؟                                                                          

المستشار الفني : اعتقد ان اختيار بلادنا مرتبط برؤية بلادنا ومبادراتها وجهودها في هذا الاتجاه وسياسة الانفتاح علي المبادرات والمشاريع الطموحة الخلاقة التي تتبناها الحكومة بقيادة رئيس الجمهورية السيد/ اسماعيل عمر جيله والتي جعلت إصلاح القطاع التعليمي علي راس سلم أولوياتها التنموية والمستندة علي التطلعات التي وجهت إصلاح نظامنا التعليمي الذي بدأ في عام 1999.

نتيجة لذلك  حققت بلادنا تقدماً ملحوظاً في التعليم الشامل:

- من خلال إنشاء التعليم الإلزامي حتى سن 16

- تشجيع تعليم الفتيات

-توسيع نطاق الوصول والإنصاف من خلال بناء العديد من المدارس الجديدة

- تشجيع التعليم الريفي حتى يتسنى لكل طفل في سن الدراسة إمكانية الذهاب إلى المدرسة بالقرب من مكان إقامته

- إنشاء مدارس متخصصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

- دمج تعليم الأطفال اللاجئين في نظام التعليم الوطني. ومن هنا جاء الاختيار لبلادنا لاستضافة هذا الحدث العالمي الهام 

 القرن : قدم لنا نبذة عن  مؤسسة الإغاثة التعليمية النهج الجديد في التعليم المتوازن الشامل؟

المستشار :مؤسسة الإغاثة ألتعليمية تهدف الي  تطوير التعليم والبيئة التعليمية، من خلال تطبيق التعليم المتكافئ والشامل للجميع. كما تستند مبادئ هذا المفهوم الجديد علي أربعة أعمدة ، تنوع الثقافات ، وتعدد التخصصات ، والجدلية ، والسياقية أن أنظمة التعليم غير متوازنة إلى حد ما لصالح رؤية موحدة ، موجهة من النماذج الغربية التي تركز بشكل كبير على القيم الحضرية والمنافسة الاقتصادية ، لا علاقة لها تمامًا بالسياقات المحلية والتقاليد الثقافية والظروف الحقيقية للمتعلمين يجبرون على الاندماج في قالب مفروض ، مما يؤدي إلى إحداث التسرب السريع والاستبعاد العملي لجميع التلاميذ والمجتمعات المهمشة عملياً اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا ، مقابل المراكز الرئيسية للسلطة المهيمنة حيث تسود ثقافة عالمية أحادية . ومن هنا كانت الحاجة إلى دعوة عالمية قوية لتعليم أكثر توازناً لصالح السياقات الاجتماعية والثقافية وبالتالي أكثر شمولاً لجميع الناس ، جميع الأطفال ، جميع المجتمعات. تعد الدعوة إلى التعليم المتوازن والشامل قضية أساسية لتطوير عالم يسوده السلام والإنصاف حقًا ، والذي يمنح الأمل للتغلب على الاستعمار الجديد والتمييز المنهجي ، واستدعاء جميع الموارد البشرية في نفس الأسرة البشرية. ومعرفة جميع الثقافات والمجتمعات ، التي نحتاجها بشدة اليوم عندما يخاطر اقتصادنا العالمي الغربي بالتغلب على الأرصدة الكوكبية التي تسمح لنا بسكن الأرض. إذا كانت أنماط التفكير والعمل المنتشرة عالميًا تؤدي حاليًا إلى الحفاظ على التفاوتات الاجتماعية والتدمير البيئي ، فمن الضروري أن نستدعي إلى الحوار بين الدول الخطابات والجهات الفاعلة الأخرى الأقل سماعًا ولكن ربما أكثر حكمة والأكثر ذكاءً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة . لا يمكن القيام بذلك إلا إذا بدأت النظم التعليمية ، في الأساس ، في تقدير كل مجتمع حقًا لكل فرد في تفرده وكرامته على قدم المساواة. إذا تمكن الجميع من تطوير التعبير عن أصالتهم في المدرسة ، في الممارسة الحرة لقولهم ، عندئذ سيكون لدينا عالم من المواطنين الواعيين القادرين على الابتكار وإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل الجماعية، ثقافة الإجماع النقدي.

بالطبع يعتمد ذلك على ما يسميه الخبراء التربويون ،المتعددة الثقافات، وهذا لمحاربة استعمار العقول والقلوب من خلال قوالب تعليمية تترك المتعلمين في جهل بثقافتهم ، في ازدراء نفسه وعلى هامش مراكز القوة والنجاح الأكاديمي. إن معرفة ثقافتك بعمق لا يعني حبس نفسك في مجتمعك ، بل على العكس من ذلك ، لمنح نفسك الفرصة لمنح الآخرين أفضل ما لديك ، والعثور على الطابع الفريد الخاص بك، والدخول في حوار بين الثقافات من الصفاء ومن احترام الذات.

القرن : ماذا عن توقعاتكم عن المنتدي وكلمتك الأخيرة؟

المستشار: في قمة جيبوتي سيتم  توقيع إعلان التعليم المتوازن والشامل من قبل رؤساء الدول والحكومات وأكثر من مائة وزير للتعليم والأكاديميين في جميع أنحاء العالم،وسيتم أيضًا توقيع ميثاق بين الدول المختلفة لإقامة تعاون مثمر ودائم لبقية المشروع.

ونامل ان شاء الله ان يكون هذا المنتدي التي تحتضنة بلادنا الحبيبة علي المستوي المامؤل ،ويحقق طموحات بلادنا بقيادة رئيس الجمهورية السيد/ اسماعيل عمر جيله ،كما  يتزامن هذا المنتدى الدولي مع ترشيح بلادنا  لمنصب عضو غير دائم في مجلس الأمن ، الذي ستجري الانتخابات بشأنه في يونيو 2020 في الأمم المتحدة. كما احب ان اعرب عن الشكر والتقدير لرئيس مؤسسة الإغاثة التعليمية الشيخ منصور بن مسلم علي منحه الثقة لبلادنا لاستضافة هذا الحدث والشكر موصول لجريدة القرن علي اتاحتها لنا هذه الفرصة.