قال سفير جمهورية جيبوتي في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السيد/ محمد ظهر حرسي، إن «علاقة جيبوتي مع روسيا تتميز بنشاط  كبير هذه الفترة بفضل سفيري البلدين في موسكو وجيبوتي، حيث يقومان بجهد جبار، لتحقيق شراكة شاملة في المجالات الاقتصادية، التجارية والسياسية».

وأكد السفير محمد ظهر في قابلة مع وكالة «سبوتنيك»، الروسية على أهمية عقد القمة الروسية الأفريقية في الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري، في مدينة سوتشي الروسية، لافتًا إلى مشاركة وفد جيبوتي رفيع برئاسة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله في القمة، لبحث سبل التعاون الممكنة مع روسيا، خاصة في مجال الصناعات الكبرى، حيث تهتم جيبوتي بتعزيز وتطوير العلاقات مع الجانب الروسي. 

وعن الموقع الاستراتيجي لجمهورية جيبوتي، أوضح السفير ظهر أن» جيبوتي تعد الآن أهم دولة في القرن الإفريقي، خاصة عند باب المندب، باعتبارها المدخل الرئيس لإفريقيا، خاصة للدول الحبيسة التي لا تمتلك موانئ بحرية، وفيما يلي نقدم نص الحوار الذي تم إجراؤه قبل أيام من عقد القمة الروسية الأفريقية:

 كيف تنظر جيبوتي لأهمية عقد القمة الروسية الأفريقية نهاية الشهر الجاري في سوتشي؟

السفير محمد ظهر/ «القمة فرصة هامة وانطلاقة جديدة في مستوى العلاقات بين الطرفين، جيبوتي ستشارك في القمة الروسية الأفريقية المنتظر انعقادها، في الثالث والعشرين من أكتوبر/ تشرين أول الجاري في سوتشي، وسيكون وفد جيبوتي مشاركًا برئاسة الرئيس الجيبوتي، لبحث سبل التعاون الممكنة مع روسيا، خاصة التعاون والشراكة في مجال الصناعات الكبرى، حيث هناك اهتمام جيبوتي بتعزيز وتطوير العلاقات مع الجانب الروسي، رغم وجود علاقات تاريخية ومصالح مشتركة بين البلدين من قديم الزمان».

تتمتع جيبوتي باهتمام خاص لدى الدول الكبرى خاصة في ملف مواجهة الإرهاب.. لماذا؟

السفير محمد ظهر/ «جيبوتي تعد الآن أهم دولة في القرن الأفريقي، خاصة عند باب المندب، باعتبارها المدخل الرئيس لأفريقيا، خاصة للدول الحبيسة التي لا تمتلك موانئ بحرية، مما يجعل جيبوتي تنفرد بتقديم الخدمات لعدد من الدول الأفريقية، منها إثيوبيا، الصومال، كينيا، جنوب السودان، إرتيريا، فضلًا عن استضافة جيبوتي لعدد كبير من المعسكرات الأجنبية، منها الفرنسية، الأمريكية، الصينية، الإيطالية واليابانية، ما جعل جمهورية جيبوتي قاعدة أساسية لكل عمليات مواجهة الإرهاب في أفريقيا والبحر الأحمر».

ولكن في ظل اضطراب الوضع الأمني في حركة الملاحة حول العالم بسبب الحروب وفرض العقوبات... هل هناك خطر يهدد الملاحة في البحر الأحمر؟

السفير محمد ظهر/ «جميع القواعد العسكرية الأجنبية على أراضي جمهورية جيبوتي تقوم بمهمة حماية حركة الملاحة في البحر الأحمر، وبفضل تضافر هذه الجهود، تم القضاء نهائيًا على ما يسمى القرصنة البحرية في هذه المنطقة، فضلًا عن تأمين الممرات الملاحية بشكل كامل، أي لم يعد هناك أي تهديد إرهابي نتخوف منه، إلا من قبل الجانب الأخر اليمني».

هناك علاقات مميزة جدًا تربط بين مصر وجيبوتي... كيف استفاد الطرفان من هذه العلاقة؟

السفير محمد ظهر/ «إن العلاقة بين البلدين قديمة جدًا  بفضل البحر الأحمر، الذي ربط بين مصير البلدين ومصالحهما، وبالتالي تعززت العلاقات على مراحل  بسبب قناة السويس وباب المندب، فضلًا عن وجود توجه لدى الدولتين في المرحلة الحالية لمضاعفة هذه الجهود مستقبليًا، لحماية البحر الأحمر بجهود الدول المطلة عليه، دون مساعدة أطراف أخرى خارجية».

هناك تنامي ملحوظ في العلاقات الروسية الأفريقية... هل انعكس ذلك على العلاقات الثنائية بين روسيا وجيبوتي؟

السفير محمد ظهر/ «العلاقة مع روسيا تتميز بنشاط  كبير هذه الفترة بفضل سفيري البلدين في موسكو وجيبوتي، حيث يقومان بجهد جبار؛ لتحقيق تنمية شاملة في المجالات الاقتصادية، التجارية والسياسية، وبالفعل تمكن سفير جمهورية جيبوتي في موسكو السيد/ محمد علي كامل من إحداث طفرة في العلاقات مع روسيا، وسيكون حاضرًا في القمة الروسية الأفريقية في سوتشي، بالإضافة إلى أن موقع جيبوتي الاستراتيجي، وعلاقتها الطيبة بدول الجوار واستقرارها الأمني يعزز فرصها في التشارك مع الدول الكبرى».

تطور العلاقات بين جيبوتي والإمارات المتحدة مؤخرا هل يفتح ذلك المجال لعلاقات أكثر اتساعا بين بلادكم ودول الخليج بشكل عام؟

السفير محمد ظهر/ «لدينا علاقات صداقة وأخوة مع دول الخليج بحكم أن جمهورية جيبوتي عضو في الجامعة العربية، فضلًا عن موقع بلادنا على المدخل الغربي لمضيق باب المندب، أي أن المسافة الفاصلة بين جمهورية جيبوتي واليمن حوالي 30كم، و تستثمر الدول الخليجية في البنية التحتية والمجال العقاري داخل جيبوتي، وهناك علاقات مميزة جدًا بين جمهورية جيبوتي والإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بينما تستثمر الصين في مجال النقل والمواصلات والبنية التحية، كالطرق السريعة، وتحتل بكين المرتبة الأولى في الاستثمارات داخل جمهورية جيبوتي».

ما الدور الذي يمكن أن يلعبه كل من الاتحاد الأفريقي وجمهورية جيبوتي بين مصر وإثيوبيا  بعد خلافات سد النهضة؟

السفير محمد ظهر/ «جيبوتي تلعب منذ فترة دورًا هامًا في مفاوضات سد النهضة، من خلال تقريب وجهات النظر بين البلدين الأفريقيين الكبيرين، ولا نريد أن يتصعد الملف إلى تدويل أو وساطات دولية، فنحن نحبذ أن يكون الدور للجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، ولكن الأمور تسير بشكل جيدًا، بينما يضخم الإعلام من الأحداث ويعقدها بشكل غريب،  نهر النيل هو هبة الله في مصر وسيبقى لآخر الزمان، ولا أحد يستطيع إيقاف نهر النيل عن مصر، النيل يكفي الدول المطلة عليه كلها والدول المجاورة، الأمر فقط يعتمد على حسن التصرف، وصدق النوايا».

ولكن ما سبب صمت الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي على وصول مفاوضات سد النهضة لطريق مسدود كما أعلنت القاهرة؟

السفير محمد ظهر/ «لا يوجد صمت أبدًا، بل الملف متروك حتى الآن للأطراف الثلاثة، مصر، السودان وإثيوبيا، ولم يطلب أي طرف من الجامعة العربية أو الاتحاد الأفريقي رسميًا التدخل في هذا الملف، بل قدم الجانب المصري في سبتمبر الماضي، إحاطة عن الوضع ورؤية مصر للحل، الذي نراه عادلًا أيضًا، ولن تصل الأمور، على أي حال،  لحرب، كما تصور بعض وسائل الإعلام».