على غرار ما هو متبع في الأعوام الماضية وجبلت علية الايادي الخيرة لأهل الكويت، أشرفت سفارة دولة الكويت في جيبوتي، على تنفيذ مشروع الأضاحي للعام 1442هــ الموافق 2021، والذي شمل للمرة الأولى إلى جانب الأسر الأكثر احتياجاً، النازحين واللاجئين المقيمين في بعض الأقاليم الداخلية. 

ولإلقاء المزيد من الضوء حول الأهمية التي يكتسيها هذا المشروع، وإسهامات دولة الكويت الشقيقة في مسيرة العمل الخيري بجيبوتي، فضلا عن علاقات البلدين التي تضرب جذورها في عمق التاريخ، التقينا بالقائم بأعمال السفارة الكويتية في جيبوتي، السيد/ خالد مبارك الحصم، وأجرينا معه هذا الحوار: - 

 القرن/ منذ أيام قليلة جرى تنفيذ مشروع الأضاحي تحت إشراف السفارة، ما الذي تميز في دورته الحالية عن الأعوام السابقة؟ 

 

القائم بأعمال سفارة الكويت / بفضل الله تعالى وتوفيقة، ثم بتوجيهات القيادة السياسية في دولة الكويت، تم تنفيذ مشروع الأضاحي للعام 1442للهجرة، الموافق 2021، الممول من قبل الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت وبالتعاون والتنسيق مع وزارة الشئون الاجتماعية والتضامن وكذلك اللجان الخيرية المعتمدة في جيبوتي وهي ((ديوان الزكاة التابع لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف، والمكتب الإقليمي لجمعية الرحمة العالمية في جيبوتي، جمعية صنَّاع الخير، جمعية سنابل الخير)). 

لقد قمنا هذا العام بتوسعة النطاق المكاني لمشروع الاضاحي عبر تنفيذ المشروع في العديد من المناطق، وعملنا على توسعة الشرائح المستفيدة منه سواء في مدينة جيبوتي وضواحيها، أو على مستوى المناطق الداخلية، او المناطق الخارجية (علي صبيح ودخل في جنوب البلاد، ومنطقة أبخ في الشمال) 

وتجدر الإشارة هنا الي ان مشروع الأضاحي لهذا العام لم يستهدف المحتاجين فقط، بل شمل أيضا النازحين واللاجئين المقيمين في مخيمات كل من أبخ، وهول-هول بإقليم علي صبيح، لذلك سعينا لأن يصلهم نصيبهم من هذا المشروع وإدخال السرور في نفوسهم من خلال احياء هذه الشعيرة ولقد بلغ عدد اجمالي الأسر المستفيدة من المشروع، فقد بلغ هذا العام نحو2000 أسرة عبر تقديم عدد 665 أضحية. 

ولقد سعدنا هذا العام بالتعاون المثمر والبناء مع الاخوة في مكتب جيبوتي لغوث اللاجئين والمنكوبين « أونارس» وكذلك ساهمت التحضيرات المسبقة للمشروع مع كلٍ من الجمعيات الخيرية المعتمدة وكذلك تعاون الاخوة في السلطات المحلية في المناطق المستهدفة من أجل للوصول إلى الشرائح المستحقة في تلك المناطق وتقديم لحوم الأضاحي إليهم، لذلك نتقدم لهم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لجميع من شارك او ساهم في سبيل نجاح مشروع الاضاحي لهذا العام. 

ونغتنم الفرصة للإشادة بما شاهدناه من صور للتكافل الاجتماعي في جيبوتي والذي ليس بغريب على أهلنا واخواننا في جيبوتي والذي تجسد في تعاون الاخوة في المناطق المستهدفة مع الجمعيات الخيرية والعمل على تسهيل إيصال لحوم الاضاحي الي الفئة الأكثر احتياجا من خلال الاستدلال على تلك الاسر، وما هذا الا صورة من صور التكافل التي يتجسد فيها التزام الافراد نحو مجتمعهم وتضامنهم لإعانة المحتاجين ومساعدة المضطرين. 

 

القرن / برأيكم ما أهمية مشروع الأضاحي الممول من الأمانة العامة لدولة الكويت، وكيف يعكس الروابط الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين؟ 

 

القائم بأعمال سفارة الكويت / يمثل عيد الأضحى المبارك مناسبة إسلامية عظيمة تتجسد فيها قيَم البذل والعطاء عبر إحياء هذه الشعيرة وهي الاضحية والتي تساهم في تعزيز التكافل والتضامن والتراحم ويعتبر مشروع الأضاحي، من المشاريع الخيرية التي من خلالها يتم إيصال لحوم الاضاحي للمستحقين.   

ولقد دأبت سفارة دولة الكويت في جيبوتي على التنفيذ والاشراف على هذا المشروع الذي تموله الأمانة العامة لدولة الكويت بشكل سنوي، من خلال التعاون مع الدوائر الحكومية المعنية والجمعيات الخيرية المعتمدة في البلد. 

وبشكل عام فإن مشروع الأضاحي يعكس التآزر والتآخي والتعاون الأخوي بين الكويت والدول العربية والإسلامية، ويتم من خلاله إحياء شعيرة من شعائر الإسلام، والأضحية ما هي إلا صورة من صور التعاضد الاجتماعي الإسلامي، كما أن هذا المشروع يدخل ضمن منظومة العمل الإنساني. 

وكما تعلمون فإن دولة الكويت سباقة في مجال العمل الخيري والإنساني، الذي ارسي قواعده قائد العمل الإنساني صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ((طيب الله ثراه)) واستمرت عليه قيادتنا السياسية، متمثلة في سيدي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح،( حفظة الله ورعاة)  وسمو ولي عهده الشيخ / مشعل الأحمد الجابر الصباح ،نحو إتمام هذه المسيرة، والقيام بها بشكل أفضل من خلال توسعة نطاق العمل الخيري الإنساني  ونطاق المستفيدين منه. 

ولا ننسى هنا الإشادة بكل ما لقينا من تعاون وتسهيلات سواء من قبل الاخوة المعنيين في الحكومة الجيبوتية أو من المسؤولين في تلك المناطق المستهدفة، وكذلك تعاون المواطنين في تلك المناطق والذي كان له بالغ الأثر في نجاح مشروع الاضاحي لهذا العام ، فلهم كل الشكر والتقدير، على دورهم في إيصال هذه الاضاحي لمستحقيها في مختلف المناطق المستهدفة. 

 

القرن/ أخيرا حدثنا عن مسيرة العلاقات الجيبوتية – الكويتية، وأبرز مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين؟ 

 

القائم بأعمال سفارة الكويت / العلاقات الكويتية الجيبوتية علاقات اخوية متميزة ترجع إلى ما قبل استقلال جيبوتي، وهناك تعاون وثيق ومثمر في العديد من المجالات بين البلدينـ كما أن هناك تطابقا في وجهات النظر لدى القيادة السياسية في كلا البلدين حيال العديد من القضايا العربية والإسلامية والإقليمية والدولية.  

أما فيما يتعلق بمجالات التعاون الأخرى بين البلدين، فلقد ساهمت دولة الكويت من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بتمويل العديد من المشاريع التنموية والحيوية المتنوعة في جيبوتي ، لعل آخرها تمويل انشاء محطة توليد الكهرباء في منطقة دميرجوك للتنمية الصناعية بقرض بلغ 30 مليون ولار. 

كما لا يفوتني الإشارة الى طريق « الشيخ صباح الأحمد» طيب الله ثراه الرابط بين تجورا وبلحو في شمال جيبوتي، والذي رعى حفل تدشينه فخامة رئيس الجمهورية السيد إسماعيل عمر جيله، في شهر نوفمبر عام 2019، بحضور نائب مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية، السيد مروان الغانم ، والذي يساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الشمالية من جيبوتي وتلبية الطلب المتزايد على النقل العابر ما بين جيبوتي والمناطق الشمالية من إثيوبيا مما يعزز حركة التجارة البينية للبلدين ودول القرن الإفريقي. 

 

أجرى الحوار/ 

محمد عبد الله