تلعب مؤسسة ديوان الزكاة منذ إنشائها عام 2005م دوراً اجتماعياً حيوياً في المجتمع وخصوصاً في مساعدة الأيتام وتقديم المعونات الغذائية للفقراء والمساكين في إطار محاربة الفقر على مستوى الجمهورية.
وكان فخامة الرئيس السيد/ إسماعيل عمر جيله صاحب فكرة إنشاء ديوان الزكاة الذي يتولى تجميع الزكاة والصدقات التي يدفعها الأغنياء والمحسنين ويتولى تنظيم صرفها على المستحقين لها من المواطنين الجيبوتيين وتتمثل الأهداف الاجتماعية لهذه المؤسسة في محاربة الفقر وتوزيع المؤن الغذائية للأسر الضعيفة وتوزيع كفالة الأيتام بعد كل ثلاثة أشهر على ما يقارب ألف يتيم، وقد تمكنت هذه المؤسسة الاجتماعية الإسلامية من تحقيق الكثير من أهدافها المنشودة وأصبحت يوماً بعد يوم أكثر قرباً من العامة والطبقة الكادحة وكما أصبحت موضع ثقة لجميع الأغنياء والمحسنين الذين يسلمون إليها زكاة أموالهم وهم واثقون من أنه سيتم صرفها على الأوجه المشروعة في العاصمة والأقاليم الداخلية على حد سواء.ويقوم ديوان الزكاة سنوياً بصرف المبالغ وفقاً للقوائم المعدة سلفاً من لإدارة والعاملين عليها في كافة أحياء العاصمة وضواحيها وكذلك القوائم المعدة سلفاً في حواضر المحافظات والأقاليم الداخلية وذلك بخطة مدروسة من قبل إدارة ديوان الزكاة وفقاً للمعاير المحدودة لتحديد المستحقين لأموال الزكاة.
وفي هذا العام تقوم إدارة ديوان الزكاة بصرف أموال الزكاة في جميع الأقاليم البلاد وللوقوف على هذه الأعمال الخيرية والإنسانية التي تقوم بها مؤسسة ديوان الزكاة والتي تجسد سياسة فخامة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله وتعبيراً حياً عن مدى قربه لشعبه واهتمامه البالع بالحد من معانات وفقر الطبقات المستضعفة وقد أجرينا حوار صحفياً مع مدير العام لمؤسسة ديوان الزكاة السيد/ عمر إسماعيل عجال ونص الحوار كالآتي:-

القرن / لقد سمعنا قيامكم بتنظيم المعونات الغذائية في المحافظات الداخلية هل بإمكانكم إطلاعنا على سير عمل هذا التوزيع وبأي مدار؟

-بداية أشكر جريدة القرن الموقرة على هذا اللقاء وتواصلهاالدائم معنا، كما تعلمون لقد ضربت موجة جفاف متواصلة في السنوات لأخيرة المناطق الرعوية في بعض الأقاليم الداخلية ما أدى إلى هلاك العديد من المواشي وإضطرار بعض الأهالي لترك مناطقهم بسبب هذا الجفاف وإزاء هذا الوضع الحرج بادرة مؤسسة ديوان الزكاة إلى القيام بتقديم معونات غذائية للمتضررين في جميع الأقاليم الداخلية وإن لم تكن بالمستوى المطلوب فميزانية المؤسسة محددة و ليست كافية لسد احتياجات جميع المواطنين مرة واحدة وإنما تقوم بتقديم ما يتوفر لديها من المساعدات وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها المؤسسة بتوزيع المساعدات والمؤن الغذائية في الأقاليم الداخلية سبق وأن قمنا بمثل هذه المساعدات في مختلف مناطق البلاد وفي هذا السياق قدمت لنا الهيئات الإسلامية والجمعيات الخيرية من الدول العربية الشقيقة في مقدمتها صندوق الزكاة القطري مساعدات لا بأس بها وأيضاً قام رئيس الجمهورية بتوجيهاته وتكليف ديوان الزكاة بتوزيع المساعدات الغذائية المقدمة من الحكومة للمناطق المتضررة بالجفاف ونحن كديوان الزكاة لدينا الخبرة الكافية في هذا المجال و منذ ستة سنوات كنا نقوم بتوزيع المواد الغذائية والزكاة وكفالة الأيتام من منطلق معرفتنا طبيعة هذا العمل وبالتعاون مع مسئولين في الأقاليم الداخلية سواءً كانوا المحافظين والإدارة المحلية تم هذا المشروع بنجاح وأعتقد أن هذه المعونات ساعدت الكثير من المتضررين بالجفاف وكما نرجو أن تساهم هذه المعونات في تحسين ظروف أهالي هذه المناطق لبعض الوقت.

القرن / مؤسسة ديوان الزكاة تلعب منذ إنشائها دوراً اجتماعياً رائداً في محاربة الفقر هل لكم إطلاعنا بشكل مختصر على الأعمال المنجزة للديوان منذ إنشائه إلى يومنا هذا؟ مع التحديد الأهداف العامة للمؤسسة؟

-تقوم مؤسسة ديوان الزكاة منذ إنشائها إلى يومنا هذا بتقديم مساعدات للفقراء والمساكين بحيث تبذل قصارى جهدها بهدف المساهمة في محاربة الفقر والحد من إنتشاره وكما للمؤسسة مشاريع وبرامج قيمة لمساعدة الفقر بالمواد الغذائية ومن ثم يتم توزيع هذه المعونات للأسر المتعففة والمستحقة وقسمنا العاصمة إلى ثلاثة وعشرين منقطة لكل منطقة كوّنا لجنة تقوم بإحصاء لتحديد عدد الفقراء المستحقين لهذه المساعدات فنحن نقدم لهم المساعدات التي تأتينا من قبل الحكومة وأيضاً من قبل الهيئات الإسلامية وإلى جانب هذه البرامج تقوم المؤسسة بمشاريع إنشائية وهناك مشروع وقفية اليتيم بتمويل من صندوق الزكاة القطري وأيضا المستودع الذي نجمع فيه المواد الغذائية بتمويل من وزارة الأوقاف القطرية ولدينا قطعة أرض وقفية نقوم ببنائها لدعم الفقراء والمساكين أما فيما يتعلق بأهداف المؤسسة الهدف الأول هو إحياء ركن الزكاة الذي هو ركن ثالث من أركان الإسلام حيث يعتبر الركن القائم على عملية التوازن في المجتمع يأخذ الصدقات من الأغنياء ويرد إلى الفقراء، وضع ديوان الزكاة إستراتيجية لتوعية المزكين الذين غابت عنهم الزكاة النظامية التي نقوم بجمعها وتوزيعها ومنذ 2005م إلى يومنا هذا نجمع الزكاة ونصرفها على الأوجه المشروعة وهناك تطور مستمر عاماً بعد عام هذا هو أول نشاط وهو نشاط رئيسي للمؤسسة إلى جانب توزيع جمع الزكاة وتوزيعها وهي أساساً مبادرة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله وهناك برنامج كفالة الأيتام الفقراء يشارك فيها المواطنين والمسئولين في البلد وأيضاً الشركات المتواجدة في البلد تساهم في هذا المشروع منذ إنطلاقه 2007م إلى يومنا هذا ساري المفعول.

القرن / أن صرف أموال الزكاة يخضع لمعايير محددة من إدارة المؤسسة فما هي المعايير الموضوعة للمستحقين وما هي بالتحديد أوجه صرفها؟

-فعلاً للزكاة معايير فالله سبحانه وتعالى حدد المستحقين للزكاة وفق المعايير المنصوص عليها في كتابه العزيز ،حيث قال جل ذكره (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ) إلخ ... إنطلاقاً من هذه الآية الكريمة وضع العلماء معايير محددة لتوصيف هؤلاء المذكورين وكما أفتوا بجواز تخصيص فئة معينة دون غيرها ونحن كمؤسسة ديوان الزكاة خصصنا في العام الأول والثاني الزكاة للفقراء والمساكين وذلك بفتوى من العلماء ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا لم نخرج من سد احتياجات الفقراء والمساكين حتى الآن لم نتمكن من توزيع الزكاة على بقية الأصناف أما فيما يتعلق بسير العمل وكيفية توزيع الزكاة يتصدر قائمة أولوياتنا المواطنين الجيبوتيين أينما وجدوا وبالتحديد المستحقين للزكاة ويتم ذلك بعد التعرف على أحوالهم .

القرن/ ما هو تقييمكم لسير عمل المؤسسة والصعوبات التي تواجهها وما هي الرؤية المستقبلية لعملها؟

القرن / تقوم مؤسسة ديوان الزكاة بعملها بحيث لديها نشاطات واسعة إضافة إلى برامج توعوية حول أهمية الزكاة وهناك أيضاً رغبة في استمرار توسع وتطور عمل ديوان الزكاة من قبل رئيس الجمهورية ما يؤكد أن هناك إرادة بالمضي بهذا العمل الخيري والشعب الجيبوتي بكل أطيافه سعيد بمثل هذا العمل، كما يقومون بمساعدتنا سواءً كانوا في العاصمة أو الأقاليم الداخلية أما فيما يتعلق بالعقبات تعوّد الناس في جيبوتي قبل إنشاء ديوان الزكاة أن يأخذوا الصدقات من التجار بغير وجه مشروع يشترك فيه المستحق وغير المستحق وعندما جاء ديوان الزكاة نظم عملية دفع الزكاة وذلك وفق المعايير المنصوص عليها في القرآن الكريم لم يحبذ بعض الناس الذين تعودوا أن يأخذوا بهذه الطريقة والغريب أن كثير من الناس يخلطون بين الصدقات والزكاة الصدقات يمكن أن يقدمها الإنسان في أي وقت ممكن وبعلنية إذا شاء أما الزكاة فهي حق مشروع لها ضوابط وأسس تعطي للمستحقين المذكورين في القرآن والسنة وذلك وفق المعايير التي أفتى بها العلماء.
محمد عتبان