في أول زيارة خارجية له منذ إعادة انتخابه لولاية ثانية، وصل رئيس البرلمان العربي، السيد عادل بن عبد الرحمن العسومي إلى جمهورية جيبوتي، والتي سبق أن زارها في غضون ولايته الأولى، في خطوة يؤكد من خلالها الأهمية الكبرى التي تكتسيها بلادنا للمنظومة العربية. 

وفي حوار شيق أجرته معه جريدة «القرن» أشاد السيد/ العسومي بالاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تنعم به جيبوتي، كما شدد على حرص البرلمان العربي على دعم البلاد في مختلف المناحي، معبِّرا عن الأمل في أن تنجح في استقطاب المزيد من المشروعات الاستثمارية العربية في الفترة المقبلة.  وفيما يلي نورد الحوار كاملا:- 

 القرن/ بادئ ذي بدء نرحب بكم معالي رئيس البرلمان العربي في جيبوتي، في أرض اللقاء والتبادل، ونود الوقوف أولا على أهداف زيارتكم الحالية للبلاد؟ 

 رئيس البرلمان العربي/ دعوني في البداية أشكركم على هذه الاستضافة الكريمة، وعلى هذا اللقاء.. من دون شك فإن لجمهورية جيبوتي مكانة كبيرة في نفسي وفي نفس كل العرب.  

هذه الزيارة هي ثاني زيارة بالنسبة لي إلى جيبوتي، فلقد كانت أول بلد زرته في العُهدة الأولى، وها هي اليوم تتصدر زياراتي الخارجية في الولاية الرئاسية الثانية، أزورها أيضا كأول بلد عربي. طبعا جيبوتي بلد مهم جدا في هذه المنطقة وللعالم أجمع، بالنظر إلى موقعها الجيوستراتيجي، وما تنعم به من أمن واستقرار، رغم وقوعها وسط منطقة تعاني من التوتر وحالة من عدم الاستقرار، ولها أيضا مكانة كبيرة في الأمن القومي العربي. ومن هذا المنطلق فإننا نحرص دائما على التواصل مع جيبوتي، كما أـن البرلمان العربي بصدد تكريم رئيس الجمهورية، السيد/ إسماعيل عمر جيله، تقديرا لجهوده المضنية لترسيخ دعائم السلام والأمن، والحفاظ على استقرار جيبوتي والمنطقة.  

 

القرن/ كيف تقيِّمون مشاركة وإسهامات أعضاء جيبوتي داخل أروقة البرلمان العربي؟ 

رئيس البرلمان العربي/ إننا نثمن - بالفعل - الدور الكبير الذي تضطلع به جيبوتي في أروقة البرلمان العربي، من خلاله النواب الجيبوتيتين الأعضاء، ونعتبره دورا إيجابياً وتعاونيا ينسجم –بالتالي- مع مفهوم المصلحة العربية، فمواقفهم مشرِّفة، كما أن مشاركاتهم الفاعلة تصب في خدمة ودعم مسيرة البرلمان العربي.  

 

القرن / كما تعملون السيد الرئيس، فإن جيبوتي بلدٌ عربي، فكيف يسهم البرلمان العربي في النهوض بواقع اللغة العربية تعليما ونشراً؟ 

رئيس البرلمان العربي/ إننا ندعم بكل قوة اندماج جيبوتي في المنطقة العربية في مجمل المناحي والمجالات ذات الأهمية، وعلى رأسها اللغة العربية. 

وإن البرلمان العربي لا يدخر - في هذا الصدد - أي جهدٍ لتدعيم تعليم ونشر اللغة العربية، خاصة وأن جيبوتي بلد عربي، ونتشرف بذلك، لذلك فإننا ندعمها في كل المؤتمرات ذات الاختصاص حيث نسعى إلى أن تكون حاضرة ومؤثرة، انطلاقا من إيماننا بأهمية اللغة العربية لكونها جزءاً من كياننا وعنواناً على هويتنا وتميزنا، كما أنها قبل هذا وذلك لغة الإسلام.  

 

القرن / كما هو معلوم، من أهم اختصاصات البرلمان العربي تعزيز العمل العربي المشترك ودفع عجلة التنمية المستدامة وصولا إلى تحقيق الوحدة العربية، فكيف تنظرون السيد الرئيس إلى أداء هذه السلطة خصوصا في السنوات الأخيرة؟ 

رئيس البرلمان العربي/ إن البرلمان العربي يمثل الجانب التشريعي أو الجانب الشعبي بالنسبة لجامعة الدول العربية، ومن ثُم فإننا ندعم الجهود العربية على كافة الصُعد، حريصين على أن تكون الدبلوماسية البرلمانية العربية حاضرة في المحافل الدولية والإقليمية، وقد سعينا إلى فتح آفاق جد مهمة مع الاتحادات والمنظمات والهيئات الإقليمية الدولية لتدعيم القضايا العربية ومن أجل أن يكون هناك صوت عربي شعبي قوي ومؤثر.  وفي مسعى لتكملة الدبلوماسية العربية الرسمية، بذلنا على مدار العامين الأخيرين جهودا مكثفة لتعزيز موقع الدبلوماسية البرلمانية العربية عبر إيجاد تكتلات أو تفاهمات مع الهيئات البرلمانية الدولية.

 

القرن / عقب تسليط الضوء على هذه المسيرة الحافلة، ما هي أبرز الآفاق المستقبلية -في نظركم- للبرلمان العربي؟ 

رئيس البرلمان العربي/ إننا نضطلع بالدور المنوط بنا من خلال المنظومة العربية، وقد عقدنا العزم على مضاعفة الجهود المبذولة في المرحلة المقبلة لتدعم الدبلوماسية العربية، وفتح آفاق جديدة تكفل تعزيز هذه الدبلوماسية، بما يجعلها حاضرة وداعمة للقضايا العربية. لدينا أيضا اتفاقيات ومعاهدات تم إبرامها مع المنظمات، فضلا عن إقامة شراكات مهمة مع الأطراف ذات العلاقة، كما نقوم بالتنسيق مع الكثير من مؤيدي القضايا العربية.  إننا سنعمل أيضا على منع التدخلات الخارجية للشأن العربي الداخلي، من خلال تبني الكثير من المواقف التي من شأنها أن تساند مساعينا الحثيثة في هذا الصدد.  

 

القرن / ترسو بنا -السيد رئيس البرلمان العربي- سفينة الحوار في مرفأ الختام، فهل من كلمة أخيرة تودون توجهيها لجمهور القراء؟ 

رئيس البرلمان العربي/ ختاما أؤكد مرة أخرى على الأهمية الكبيرة لجيبوتي ومكانتها السامية، وأنا أؤمن شخصيا بأهميتها ليس فقط للمنطقة العربية، بل للعالم أيضا. 

 إننا نتطلع لمستقبل واعد لجمهورية جيبوتي بفضل الاستقرار الأمني والسياسي، وهناك مشاريع عربية واستثمارات مهمة وناجحة ومفيدة للدول العربية، يحدونا كذلك الأمل في أن تنجح في استقطاب المزيد من المشروعات الاستثمارية العربية في الفترة المقبلة. ولا يفوتني في هذه السانحة أن أتقدم بجزيل الشكر ووافر التقدير إلى رئيس الجمهورية، وإلى رئيس مجلس النواب، وأعضاء جيبوتي في البرلمان العربي، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وهذا ليس بالأمر الجديد على جيبوتي، وكلي أمل في أن تكون ولايتي الحالية قادرة ومؤثرة لدعم جمهورية جيبوتي.  

 

أجرى الحوار  

محمد عبد الله عمر