في اطار الدورة الثانية لمعرض الكتاب والفعاليات المصاحبة له والتي تضمنت عرضا مسرحيا مؤثرا عن معانات الشعب الفلسطيني في غزة والجرائم التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني بحقهم،والذي قام باعداده واخراجه استاذ المسرح في المعهد الجيبوتي للفنون الفنان المسرحي والسينمائي والأكاديمي التونسي السيد/راشد راشدي . ولتسليط الضوء اكثر علي هذا العرض المسرحي بالإضافة الي الإضاءة علي مسيرة الاستاذ راشدي المهنية في حقل المسرح ،والوقوف علي انطباعاته حول الدورة الثانية لمعرض الكتاب،وواقع الحركة المسرحية في جيبوتي وافاقها،ودور المعهد الوطني في النهوض والارتقاء بالعمل المسرحي التقت القرن بالاستاذ/راشد راشدي واجرت مع جنابه هذا الحوار :-
القرن / كيف تصفون لنا انطباعكم عن الدورة الثانية لمعرض الكتاب؟ أستاذ المسرح /ميزت الدورة الثانية لتظاهرة معرض الكتاب التي انطلقت برعاية رئيس الجمهورية السيد/اسماعيل عمرجيله،بمقر المكتبة و الأرشيف الوطني تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة بتنوع انشطتها وتعدد عروضها التي استمرت أربعة أيام، حيث تضمنت عرضا مسرحيا يحمل شعار «فلسطين حرة» من أداء مجموعة المسرح الوطني،الي جانب سلسلة من المؤتمرات والاجتماعات وحلقات النقاش وورش العمل. القرن /حدثنا عن العرض المسرحي اكثر،مالذي كان يبرزه والرسالة التي يحملها وكيف كان التفاعل ؟ استاذالمسرح/في اطار رغبة المعهد الجيبوتي للفنون الاسهام في تجسيد تفاعل والتضامن الجيبوتي مع الشعب الفلسطيني الشقيق،ضمن فعاليات الدورة الثانية لمعرض الكتاب اخترنا اعداد عمل فني مسرحي يعكس معاناة و تضحيات الشعب الفلسطيني وقد لاحظنا تفاعل إيجابي من قبل الجمهور الغفير الذي كان حاضرا بكثافة، في عرضنا الاول مساء يوم الأربعاء 24ابريل بقاعة المؤتمرات بمقر المكتبةوالأرشيف الوطني وهذا ليس بالغريب على جمهورية جيبوتي حكومة وشعبا تضامنها ونصرتها للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لابادة جماعية على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ستة أشهر ،و قد تضمن العمل مشاهد تعكس احتجاج مواطنين فلسطينين بأواني فارغة،في رمزية لإنعدام الطعام و الشراب، وتفشي الجوع نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة، ثم يليه مشهد قمع هذا الاحتجاج من قبل جيش الاحتلال فيتطور هذا المشهد وصولا إلى المواجهة والاشتباك،بحركات بطيئة وموسيقى مصاحبة للأغنية الشهيرة،التي صارت رمزا لنضال الشعب الفلسطيني وهي اغنية «موطني موطني» ليمر الممثلون إلى مشهد جنازة الشهيد الذي وقع في المواجهة مع جيش الاحتلال، تحت زغاريد امه التي بدورها ستتولى قراءة وصية ابنها الشهيد في المشهد الاخير،والتي تقول في البعض منها «والله لن انسى .. مسجدنا الأقصى و قبة الصخرة تبكي من الحسرة تقول يا ربااااه يا واهب الحياة بعونك اللهم اكتب لنا النصر...» وقت كان مشهد قراءة الوصية من خلال كتب كان يحملها الممثلون مغلفة بعلم فلسطين من الواجهة اليمنى وعلى الواجهة اليسرى خريطة فلسطين وهي تقنية جمالية فنية للإشارة للإطار العام الا وهو معرض الكتاب،ضمنيا وجوهريا الي جانب ان الوضع الذي يمر به الشعب الفلسطيني اليوم يضعنا امام إلزامية التطرق لهذا الموضوع،فاننا نؤمن بأن القضية الفلسطينية عليها ان تظل دائمة راسخة في اذهان ووجدان ابنائنا.وشعوبنا وان تدون عنها في الكتب والروايات وفي الأفلام والمسرحيات واللوحات التعبيرية الجسمانية والتشكيلية،و هذا اقل ما يمكن أن يقوم به الفنان تجاه شعب شقيق يرزح تحت الاحتلال منذ 75 سنة. القرن / وماذا عن سيرة ومسيرة الاستاذ راشدي وتجربتكم في جيبوتي؟ استاذ المسرح/بعد تخرجي من المعهد العالي للفن المسرحي بتونس ومدرسة الممثل بالمسرح الوطني التونسي انطلقت مسيرتي المهنية الممتدة بجانبيها الأكاديمي كاستاذ مسرح والفني كممثل مسرحي و سينمائي محترف ومخرج ايضا. اما بالنسبة لتجربتي بجيبوتي فقد بدأت في شهر نوفمبر عام 2018 كمدرس لمادة الفنون المسرحية بالمعهد الجيبوتي للفنون. القرن/علي ضوء تجربتكم كيف تقيمون مسيرة المعهد الجيبوتي للفنون؟ استاذ المسرح/أول ما اكتشفته بعد التحاقي كمدرس بالمعهد الجيبوتي للفنون، هو ان هذا المعهد الذي كان حلما يراود الساحة الفنية الجيبوتية،تم تأسيسه بمبادررة ودعم من رئيس الجمهورية السيد/ اسماعيل عمر جيله، وتم افتتاحه من طرف فخامته في عام 2005 ومن الأهمية بمكان الإشارة الي أن المعهد يحتوي على ثلاثة تختصاصات فنية هامة المسرح، الفن التشكيلي و الموسيقى وهو عبارة عن معهد مفتوح لجميع الشباب والمواطنين الجيبوتيين الموهوبين و الراغبين في تطوير إمكانياتهم الفنية والإبداعية كما لفت انتباهي ان التمتع بفرصة التكوين بالمعهد متاحة للجميع بشكل مجاني وهذا مما يجعل الأمر استثنائي و مميز ففي جميع دول العالم تلقي التكوين في المجال الفني مسرح، سينما، موسيقى يكون مكلفا ماديا. ففي جيبوتي يعتبر المعهد فرصة لجميع الموهوبين وخاصة الشباب لصقل مواهبهم وتطويرها من قبل أساتذة مختصين وفنانين محترفين من دول شقيقة كتونس والسودان ويعود الفضل فيما تحققه الساحة الفنية علي وجه العموم من تطور وتقدم والمعهد الجيبوتي للفنون علي وجه الخصوص إلي دعم ورعاية فخامة الجمهورية السيد/اسماعيل عمر جيله، الذي وفر كل ما يحتاجه الشاب والمواطن الجيبوتي،كي يطور إمكانياته وان يكون الفنان سفير للبلاد، ليعكس ما تتمتع به جيبوتي من ثراء كبير ومهم على مستوى الثقافة والإبداع. القرن / ما جديدكم والمعهد بشأن تعزيز حضور المسرح في المشهد الفني الوطني ؟ استاذ المسرح/في هذا السياق يمكن الإشارة الي اننا في هذه السنة انطلقنا في تجربة جديدة تتمثل في تكوين وتأطير بعض الشباب بمسرح«سالين» وهو مسرح هواء طلق مهم مخصص للعروض المسرحية و الموسيقية و فن الرقص، وعتقد ان الارضية متوفرة للذهاب الى ابعد الحدود بالمجال الفني والثقافي و في هذا الإطار اسسنا«مجموعة المسرح الوطني بسالين» تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة ومدير الوكالة الوطنية للنهوض بالثقافة،وذلك بهدف تكوين فرقة مسرح وطني ذات احترافية عالية، قادرة علي أن تكون حاضرة باعمالها الفنية في جميع التطاهرات الفنية علي المستوي المحلي والمشاركة في مختلف المحافل والمهرجانات المسرحية القارية والعالميةوتمثيل جيبوتي والتعريف بتنوعها الثقافي وثراء خصوصياتها الفنية وتعددها. القرن/ وماذا عن رؤيتكم بشأن استحقاقات ومتطلبات النهوض والارتقاء بشكل اكبر بالفنون؟ استاذ المسرح/أتمنى ان يتم ادماج المواد الفنية مسرح، سينما، موسيقى، فن تشكيلي... بمدارس الابتدائية والمعاهد الثانوية وعلى المستوى الجامعي وذلك لأهمية هذه المواد في تكوين شخصية الطفل والمراهق على مستوى الثقة بالنفس والتوازن النفسي والعمل الجماعي والمسؤولية الفردية والجماعية التي من شأنها ان تؤدي الي خلق مجتمع متقدم و متحضر في جميع المجالات، وقد اثبتت تجربتنا في تدريس المواد الفنية مسرح، موسيقى، فن تشكيلي «بمدرسة الامتياز ب بلبلا « لمدة ثلاث سنوات في إطار الشراكة بين وزارة الشؤون الإسلامية والثقافة والأوقاف سابقا و وزارة الشباب والثقافة حاليا مع وزارة التربية والتعليم صحة ما ندعو اليه،حيث افرزت هذه التجربة نتائج إيجابية واستثنائية مع تلاميذ وطلاب المدرسة. القرن/ونحن نصل معكم الي مرافي ختام هذا الحوار هل هناك ثمة ما تحبون اضافته؟ استاذ المسرح/بعد ان انتهز هذه السنحة للتعبير عن الشكر لصحيفة القرن علي اتاحة هذه الفرصة،احب التأكيد علي ان جيبوتي تعج بالمواهب والطاقات في مجال المسرح والموسيقى والرقص والرسم،وعلي ما لمسته من اهتمام خاص ودعم وتشجيع،من قبل فخامة الرئيس «اسماعيل عمر جيله « والعمل الكبير الذي تقوم به معالي وزيرة الشباب والثقافة،والجهد المبذول من طرف مدير الوكالة الوطنية للنهوض بالثقافة مع مساعي الاستاذة المختصين المؤطيرين،بفضل كل هذه المعطيات والعوامل مجتمعة،سيكون لجيبوتي إشعاع ثقافي وفني محلي وقاري ودولي مميز. اجري الحوار / جمال أحمد ديني