جيبوتي واليمن علاقات تاريخية وعميقة تتسم بالتعاون الوثيق بين البلدين فى جميع المجالات،انها اواصر وصلات اخوية تاريخية حضارية لها في الحاضر والمستقبل استمرارية وبعداً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً،وشراكة يسعي البلدان حثيثا لتعزيزها وتفعيلها اكثر رغم الظروف الدقيقة التي يعيشها اليمن الشقيق،بصورة تعكس حقيقة الراوبط الاخوية في مضامينها الحضارية والتاريخية الراهنة والمستقبلية وسعادة السفير الأستاذ /محمد علي عيسي،كان مستوعبا ومنطلقا من كل هذه المعطيات ومسترشدا برؤية رئيس الجمهورية وتوجيهاته التي ترتكز علي حماية مصالح جيبوتي الاقتصادية وأمنها القومي التي تمثل دائماً البعد الإستراتيجي في أداء الدبلوماسية الجيبوتية والتي عمل سعادة السفير علي بلورتها خلال سنوات حافلة بالجهود والانجازات بسعي حثيث للانتقال بالعلاقات الاخوية الجيبوتية اليمنية-الى مستويات نوعية تلبي متطلبات واستحقاقات المتغيرات والتحولات.

وللوقوف علي ابرز ملامح التطورات في مشهد العلاقات الجيبوتية اليمنية،ومستوي التعاون والشراكة بين البلدين الشقيقين، واولويات سعادته في تعزيز وتطوير هذه العلاقات الضاربة جذورها في اعماق التاريخ التقينا سعادة السفير واجرينا هذا الحوار :-

القرن / كاستهلالة لهذا الحوار الصحفي نبدأ بالسؤال التقليدي حدثونا سعادة السفير عن العلاقة الجيبوتية اليمنية؟

السفير /في مستهل هذا الحديث الصحفي يسعدني ان اتقدم باخلص التهاني واسمي ايات التبريكات لفخامة رئيس الجمهورية السيد اسماعيل عمر جيله، وسيدة جيبوتي الاولي السيدة خضرة محمود حيد،وحكومة والشعب الجيبوتي قاطبة،بمناسبة حلول الذكري ال48 لاستقلال بلادنا المجيد،متمنيا ان يديم الله علي بلادنا نعمة الامن والسلام والاستقرار،وان يتحقق لبلادنا والشعب الجيبوتي الابي المزيد من التقدم والازدهار. وعودة للاجابة علي سؤالكم،تستند العلاقات الجيبوتية اليمنية على روابط تاريخية وجغرافية وثقافية وقومية ودينية إضافة إلى وشائج القربي، والتماذج الاجتماعي، ومهمتنا نحن كسفراء هي العمل علي ترجمة مضامين هذه العلاقة بين البلدين الشقيقين في إطار التعاون الثنائي والشراكة الحقيقية.

بتعبير آخر إن العلاقة بين جيبوتي واليمن «هي علاقة أبدية» والعلاقة الأبدية تمتد في التاريخ إلى النهاية وتضع على عواتقنا مسؤولية رعايتها والاعتناء بها وتنميتها،وأود أن أضيف أن هذه العلاقة الأبدية علاقة حميمة بين شعبين وبلدين شقيقين تربطهما مصالح إستراتيجية مشتركة يلعب فيها الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلدين والعقيدة الواحدة وروابط القربى بين الشعبين،إضافة إلى العادات والتقاليد والتاريخ المشترك دوراً محورياً وهاماً في جعل هذه العلاقة الثنائية علاقة شراكة قائمة على المصالح المشتركة.

كما تقوم هذه العلاقة علي التضامن بين البلدين والشعبين الشقيقين والتي تجلت بوضوح ابان الحرب التي تعرض لها اليمن الشقيق فكانت جيبوتي هي المأوي والملاذ للفارين من الاخوة اليمنيين من هذه الحرب والذين وجدو من اشقائهم الجيبوتيين الترحيب والاحتضان.

وانتهز هذه السانحة لاجدد التأكيد علي ان اشقائنا اليمنيين مرحب بهم دائما في بلدهم الثاني جمهورية جيبوتي.

 

 القرن / ما هي ابرز ملامح التطور في مشهد تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين الشقيقين؟

السفير / من اهم وابرز التطورات في هذا السياق هي الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها وفد رفيع المستوي من اليمن الشقيق يقوده رئيس مجلس القيادة الرئاسي، فخامة الدكتور رشاد محمد العليمي،لبلادنا منتصف شهر يونيو الجاري،والتي تأجلت بسبب التطورات التي حدثت في الاقليم وتداعياتها علي اليمن الشقيق.

هذه الزيارة التي تأجلت لظرف خاص اشرنا اليه اعلاه والمرتقب ان تتم فور زواله،تفتح آفاقًا رحبة لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتطوير آليات التنسيق السياسي والأمني والاقتصادي، بما يخدم المصالح المشتركة.

وتمثل ايضا تجسيدًا عمليًا لمتانة العلاقات بين بلدينا، وإرادتنا السياسية المشتركة لمواصلة العمل معًا من أجل مستقبل آمن ومستقر لشعبينا الشقيقين.

كما يمكن الاشارة في هذا الاطار الي العديد من الزيارات التي قامت بها وفود من اليمن الشقيق لبلادنا، وجملة من المباحثات التي اجراها الجانبين والهادفة الي تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

ويمكن هنا ان نذكر علي سبيل المثال لا الحصر زيارة وفد من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في الجمهورية اليمنية الشقيقة الي جيبوتي والتي جاءت تأكيدا لرغبة البلدين في تقوية وتعزيز وتطوير التعاون المتميز بينهما في مجال الاتصالات.

 

القرن/تقييمكم للتقدم الذي تم تحقيقه لصالح علاقات البلدين المتميزة ؟

السفير/من الصعب الوصول الى تقييم حقيقي للتقدم الذي تم تحقيقه لصالح العلاقة بين البلدين حيث ان حجم التعاون بين البلدين مفتوح وليس له حدود لما تربط البلدين من علاقة اخوية و مصالح متشابكة،ولكن إجمالا على المستويات العليا هنالك علاقة وطيدة ومميزة مبنية على التفاهم والإخاء يعكس ذلك نقسه على التنسيق والتعاون في مجال السياسة الخارجية للبلدين على المستوى الإقليمي أو الدولي.

 أما جانب العلاقات الثنائية بين البلدين فهي في تطور مستمر وتشمل من وقت لأخر مجالات تعاون إضافية.

 يكفي الإشارة الى بعض جوانب التطور من حيث الاستثمار وتزايده وتوافد عدداً من أصحاب بيوت المال ورجال الأعمال بما في ذلك الخدمات البنكية وما تسهم به من استثمارات مباشرة أو دعم قطاعات التجارة والإسكان

 

 القرن / ما هي أولوياتكم سعادة السفير في سبيل تطوير التعاون والشراكة؟

 السفير / تولي جمهورية جيبوتي للعلاقة بالجمهورية اليمنية الشقيقة أهمية كبيرة في مختلف المجالات ومن أهم الأولويات في سبيل تطوير هذه العلاقة هو التركيز والاهتمام بما يلامس تطلعات الشعبين الشقيقين في زيادة التعاون في مختلف المجالات.

وتفعيل اتفاقيات التعاون المختلفة القائمة بين البلدين الشقيقين، وتجديد بعض اتفاقيات التعاون التي أصبحت منتهية.

وجميع ما لدينا من رؤى منطلقة من توجيهات رئيس الجمهورية لتعزيز العلاقات يعتبر الأولوية.

 

 القرن/ سعادة السفير وصلنا معكم بالحوار إلي مشارف الختام فمالذي تحبون اضافته ؟

 السفير / أنتهز هذه السانحة لتجديد التعبير عن أسمى آيات الشكر والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله،علي ثقة فخامته الكريمة ودعمه الدائم ،كما يسعدني ان اجدد التعهد بمواصلة ترجمة توجيهات فخامته والعمل علي تطوير العلاقات،والدفع بها إلى التقدم لما يخدم مصلحة بلدينا وشعبينا.

 وأمنياتي للعلاقات الجيبوتية اليمنية باستمرار التطور والازدهار وللشعبين الشقيقين المزيد من السعادة والرخاء.

 كما نحب أن نشكر جريدة القرن الموقرة علي اتاحتها هذه الفرصة للحديث .

 

 

أجري الحوار / جمال أحمد ديني