تشهد العلاقات الجيبوتية الكويتية تطوراً كبيراً وجاداً تقودها الأخوة ووحدة رؤى البلدين تجاه قضايا مختلفة... وبما أننا نعيش عصراً انتشرت فيه أفكار أثارت القلق لدى الكثيرين وكونت ضبابا أخفي الحقيقة ... ولا شك أن الوضع بحاجة إلى إزالة هذا الغشاء الذي حجب رؤية الحقيقة عن طريق نشر الوسطية والاعتدال في الأمور قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً).
ومن هذا المنطلق اهتمت وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف الجيبوتية بالوسطية كنظيرتها الكويتية، ولأهمية هذه القضية يتم التعاون فيما بينهما في نشر الإعتدال لقضية تمس الفكر الإنساني ،وفي هذا السياق جاءت زيارة الوكيل المساعد للتنسيق الفني والعلاقات الخارجية والحج في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت الشقيقة الدكتور/ مطلق راشد القراوي إلى جيبوتي في بداية هذا الأسبوع أجرى خلالها مباحثات مع وزير الشئون الإسلامية والأوقاف الدكتور/ حامد عبده سلطان تركزت على توطيد علاقات البلدين الشقيقين وتناولا خلالها كل القضايا ذات الإهتمام المشترك ، وعلى هامش الزيارة إلتقت القرن بالدكتور/ قراوي وأجرت معه هذا الحوار:-
القرن / في أي إطار تأتي زيارتكم ؟

الدكتور مطلق / بداية أنا سعيد بوجودي في بلدي الثاني جيبوتي وبين أهلي وإخواني، وفي الحقيقة كان من المقرر أن تتم هذه الزيارة في وقت مبكر ولكن تأجلت لإنشغال معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور / حامد عبده سلطان وإنشغالي أيضا ، وزيارتي اليوم جاءت بناءً على زيارة معالي الوزير الدكتور / حامد عبده سلطان لدولة الكويت أواخر العام الماضي و التي تم الطرح فيها بعض المواضيع التي تركزت أهميتها في إعداد اتفاقية التعاون بين وزارة الشؤون الإسلامية في دولة الكويت ووزارة الشؤون الإسلامية الجيبوتية، وبعد هذا اللقاء وجه لي الوزير الجيبوتي دعوة لبيتها اليوم تأكيداً على كثير من المواضيع التي تم منا قشتها في الكويت مع معالي وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية المستشار/ راشد محمد ومعي شخصيا ، وفي الحقيقة وجدت كل الترحيب وكرم الضيافة من مسؤولي وزارة الأوقاف ومن إخواننا الموجودين في جمهورية جيبوتي الشقيقة .

القرن / حول ماذا تركزت مباحثاتكم مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ؟ وماهو حجم التعاون القائم بين الوزارتين والتطلعات المشتركة في المرحلة القادمة ؟

الدكتور مطلق / لقائي مع الوزير كان لقاء جيداً ورسمياً خاصاً لمناقشة كافة القضايا، وتركز على كثير من المشاريع سواء كانت مشاريع إنشائية تابعة للوزارة أو مشاريع ثقافية ودعوية وفكرية أهمها تأسيس مركز الوسطية في جمهورية جيبوتي الشقيقة ، وفي الحقيقة ستكون هذه أول بوادر التعاون والتواصل بين الوزارتين والإدارتين لإعداد بعض المشاريع، وعملنا على شبه جدولة لتلك المشاريع على مستوى الإنشائي و الثقافي والدعوى والفكري المتمثل في إنشاء مركز الوسطية في جيبوتي ، وهذه من القضايا المهمة التي ناقشناها
، ونطمح أن تتسع قنوات الإتصال والتواصل بننا وبين إخواننا في جيبوتي الشقيقة ليس على مستوى الوزارات فقط بل ما نريده هوعلى مستوى الشعوب، وتحفيز المؤسسات الخيرية في جيبوتي ، وقد زرت بعضا منها ووجدت فيها همة عالية وحماسا شديداً ، كما زرت مجمع الرحمة الذي تقوم عليه إحدى مؤسسات الكويتية وأستطيع القول أن التواصل بين البلدين جيد ، ونريد أن نُفَّعل هذا التواصل على مستوى الرسمي والشعبي وهذه كانت من القضايا الرئيسية ، وفي الحقيقة وجدت روح الحماس في الشعب الجيبوتي خلال زيارتي وتواصلي معهم ، وسأنقل هذه المعلومة إلى المسؤولين في الكويت ليكون هناك توافق وتواصل أكبر،و نأمل أن يتم التوقيع على الاتفاقية بعد أن تم دراستها ليتم اعتمادها من الوزارة الخارجية ، كما نأمل أن يكون التعاون بين الدولتين على كافة المستويات سواء كان على مستوى الرسمي والاجتماعي لتفعيل هذه المشاريع ونحن على يقين كدولتين عربيتين مسلمتين أنه يلزم علينا انطلاقا من هذه القربة التي تربط بيننا التواصل والتعاون بشكل جدي .

القرن / هل من إضافات ؟

الدكتور مطلق / أطمح أن تتحقق كل نتائج هذه الزيارة وتتوطد العلاقة أكثر بين البلدين ، و أعتبر زيارة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور / حامد عبده سلطان باكورة عمل بيننا وهي بادرة جيدة وطيبة ونأمل أن نرد هذا الخير بأحسن منه .

نبيهة عبدو فارح