جاء النقيب وليد جبلن حبش وهو إمام مسجد في إحدى المعسكرات التابعة للقوات الأمريكية في ألمانيا مؤخرا إلى جيبوتي في زيارة قصيرة تعد الثانية من نوعها له. ولمعرفة انطباعاته عن الشعب الجيبوتي وأوضاع المسلمين في الولايات المتحدة تحاورت معه القرن،وفيما يلي نقدم لكم فحوى حديثه للجريدة.
كيف تنظرون إلي التسامح الديني في جيبوتي؟

بكل أمانة نحن نحيي هذا البلد وشعبه على ما هو عليه لا أعني بذلك الأوضاع الاقتصادية وما إلي ذلك ، وإنما أقصد اتسام جيبوتي بنموذج حي للتسامح بين جميع الناس من المسلمين وغيرهم ، وكما قال الله سبحانه وتعالي "يا أيها الذين امنوا إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " فهم قاموا بتطبيق هذا المبدأ كغيرهم من الناس الذين قاموا بتطبيق مبادئ التسامح و السلام.

- نأتي إلى الإسلام في أمريكا، كثير من الناس يظنون أن أمريكا قامت بمهاجمة العديد من مناطق الإسلام ،ومن ثم يتوقعون أن الذين يعيشون في أمريكا بصفة عامه هم أناس يكرهون الإسلام والمسلمين، كيف ترى التعايش هناك ؟ وهلا أعطيتنا فكرة عامة عن الإسلام في أمريكا وعدد المسلمين والحرية المتاحة لهم ؟

القانون الأمريكي يسمح لكل إنسان بممارسة حقوقه الدينية بحريه كاملة، وترى في كل مدن الولايات المتحدة مساجد أو مصليات،كما أن هناك مدارس إسلامية للمسلمين،ولغير المسلمين لهم أيضا الحق والحرية في مثل ذلك، صحيح قد تكون هناك بعض الإشكالات والتصرفات الفردية التي يمكن أن نوصفها بعدم التفاهم أو التصادم مع المسلمين،ولكن بشكل عام للمسلمين في تلك البلاد الحرية التامة في ممارسة شعائر الإسلام وحتى في المآذن يرفع الأذان و يسمع خارج المساجد وتوجد هنالك مقابر لم أرها في البلدان الأوروبية ، وللمسلمين أيضا في أمريكا مدارس خاصة ومراكز اجتماعيه وثقافيه وفكرية.

- كيف يمكن إزالة سوء التفاهم وعدم الثقة بين الطرفين ؟

علي المسلم وهذا واجب أن يقوم بتعليم الآخرين من المسلمين وغيرهم لأنه مسئول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " وهذا أمر أي يا مسلم لا تقل أنا لا أعرف علم الشريعة أو القران أو السنة ، ولكن تعلم وبدورك بلغ الرسالة المحمدية السمحاء لغير المسلمين الذين يجهلون الدين الإسلامي . وحقيقة نحن كمسلمين ملامون على عدم توضيحنا حقيقة الإسلام لغير المسلمين،أن نبين لهم الحق كما اخبرنا الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة للعالمين بقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله " لم يقل للمسلمين فقط بل قال للناس جميعا ، و كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يهود ونصارى ولها قال الناس،لأنه رحمة للناس أجمعين ، إذا فلندرك الأمر الذي اختارنا الله له وهو أن نكون سفراء لهذا الدين ، ونكون الفائزين في الدنيا والآخرة.

كيف ترون انعكاسات أحداث 11 من سبتمبر على صورة الإسلام ؟

الإسلام هو دين الله الحق، وجاء لبناء مجتمعات وحضارات ، وأمرنا بالتحلي بالقيم النبيلة في هذه الدنيا حتى نفوز بالآخرة ، وليس بقتل الأبرياء،إذا أرت أن تنشر الإسلام وتبلغه لغير المسلمين أو حتى المسلمين فعليك أن تنقل حسن ديننا وكرمه ونزاهته بطريقة خلاقة وليس بالعنف والقوة ، يجب أن تكون الأخلاق الحميدة خيارك لأن الله سبحانه وتعالي قال لنبيه صلى الله عليه وسلم "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " .

- ما لمطلوب لتعزيز الحوار والتعاون بين أمريكا والمسلمين ؟

أن نبدأ أولا بفتح باب الحوار للناس كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء إليه أي إنسان سواء كانوا من البوادي أو الأعراب، من المسلمين وغيرهم من الأنصار واليهود، ولم يغلق قط باب مسجد النبي ، بل كان دائما مفتوحا للجميع،حيث كان عليه الصلاة والسلام يدعو الناس ويتحاور معهم،عندما مرت جنازة يهودي فإذ بالرسول يقف والصحابة يقولون كيف النبي يقف لجنازة غير مسلم؟ فقال ذلك رجل وإنسان ، تلك كانت روحا خلقها الله سبحانه وتعالي وهكذا نريد أن نفتح الباب ونتحاور وأن لا نجادل كما أمرنا سبحانه وتعالي "ادفع بالتي هي أحسن" .

- فيما يتعلق بالتعاون بين الحكومة الجيبوتية والقوات الأمريكية المتمركزة في البلاد هلا شرحتم لنا هذه العلاقة وانعكاساتها على استقرار المنطقة ؟

من مبادئ الإسلام "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"، التواجد الأمريكي في جيبوتي لا يهدف سوى أن يكون هناك تعاون يخدم الآمن والاستقرار وضمان مصلحة البلدين ما يسمح للناس أجمعين ببناء المجتمعات والحضارات كما أمرنا سبحان وتعالي،ونأمل أن نتعاون مع كافة بلدان لدعم الاستقرار والآمن في العالمٍ إنشاء الله .

- في الختام هل من كلمة تودون قولها ؟

جزأكم الله خيرا و أحسن الله إليكم ورفع شأنكم في الدنيا والآخرة وأرجو أن نكون كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأن نكون قدوة حسنة وأن نتبع منهج الصحابة الكرام رضوان الله عنهم أجمعين.