في إطار تفعيل أكثر لعلاقات البلدين الضاربة جذورها في أعماق التاريخ والذي يشكل كل واحد منهما العمق الاستراتيجي للآخر وتجسيداً للشراكة الحقيقية والتكامل الملامس لتطلعات الشعبين المتفردان في تمازجهما الاجتماعي والتجانس الثقافي والتلاحم الوجداني وفي مجال التربية والتعليم علي وجه الخصوص تأتي زيارة وزير التربية والتعليم في الجمهورية اليمنية الشقيقة أ.د/عبد السلام محمد الجوفي والوفد المرافق له لجيبوتي وعلى هامش هذا التحرك الفاعل والجهود الحثيثة للوزارتين في سبيل الارتقاء بهذه العلاقات لتسفر عن مزيد من التعاون الذي ستسوغ مفرداته الاتفاقية الجديدة في مجال التعليم الذي يمثل أحد المعالم البارزة الشاهدة على الروابط ومتانة العلاقات التقينا معالي الوزير لنسلط الضوء على الروابط والقواسم المشتركة بين البلدين وما حققته مسيرة التعاون من إنجازات والرؤية المستقبلية لاستثمار هذا التعاون في تحقيق التقدم والازدهار الذي يصبو إليه البلدين وأجرينا هذا الحوار:-
القرن / في أي إطار تأتي زيارتكم إلى جيبوتي وما هو الانطباع الذي تكون لديكم حول هذه الزيارة ؟

الوزير / في البداية تشرفنا بزيارة فخامة الرئيس السيد إسماعيل عمر جيله والذي بالفعل يقود هذا التوجه الخاص بالنهوض باللغة العربية والعملية التعليمية برمتها . ونحن سعداء بتكليف فخامته لنا بالاستمرار في هذا العمل وتأكيده لنا على ارتياحه عما تم إنجازه حتى الآن .
ونحن من جانبنا شرحنا لفخامة الرئيس ما ننوي القيام به في مجال التعاون التربوي والتعليمي بين البلدين الشقيقين وأعربنا لفخامته أن ما يحظى به هذا التعاون من دعم قوي من قبل القيادتين سيدفعنا لتحقيق المزيد من النجاحات التي تلبي تطلعات البلدين الشقيقين كما شمل اللقاء تناول الاتفاقية الجديدة للتعاون التربوي والتعليمي بين جيبوتي واليمن والتي تناقش المشاريع المستقبلية وتعزيز وتطوير التعاون بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين .
وأنا سعيد للغاية بهذه الزيارة التي قادتني إلى جمهورية جيبوتي التي تربطها بالجمهورية اليمنية علاقات متميزة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ وتستمد قوتها من الإرادة السياسية التي تتحلى بها القيادتين لتطوير هذه العلاقات وبالنسبة لي فإنها تعتبر أول زيارة أقوم بها إلى جمهورية جيبوتي الشقيقة وفي مستهل جدول أعمال هذه الزيارة التقينا بمعالي وزير التربية والتعليم الأخ / عبدي إبراهيم عبسيية وتركزت مباحثاتنا حول السبل الكفيلة بتكريس التعاون في مجال التعليم بين البلدين الشقيقين وكان برنامج هذه الزيارة حافلاً ومكثفاً حيث تم فيه زيارة العديد من المؤسسات التعليمية وبعض مرافق أجهزة التعليم بالإضافة إلى مؤسسات اقتصادية كميناء دوراله ، وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون التعليمي والتربوي بين البلدين الشقيقين وتقييم اتفاقية التعاون التي أبرمت بين وزارة التربية والتعليم في جمهورية جيبوتي ووزارة التربية الوطنية في الجمهورية اليمنية والتي كانت موضع التنفيذ منذ 2005م لمعرفة مدى النجاح الذي أحرزته ومواطن القوة والضعف من أجل تعزيزها وتفعيل أداءها.

القرن / من خلال برنامج زيارتكم وتفقدكم لبعض المرافق التربوية في جيبوتي كيف وجدتم أداء هذه المؤسسات التعليمية وكيف يمكن ترسيخ التعاون معها ؟

الوزير / أشيد بالمستوى الذي وصلت اليه العملية التعليمية والتربوية في جيبوتي وعملية تطوير اللغة العربية واعتماد المناهج العربية كمنهج الجمهورية اليمنية في التعليم الأساسي والثانوي في هذه المؤسسات وأعتقد أن العملية التعليمية في البلاد تخطو خطوات حثيثة نحو تحقيق أهدافها .
القرن / يمثل التعاون التعليمي بين البلدين الشقيقين نموذجاً يبني عليه فكيف توسع هذه الزيارة آفاق هذا التعاون على جميع المستويات ؟

الوزير / بداية فإن مستوى التعاون التعليمي والتربوي بين البلدين لا يقتصر على التعليم الأولى وإنما يشمل كافة مستويات التعليم كالتعليم الفني والتقني والعالي بمختلف مجالاته وتخصصاته ويتضمن تبادل المنح والمدرسين وتدريب المعمليين وتوفير المناهج فهو في الحقيقة برنامج متكامل للتعاون ويحتوي على كل الأطر الممكنة لتطويره والتي نأمل معاً تحقيق تعاون أوسع فيها كماً وكيفاً من حيث زيادة مجالات التدريب للمدرسين والموجهين التربويين إضافة إلى أننا نتطلع أن تشهد في الفترة القادمة تعاونً أوسع في مجال التدريب المهني والفني وبما يحقق فائدة مشتركة لقطاع التعليم والتدريب المهني في البلدين والتعاون الحقيقي والمتميز بين جامعتي عدن وجيبوتي والذي نعتبره تعاوناً نموذجياً ناجحاً.
وكذلك الاتفاق على تقديم منح دراسية لنيل شهادة الدكتوراه وكذا الماجستير بين الجامعتين في بعض التخصصات وإيفاد المدرسين الزائرين ودعم دراسة اللغة الفرنسية في جامعة عدن إضافة إلى عدد من المنح الدراسية الجامعية ، سبق أن أشرت أن هذا النجاح يدفعنا لتوسيع العلاقة في مجال الدراسات الجامعية والعليا عن طريق اتخاذ خطوات أوسع لخلق تعاون بين جامعة جيبوتي مع جامعة صنعاء وبقية الجامعات الحكومية الأخرى.

القرن / ما هي الإضافة التي ستضيفها هذه الزيارة إلى مجالات التعاون التعليمي بين البلدين ؟

الوزير / تكتسي هذه الزيارة أهمية كبيرة لأن الوفد اليمني يتكون من مجمل قطاعات وزارة التربية والتعليم ونود أن تسهم هذه الزيارة في تفعيل علاقات التعاون في مجال التعليم وبطبيعة الحال التعليم العالي وأن وزارة التربية والتعليم في جيبوتي تهتم من جانبها بتعزيز هذه العلاقات ومن أجل ذلك قام مؤخراً وفد من جامعة جيبوتي بالزيارة إلى اليمن وقبل فترة أبرمت اتفاقية تعاون بين جامعتي جيبوتي وصنعاء وقبل ذلك مع جامعة عدن لتوثيق التعاون الذي يشمل كل العملية التعليمية والتربوية كتدريب المعلمين والمناهج التعليمية المكتبات والمختبرات كل هذه المجالات هي محل تعاون بين البلدين وتأتي زيارتنا لتنفيذ التوجيهات اليمنية في تحقيق التعاون الكامل مع جمهورية جيبوتي في مجال التعليم ونعتقد أن هذه الجهود المشتركة ستكون لها نتائج مهمة ستدفع بمسيرة التعليم في البلدين .

جمال أحمد ديني