صدق شاعر الحكمة أبو طيب المتنبي حين قال " خير جليس في الزمان كتاب " فالكتاب هو الصديق المخلص الذي لا يتنكر لك وإن جفاك كل الأصحاب وبين صفحاته تجد كل ما تحب عيناك أن تقرأه كالشعر والفلسفة والمنطق والألغاز والطرائف ... الخ ، وقراءة الكتب المتنوعة تغذي العقول كما تغذي الأطعمة المختلفة الأجساد وللقراءة أهمية كبيرة في تقدم الشعوب وتطورها فالمثل الصيني القديم يقول " اقرأ ترتقي " و" أمة تقرأ أمة ترتقي " وانطلاقاً لما لإقامة معارض الكتب من أهمية كبيرة أقامت جمعية أمل للتنمية البشرية معرضاً للكتاب هو الأول من نوعه ، ولإقامة هذا المعرض تواصلت الجمعية مع مكتبات عربية ذات صيت وضم هذا المعرض أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة عنوان وأكثر من خمسين ألف كتاب من خمسة وأربعين مكتبة موزعة في معظم الدول العربية، وعلى هامش اختتام هذا المعرض التقت القرن بأمين عام جمعية أمل للتنمية البشرية السيد/علي يوسف، للوقوف على أهداف الجمعية والذي حققته خلال فترة تواجدها على الساحة وتطلعاتها المستقبلية. وكان الحوار أعزائي القراء كالتالي:
القرن/ متى تأسست جمعية أمل وما الهدف من تأسيسها.وما الذي يميزها عن بقية الجمعيات؟

الأمين/تأسست جمعية أمل للتنمية البشرية في عام 2006.وكان السيد/حامد عبدي سلطان وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف أول رئيس لها، والهدف من تأسيس الجمعية هو نشر الوعي الإسلامي الوسطي في المجتمع الجيبوتي.
وتتوافق الجمعية مع الجمعيات الأخرى في جوانب كثيرة وتختلف عنها في جوانب أخرى،فمعظم الجمعيات تهتم بالجانب الخيري الاجتماعي، أما جمعية أمل فلقد أخذت ترخيصا من الحكومة لتحقيق ثلاثة أهداف سامية تعود بالمنفعة على المجتمع الجيبوتي وهي أهداف اجتماعية وأهداف تعليمية ثقافية وأهداف دعوية،والجمعيات الأخرى ليس لها أهداف دعوية وهذا ما تتميز به الجمعية.
وآمالنا وأهدافنا عظيمة وسامية فكما يقول المثل العربي" العين بصيرة واليد قصيرة" وهذه الأهداف قد لا تتحقق في غضون أيام ولا شهور ولا سنوات لكن ستتحقق مهما طال الزمان، وما دامت الهمم موجودة. فمن أهدافنا إنشاء مستشفيات خيرية ومدارس وحضانات وجامعات وملاجئ للأيتام ومراكز للمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن أهدافنا خلق جيل مسلم متسلح بالعلم والدين وصحيح من كل الأمراض الاجتماعية الراهنة التي يعاني منها شباب العالم كإدمان القات والتدخين و إدمان المخدرات وإضاعة الوقت بالأشياء التافهة ومستعد لتحمل المسؤولية والقيام بواجباته تجاه وطنه وشعبه على أكمل وجه ، فكما تعلم الجمعية تشرف على معهد اللغات ومن أهدافنا أن يتطور هذا المعهد من معهد إلى جامعة ذات تخصصات مختلفة عالية .

القرن / ما الذي حققته الجمعية منذ تأسيسها إلى وقتنا هذا ؟

الأمين / رغم أن عمر الجمعية قصير إلا أنها قامت بأعمال جليلة في هذه الفترة القصيرة ومن هذه الأعمال عقد ندوات استضفنا فيها أشهر الشيوخ والدعاة الجيبوتين وحضرها مئات وأحيانا آلاف من الفئات الشعبية المختلفة كما أقمنا دورات تأهيلية للجمعيات الأهلية الناشطة في الميادين المختلفة بالتعاون مع مدربين دوليين وبالتنسيق مع جهات حكومية مختلفة كوزارة الأوقاف ووزارة الإعلام .

القرن / ما الهدف من إقامة معرض الكتاب الثقافي الذي نظمته جمعيتكم ؟

الأمين/ كما نعلم فأن معظم عواصم العالم تقيم معارض سنوية الكتاب فهناك معرض الصنعاء الدولي الكتاب ويقوم بافتتاحه رئيس الجمهورية وهناك معرض القاهرة الدولي للكتاب وغيرهما كثيرون ، ونحن في جمعية أمل عزمنا على إقامة معرض للكتاب على غرار دول العالم ، ومن أجل إقامة هذا المعرض اتصلنا بمكتبات عربية ذات صيت وتباحثنا معهم . وعرضنا فكرتنا على وزارة الإعلام وقد لاقت فكرتنا تشجيعاً لدى الوزارة ومدوا لنا يد العون وأكدوا لنا أن الوزارة ستكون بجانب كل عمل نقوم به يعود بالمنفعة على المجتمع .
والهدف من إقامة هذا المعرض هو وتوفير الكتاب أمام الراغبين في القراءة وهذا من شأنه أن يرفع سقف الوعي الثقافي والتشجيع على القراءة .
ونأمل أن يكون هذا المعرض بادرة خير وأن نقيم مثل هذا المعرض سنوياً .

القرن / كلمة أخيرة تودون قولها عبر القرن ؟

الأمين / نشكر لجريدة القرن ولأسرة تحريرها على إتاحتها لنا هذه السانحة،فنحن نكن لها معزة خاصة لأنها الجريدة الوحيدة الناطقة باللغة العربية و نرجو لها كل التقدم والى الأمام .

صفية عبدالله احمد