في أول لقاء لصحفية القرن مع سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين السيد/ إبراهيم بن عبد العزيز بن إبراهيم النوفل الذي جاء تعيينه ترجمة لإرادة القيادتين ورغبتهما في تفعيل وتطوير أكبر لعلاقات البلدين الضاربة جذورها في أعماق التاريخ .وتجسيداً للشراكة الحقيقية والتكامل الملامس لتطلعات الشعبين ولتسليط الضوء على الروابط والقواسم المشتركة وما حققته مسيرة التعاون من إنجازات والرؤية الإستراتيجية لاستثمار هذه القواسم في تحقيق التقدم والازدهار الذي يصبو إليه البلدين ودورهما في دعم السلام والاستقرار في المنطقة .
أجرينا مع سعادته هذا الحوار :-
القرن / تستند العلاقات الجيبوتية السعودية على روابط جغرافية وثقافية ودينية فكيف ترجمت الدبلوماسية في البلدين الشقيقين هذه العلاقة في إطار التعاون الثنائي وشراكة حقيقية ؟

السفير/ العلاقات السعودية الجيبوتية ذات تميز واضح يلمسه الجميع فالروابط ليست فقط جغرافية وثقافية ودينية بل أكثر من ذلك بكثير فالروابط المتينة والقوية بين البلدين أوجدت لمنسوبي البعثتين في كلا البلدين الإحساس بأنه يعمل في بلده وبين أهله وأعود إلى سؤالكم المتضمن استناد علاقة بلدينا إلى الروابط التي ذكرتموها فبلا شك أن الموقع الجغرافي له دور كبير في المساهمة بتوثيق ما سواه من الروابط الأخرى أو رافد مهم من روافد تعزيز العلاقات فبلدينا حيث موقعهما على الممر المائي المتمثل في البحر الأحمر والذي يربط بحر العرب والمحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط والذي يعتبر من أهم الممرات المائية في العالم يعطي المؤشر الواضح لمدى أهمية الموقع الجغرافي لبلدينا ليس فقط إقليمياً بل ودولياً وكلا البلدين يستشعران أهمية ومعنى هذا الموقع الجغرافي الهام وبخصوص الروابط الأخرى ثقافية ودينية بل واجتماعية وفكرية ، فهما عضوين في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والقواسم المشتركة كثيرة بين البلدين حيث ترجمت هذه العلاقات في إطار التعاون الثنائي والشراكة الحقيقية بشكل ملموس ومحسوس لمن هم معنيين بها في كلا البلدين ويستطيع أي متابع أن يلحظ وبشكل واضح التعاون الثنائي والشراكة في مجالات عديدة من الصعب حصرها أو اختزالها في مجال معين .

القرن / ما هي أولوياتكم سعادة السفير في سبيل تطوير أكبر لعلاقات البلدين بحيث تلامس تطلعات الشعبين الشقيقين ؟

السفير / جميع ما لدينا من رؤى منطلقة من التوجيهات الكريمة لتعزيز العلاقات يعتبر لها الأولوية وقد قمت بنقل تلك الرؤى عند تشرفي بمقابلة فخامة الرئيس /إسماعيل عمر جيله أثناء تقديم أوراق اعتمادي سفير فوق العادة ومفوضاً لحكومة بلدي لدى جمهورية جيبوتي الشقيقة حيث أشرت إلى أنني معني بتطوير العلاقات والدفع بها إلى التقدم لما يخدم
مصلحة بلدينا وشعبينا وهي استمرار وامتداد لجهد ونشاط زملاء سبقوني في هذا الموقع .

القرن / تتميز علاقة البلدين بمتانتها وتطابق وجهات النظر لدى القيادتين حول مختلف القضايا العربية والإسلامية والإقليمية فكيف يمكن استثمار هذه العوامل في خدمة التنمية والاستقرار في المنطقة والارتقاء أكثر بالتعاون بين البلدين ؟

السفير / العلاقات الدولية إجمالا متشابكة وعندما تتقاطع المصالح لهذه الدول يظهر جلياً ذلك على علاقاتهما فيما بينها هذا على مستوى العلاقات بعموميتها ولكن أن تستعرض علاقات بلدين جارين عربيين إسلاميين تجمعهما علاقات متميزة فبلا أدنى شك سوف تستوقفك متانة العلاقات بينهما وربما لا أبالغ إذا أشرت إلى أن المنظور لمختلف القضايا عربية وإسلامية وإقليمية يكاد يكون متطابقاً وانعكاسات مثل هذا التطابق بلا شك سيكون من ثماره خدمة التنمية والاستقرار في المنطقة و الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين بشكل يخدم مصلحتيهما وشعبيهما .

القرن/يمثل التعاون بين البلدين في حقل التعليم إلى جانب الكثير من مجالات و أوجه التعاون نقطة ارتكاز فكيف تنظرون إلى ما تم انجازه و رؤيتكم للآفاق المستقبلية ؟

السفير/ إن المتتبع للتعاون بين البلدين في حقولٍ شتى يرى الزيادة المضطردة بالتطور والتحسن والارتقاء للأفضل وليس ذلك وليد الأمس القريب فمنذ سنوات والتعاون قائم على قدم وساق ولو قدر أن هناك رسم بياني لرأيت التدرج في ارتفاع المؤشر إيجابياً فالمعهد الإسلامي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود نرى خريجيه سنوياً بازدياد واضح ومثله المدرسة السعودية التابعة لوزارة التربية في المملكة ومركز تعليم اللغة العربية التابع لوزارة الدفاع والطيران والذي استفاد منه منسوبي القوات المسلحة في تقوية وتحسين وتعزيز لغتهم الوطنية كتابة وقراءة أضف إلى ذلك موفدي وزارة التربية السعودية إلى وزارة التربية الجيبوتية حيث بصمات التعاون في هذا المجال واضحة وبشكل كبير ومن الصعب حصر الفوائد العائدة من هذا التعاون وما تم انجازه يبعث على الارتياح والفخر ونطمع بالمزيد أما رؤيتي للآفاق المستقبلية في هذا المجال وفي غيره من أوجه النشاط والتعاون الأخرى فإننا نسعى إلى تحقيق أفضل المستويات التي تلبي طموحات وتطلعات بلدينا وشعبينا .

القرن / في إطار التعاون الثنائي وتعزيز هذا التعاون على المستوى الإقليمي في مكافحة القرصنة ما هو تقييمكم للجهود المبذولة في هذا الاتجاه ؟

السفير / القرصنة داء ابتليت به المنطقة البحرية تلك القريبة من بؤر الصراع والتوتر وعدم الاستقرار الأمني في بعض الدول ذلك الذي انعكس على الأمن الملاحي والذي تداعياته في حيال استمراره قد تؤدي إلى المزيد من المشاكل وعدم الاستقرار ، واعتقد أن الكثير من الدول سواء على المستوى الثنائي والإقليمي تسعى جاهده لتحقيق الأمن المنشود لطرق التجارة والنقل البحري وتبذل جهودها للتخلص من هذه الآفة واعتقد أيضاً أن تنسيق الجهود في هذا الاتجاه سوف يفضي إلى نتائج ايجابية ملموسه .

القرن /كيف تنظرون إلى الدور الذي تلعبه المؤسسات التابعة لسفارة خادم الحرمين الشريفين في تطوير وتعزيز هذا التعاون ودعم المملكة للمؤسسات التعليمية العربية في جيبوتي ؟

السفير / ربما إنني أجبت على طرف من هذا السؤال فيما ذكرته من إجابة على سؤالكم الرابع ولكن لا يمنع من التأكيد إلى أن هناك رضى عمّا تلعبه وتحققه تلك المؤسسات وان كنا نطمح أيضاً لتحقيق المزيد الذي نأمل أن تترجمه الفترات الزمنية القادمة إلى واقع يتحدث عن نفسه ولعلي لا أجانب الصواب إن قلت : أن كثيراً ممن التقيت بهم من مسئولين وعلى مستويات متفاوتة يؤكدون لي أنهم من خريجي المعهد الإسلامي أو المدرسة السعودية وهذا بلا شك مصدر فخر لنا جميعاً ويؤكد أن علاقاتنا وارتباطاتنا تسير وفق المنهج الصحيح والمملكة تسعى وبصفة مستمرة ولله الحمد إلى دعم المؤسسات التعليمية العربية في جيبوتي الذي يدخل ضمن العلاقات الشاملة بمعناها الواسع بين بلدينا الشقيقين .

القرن / آخر كلمة تودون قولها عبر هذا اللقاء ؟

السفير / ما أود أن أقوله في ختام هذا اللقاء أن اشكر إخواني في صحيفة القرن ممثلة بمدير نشر ورئيس تحريرها ونائب رئيس التحرير وكافة أعضاء هيئة التحرير باعتبار أن هذا هو اللقاء الأول معي لصحيفة جيبوتية وعلى العموم فإنني من القراء والمتابعين لهذا المنبر الإعلامي الذي يستحق الإشادة واشكرهم أيضاً على جهودهم الملموسة والمتميزة بإبراز كل ما من شأنه المساهمة في تعزيز وتوثيق عُرى الأخوة والعلاقات الطيبة بين بلدينا الشقيقين متمنياً للجميع التوفيق والسداد .


جمال أحمد ديني