لاشك أن الجمعيات الأهلية والأنشطة التي تقوم بها تلعب دوراً كبيراً في تحقيق أهداف الألفية الإنمائية التي وقعت عليها جيبوتي وعلى رأسها مكافحة الفقر وتطوير التعليم وتحسين الخدمات الصحية... وبما أن كل الجهود تسعى لتنمية المجتمع وتحسين نوعية حياتهم إذ يعتبر تحسين نوعية حياة المرأة المعيلة جزءً أساسياً من عملية تحسين حياة الأسر الذي ينعكس بشكل إيجابي على حياة الأسرة،والمجتمع برمته ،وانطلاقا من هذا الفهم المتقدم وإدراكا ،لأن اطلاق أي مبادرة تهدف إلى ترجمة هذه التطلعات بحاجة إلى أسس عملية وقواعد منهجية ومؤشرات قامت الآنسة/ أركسن علي أحمد بإجراء دراسة حول النشاط الأهلي كمتغير في تحسين نوعية الحياة للمرأة المعيلة في جيبوتي وتقديراً للجهود التي تبذلها المرأة المعيلة ولتسليط الضوء على دورها ومشاكلها المرهونة بحلها حلحلة الكثير من المشاكل ،وقد نالت فيها الآنسة درجة ماجستير بامتياز مع التداول، بالإضافة إلى أن هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها في جيبوتي، وأول رسالة مقدمة من قبل جيبوتية تناقش في الجامعات المصرية في هذا المجال، واحتفالاً بالرسالة وصاحبتها أجرت القرن حواراً حول هذه الدراسة ومجال عمل الآنسة وكان الحوار كالتالي:-
القرن/ نود لو تسلطين لنا الضوء على المهام التي تقوم بها هذه الإدارة؟
أركسن/ هذه الإدارة التي أعمل فيها هي المكلفة في الوزارة برعاية الطفولة ومكافحة الختان والشئون الاجتماعية بشكل عام والأسرة على وجه الخصوص، حيث نستقبل الشكاوي المتعلقة بمشاكلهم وقضاياهم باختلاف أشكالها، ونحاول إيجاد الحلول المناسبة لها، كما أن هذا القسم يعمل مع خلية الاستماع التابعة للاتحاد الوطني لنساء جيبوتي وتعمل الإدارة التي أعمل فيها على المساهمة في حل مشاكل الأسر التي يتم استقبالها في الخلية، حيث نستمع إلى شكاوي الطرفين لتحقيق الوفاق والصلح بينهما بقدر الإمكان، وإذا وجدنا أن القضية تجاوزت مرحلة إمكانية الصلح بين الطرفين و صعب إيجاد حل لها خلال تلك الجلسات نحولها إلى المحكمة الشرعية وأحياناً إلى المحكمة العليا إذا دعت الضرورة .
القرن/ برأيك ما هي أكثر المشاكل المتعلقة بالأسر التي يتم العرض عليكم؟
أركسن/ أكثر المشاكل الأسرية أساسها مصاريف البيت حيث أن الزوج إما أنه يعمل ولا يدفع المصاريف أو هو يدفع ولكن لا تكفي لإحتياجات ومتطلبات الأسرة وإما أن يكون عاطلاً عن العمل .
القرن/ لقد ناقشت قريباً رسالة ماجستير تدرس النشاط الأهلي كمتغير في تحسين نوعية الحياة للمرأة المعيلة، مالدوافع لاختيار هذا الموضوع؟
أركسن/ لإرتفاع معدل المرأة المعيلة حول العالم سواء كانت في الدول المتقدمة أو النامية على حد سواء كان الأمر بحاجة إلى دراسة وبحث، ويعود السبب الرئيسي لزيادتها في الغرب إلى التفكك الأسري المتزايد إلى جانب تزايد ما يسمى بالأم العزباء مما أدى إلى ارتفاع نسبة المرأة المعيلة أما في الدول النامية سببها يعود إلى الفقر وعدم قدرة الرجل على القيام بمسؤولياته كاملة تجاه الأسرة كما ينبغي إلى جانب موت المعيل وذكر أن المرأة المعيلة في مصر تمثل 20% وكذلك في أوروبا وأمريكا الشمالية وبينما تصل 6ر24% في شمال غرب أوروبا وأستراليا، أما في النمسا 28% وفي اليابان 15%، أما في أمريكا الوسطى ودول الصحراء الإفريقية وجنوب آسيا، فإنها ترتفع لتصل إلى حوالي 30% أما في تونس تمثل 11% وترتفع في إلى 6ر12% وفي السودان تصل 4ر12% وفي لبنان 12% أما في جيبوتي فلم نحصل على النسبة الحقيقية وهذه النقطة الأخيرة من ضمن الأسباب التي أدت إلى اختياري هذا الموضوع للفت الانتباه إلى أهمية الرعاية والاهتمام بالمرأة المعيلة.
القرن/ ما الذي تضيفه هذه الدراسة؟
أركسن/ لاشك أن الاهتمام بالمرأة بصفة عامة، والمرأة المعيلة بصفة خاصة، سينعكس إيجاباً، ليس على المرأة فقط ،وإنما على الأسرة التي تعولها، مما يعود على المجتمع بالتقدم والرقي ،وخصوصاً أن الحكومة الجيبوتية تسعى جاهدة في الآونة الأخيرة للنهوض بدور المرأة من خلال دعم قضاياها، وإنشاء وزارة ترقية المرأة ورعاية الأسرة والشئون الاجتماعية ترجمة حقيقية لهذا التوجه والإرادة والجهد، وتسعى هذه الدراسة إلى المساهمة في إعداد سياسة الحكومة في مجال الاهتمام بالمرأة وتحسين نوعية حياتها بالإضافة إلى إبراز أهمية دور الجمعيات الأهلية وإهتمامها بمشكلات المرأة المعيلة ومحاولة تحسين نوعية حياتهن ومنها مؤسسة ديوان الزكاة وجمعية البر الخيرية والاتحاد الوطني لنساء جيبوتي، كما تشير الدراسة إلى أهمية التعرف على المعوقات التي تواجه تلك الجمعيات وغيرها لمساعدتها على تحقيق أهدافها في هذا المجال، كما أن النتائج التي تم التوصل إليها قد تساعد على إيجاد حلول إيجابية تساعد النشاط الأهلي على وضع الخطط والبرامج والمشروعات التي تخص المرأة المعيلة.
القرن/ برأيك ما هي الأسباب التي أدت إلى تزايد المرأة المعلية في جيبوتي؟ وما هي المشاكل التي تواجهها؟
أركسن/ الأسباب عديدة منها الطلاق وتفكك الأسرة، وفقد المعيل، إما بسبب الموت ،أو التخلي عن مسئولياته ،أو بسبب الفقر وسوء اقتصاد الأسرة ،أو فقد المعيلين، أي الأب والأم فتحاول أن تسد مكان الأبوين الأخت الكبيرة في الأسرة، ومن المشاكل التي تواجهها أن دخلها غير ثابت سواء عملت في التجارة أوالمشاريع النسوية الصغيرة، وقد تكسب اليوم وتخسر بالغد، وعدم حصولها على أجر ثابت مؤكد من المشاكل التي تواجه المرأة المعيلة، بالإضافة إلى أن المعاش لا يتماشى مع متطلبات الأسرة .
القرن/ إلى ما توصلت الدراسة؟
أركسن/ توصلت إلى ضرورة إجراء دراسات أخرى لمعرفة المزيد من المشاكل التي تواجه المرأة لتوحيد الجهود في إيجاد الحلول.
- ضرورة اهتمام الجمعيات الأهلية بالجانب الصحي ضمن الخدمات التي تقدمها للمجتمع والمرأة المعيلة.
- أن تقوم وسائل الإعلام بإلقاء الضوء على قضايا المرأة المعيلة وتبعاتها .
- توعية المرأة المعيلة وتوجيهها للاستفادة من المشاريع التي تزيد دخلها --- على الجمعيات الأهلية إجراء دراسة لمعرفة وتحديد متطلبات المرأة المعيلة.
- ضرورة التنسيق بين الجمعيات ليكون دورهم والخدمات التي يقدمونها تكاملية وتفادي عمل الجميع في مجال وبمعنى الحرص على التنويع في الخدمات التي يقدمونها للمجتمع.
- ضرورة توحيد الجهود بين الحكومة والجمعيات الأهلية.
- إعداد خطة عمل لزيادة القروض التي يتم تقديمها إلى المرأة المعيلة.
القرن/ كيف كان شعورك أثناء مناقشة الرسالة ولحظة الإجازة لها ؟
أركسن / لا أستطيع وصفها، كانت لحظات قطف ثمار جهود استمرت خمس سنوات، وأسعد لحظات عشتها كانت لحظة استلام الرسالة بعد طبعها وبعد إجازتها بدرجة الامتياز مع تداول الرسالة.
القرن/ ما هي الرسالة التي تودين قولها عبر هذا اللقاء؟
أركسن/ بداية بعد الحمد لله أبعث تحية تقدير وإجلال إلى أمي التي ساندتني في كل خطواتي والتي علمتني كيف يكون الاجتهاد والإخلاص والمثابرة والتي قامت بدور الأب والأم في آن واحد.
ثم أوجه شكري وامتناني إلى رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله لما يقدمه لمجتمعه من خدمات جليلة ولما قدمه لي على وجه الخصوص حيث بفضله بعد الله صرت من منتسبي وزارة ترقية المرأة 'و استطعت تكملة إجراءات الدراسة ومتطلباتها، ولا أنسى كل الذين وقفوا إلى جانبي من أساتذتي وأهلي وأصدقائي، ولا أنسى الذين عاشوا معي أسعد اللحظات في حياتي ويتقدمهم سفيرنا في القاهرة السيد/ موسى محمد أحمد، كما أشكر مسئولي الجمعيات على تعاونهم ولا تفوتني جريدة القرن على تعاونها في تقديم المعلومات بالقدر المتاح ولإتاحتها لي هذه الفرصة.
نبيهة عبدو فارح