مستشفى الرحمة جزء من احدى أكبر المؤسسات التنموية في جيبوتي وتتمثل في مجمع الرحمة التنموي .. أسس لتلبية متطلبات الخدمات الصحية والتحقيق إضافة نوعية لقطاع الصحة وللإسهام في تغطية تكاليف تشغيل المجمع وصولاً إلى الهدف المركزي المتمثل في اعتماد المجمع على إمكاناته الذاتية ، ومنذ إنشائه بدأ يخطو خطوات ثابتة نحو التطور ، وإلى المستشفى قصدت جريدة القرن لتلقي الضوء على الخدمات التي يقدمها ، والتحديات التي تواجهه ، ومميزاته وتطلعاته المستقبلية وأجرت حواراً مع مدير المستشفى الدكتور / عزمي جلبط وكان كالتالي: -
القرن/ نود لو تعرّف نفسك للقرّاء ؟

الدكتور/ اسمي عزمي جلبط، المهنة طبيب، مصري الجنسية ،تخرجت عام 1982 من جامعة الإسكندرية، أخصائي في التخدير من عام 1990، عملت في مستشفيات عديدة منها التعليمية، الحكومية، ومستشفيات خاصة، كما عملت في مجال إدارة المستشفيات في مصر وفي اليمن، وحالتي الاجتماعية متزوج ولدي خمسة من الأولاد.

القرن/ ما الخدمات التي يقدمها المستشفى للمجتمع؟ وكيف تٍستفيد الأيتام منه؟

الدكتور/ إنطلاقا من أن المجتمع الجيبوتي بحاجة إلى خدمات متنوعة ، يحاول المستشفى دائماً توفير وتلبية احتياجاتهم، وقد لاحظنا نقصاً في كثير من التخصصات ، و لهذا قصدنا من اليوم الأول بذل الجهود لاستكمال التخصصات المختلفة ، وذلك عن طريق استقدام أطباء مصريين ذوى كفاءة عالية والتخصص، كما نشترط فيهم النزاهة والأمانة والأخلاق الطيبة، وبحمد الله نجحنا في تحويل المستشفى من مستشفى يعمل فيه طبيب واحد إلى مستشفى تتوفر فيه ثلاثة عيادات ، وهي عيادة الأسنان، العيون، الباطنية والقلب، أما الآن لدينا عشرة تخصصات، وهي، الأسنان ، العيون، الباطنية، الأطفال، أنف أذن وحنجرة، المسالك البولية، تخصص عام، الأمراض النسائية والولادة، وقسم الأشعة، ونحن الآن في صدد استقدام وتوفير طبيب عظام لتكتمل الخدمات في المستشفى.

القرن/كيف يساهم المستشفى في تغطية تكاليف المجمع والأيتام؟

الدكتور/ يعتبر هذا المستشفى استثماري، ويتميز بتكاليف منخفضة، وجودة الخدمة، ويتم إنفاق عائده على المجمع للإسهام في تخفيف الميزانية التي يتم إنفاقها سنوياً، وقد يتوقف الدعم الذي يأتينا من المكتب الرئيسي في الكويت لسبب من الأسباب، ولهذا نحن نسعى دائما للوصول إلى الاكتفاء الذاتي في القريب العاجل، حيث بدأ المستشفى يغطي حالياً 50% من احتياجات مجمع الأيتام ونتعشم خلال سنتين أن نستغني عن الإمدادات التي تأتينا من الكويت لينفق المجمع على نفسه من خلال بعض المشاريع الاقتصادية، وأهمها المستشفى، كما لدينا صيدلية ، ومركز للبصريات، ويقدم المستشفى لأيتام المجمع الخدمات الصحية مجاناً.

القرن/ ما التحديات التي تواجه المستشفى؟
الدكتور/ نواجه بعض الصعوبات في إقناع الأطباء لاستقدامهم إلى جيبوتي، لأن كثير منهم لا يعرفون عنها الكثير، وقربها من الصومال يحدث لبساً لدى الكثيرين، وهذا ما يجعلنا نكرر ونقول أن جيبوتي دولة عربية مسلمة مستقرة وآمنة ، ونبذل قصار جهدنا لإقناعهم.
والتحدي الآخر أن المستشفى بدأ عمله بتقديم الخدمات الصحية مجاناً، ولا يزال يعتقد البعض أن خدمة المستشفى مجانية ،وهذا يعتبر تحدياً مع أننا لازلنا نقدر ظروف الفقراء ونتعاون معهم ونعالجهم بالمجان في بعض الأحيان.
والصعوبة الأخري أن المرجعيات الطبية قليلة، لأن كل طبيب بحاجة إلى من هو أعلى منه في المستوى لإستقبال الحالات الصحية الصعبة، هذه المرجعيات يجعلنا نضطر إلى نقلها إلى الخارج، وهذا ما لا نريده، ونتمنى أن يكون لدينا مستشفيات أكبر واستشاريين في البلد ليتم التحويل إليهم.

القرن/ هل هناك جهة لإستقبال شكاوي المرضى ؟ وكيف تتعاملون معها؟

الدكتور/ نحن علقنا صناديق للشكاوي في المستشفى وفي المجمع، ومكتبي مفتوح للجميع وأنا شخصيا مستعد لأستمع إليهم ، مهما كانت الشكوى بسيطة نتجاوب معها، ويومياً يتردد على المستشفى ما يقارب 150 مواطنا ونادراً ما نسمع شكوى.

القرن/ كيف تتفادون من وقوع خطئ طبي؟

الدكتور/ هناك إجراءات وقائية في المستشفى، حيث لا نستقطب إلا طبيباً يحمل مؤهلات عالية، يتمتع بخبرة، كما يتوفر في المستشفى أطقم تمريض مدربة من الخارج، بالإضافة أن المستشفى مجهز بتقنية حديثة، ونقوم بالمراقبة والمتابعة باستمرار في الأداء الطبي لنضمن السلامة ونتفادى المضاعفات الطبية.

القرن/ هل هناك مجال للتدريب لديكم؟

الدكتور/ نحن نعتبر مركزاً للتدريب، بحيث أي شاب يحمل مؤهلات ندربهم سواء في الإدارة أو التمريض خلال أربعة شهور ونوظف بعضهم ونقدم للآخرين شهادات خبرة وندفعهم إلى سوق العمل.

القرن/ بما يتميز مستشفى الرحمة؟

الدكتور/ نحاول أن نكون اسماً على مسمى، وأن نجعل الرحمة السمة السائدة في هذا المستشفى ،وفي معاملة المرضى ورعايتهم، والصبر عليهم ،وفي تقدير ظروفهم بقدر الإمكان، وهذا ما جعل الكثيرين والمسئولين يرضون عن المستشفى .

القرن/ ماذا في أجندة الإدارة؟

الدكتور/ نعلم أن هناك تخصصات ناقصة في البلد وهذا يكلف بعض المرضى السفر إلى الخارج، ونتعشم قريباً توفير الأشعة المقطعية، وتخصص المخ والأعصاب، وكذلك تخصص الأورام، وقسطرة القلب وعملياته، وسنبدأ بتوفير مخ وأعصاب ،ثم نطور قسم القلب إلى قسم جراحة القلب.
القرن/ كيف تتعاونون مع وزارة الصحة؟

الدكتور/ نحن نعتبر إحدى المؤسسات التابعة لوزارة الصحة لنتحمل منها جزءً من أعباء الخدمات الصحية للمجتمع الجيبوتي، وفي الحقيقة لا تقصر الوزارة في رعاية المستشفى، وتسهل لنا الصعوبات وتزيل العقبات التي قد تواجه المستشفى، ونحن ممتنون لهذا الاهتمام الذي نحظى به، وسنظل ساهرين على خدمة المجتمع الجيبوتي.

نبيهة عبدو فارح