الرؤية الجيبوتية ودورها في التكامل الإقليمي جعل منها الحضن الدافئ في منطقة ملتهبة والمقر المثالي والمميز

الدكتور / محي الدين أحمد كيتاوي معلم الأجيال مسيرة طويلة من العطاء والإبداع وفصل الخطاب في كل مجال ناهزت نصف قرن أحد أعمدة القرطاس والقلم وربان صاحبة الجلالة في السودان وشرق افريقيا وصاحب قلم يحسب له ألف حساب إنتشل جمعية صحفي شرق افريقيا من غرفة الإنعاش وضخ الدماء في شريانها وارتقى بها فتمسكت به ولم ترضى عنه بديلاً فأعادت انتخابه مجدداً لولاية ثانية وعلى هامش المؤتمر العام للجمعية إلتقينا برئيس جمعية صحفي شرق افريقيا والأمين العام المساعد لنقابة الصحفيين العرب د / محي الدين كيتاوي وأجرينا معه هذا الحوار : -
القرن / لقد تم إعادة انتخابكم من جديد فماذا تعني لكم هذه الثقة.. وما انطباعكم عنها ؟

الرئيس / أولا أشكر جريدة القرن على اهتمامها وأقول إن إعادة الانتخاب تعني إعادة التكليف ، وأعتقد أن التكليف مسألة صعبة ومسؤولية كبيرة في السنوات الثلاثة الفائتة أنجزنا الكثير على مستوى الإقليم فقد رتبنا أولا النقابات أو لجمعيات الصحفية ، وأحيينا سنة التقاء أنباء الإقليم من قادة النقابات الصحفية ليتباحثوا حول قضاياهم والمشاكل التي تواجه نشاطهم في تطوير بيئة العمل وتحسين شروط العمل وتبادل الخبرات فيما بينهم . كما نظمنا العديد من ورشات العمل التدريبية للارتقاء بالعمل النقابي الصحفي في الإقليم .

القرن / سبع سنوات مضت بنجاحاتها وإخفاقاتها ؟

الرئيس / في الحقيقة قبل السنوات الثلاثة الماضية كانت هناك جمعية لكنها لم تكن فاعلة ، ولم يكن لديها دستور أو لوائح وهيكلة ورؤية لما يجب أن تكون عليه فالإقليم لديه مشاكل كثيرة من حروب أهلية وتصحر وضعف البنية التحتية . ولذا كانت الأولية بالنسبة لنا تكمن في ترتيب البنية الداخلية واعتقد أننا نجحنا في ذلك . فمنذ عام 2007 وحتى الآن استطعنا أن نشق طريقنا نحو القارة حتى أصبح الأمين العام لهذه الجمعية رئيساً للفدرالية الإفريقية كما تمكن من دخول المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي للصحفيين وكما دخل رئيس هذه الجمعية انتخابات نقابة الصحفيين العرب وأحرزت مركزا متقدماً في هذه الانتخابات وأحتل الآن موقع الأمين العام المساعد لنقابة الصحفيين العرب ونطمح لتحقيق المزيد بنضالنا وإثبات جدارتنا .

القرن /لدى صحفي شرق أفريقيا الكثير من التطلعات فما السبيل إلى ترجمتها على أرض الواقع وأولوياتكم للإسهام في تحقيقها في ولاتكم الثانية ؟

الرئيس / نعم : فنحن سنجد في المكتب التنفيذي الجديد بالخرطوم طريقة ومنهجية لترجمة رؤيتنا وأولوياتنا في خطة تشمل السنوات الثلاث القادمة .
وأنا شخصياً أرى أن تحسين بيئة العمل وتطوير قدرات الصحفيين ومفاهيمهم في هذا الإقليم هو بوابة لتقديم المزيد من الأدوار والدعم لدى الاتحاد الدولي وإتحاد الصحفيين العرب . وحتى نستفيد من خبرات الآخرين في سبيل تطوير العمل الصحفي بيئية العمل شروط الخدمة قيام مؤسسات إعلامية كبيرة ونحن بحاجة إلى مثل هذه المؤسسات .

القرن /هل كان لديكم برنامج أو مشروع تريدون إكماله لو انتخبتم لولاية جديدة ؟

الرئيس / نحن لدينا مشاريع كبيرة ولكننا بحاجة إلى نتفق حولها كمكتب تنفيذي في الاجتماع ولذلك كل هذه المشاريع والرؤى والتطلعات سنضعها في خطة إستراتيجية للسنوات الثلاث القادمة وسنعمل جاهدين على إسراع الخطي لتنفيذ هذه الخطة والتي تتضمن حماية الصحفيين في مناطق الحروب وإصلاح بيئة العمل الصحفي والارتقاء بقدرة الصحفيين وتحسين شروط خدمتهم وهذا هم أساسي من هموم هذا الاجتماع.

القرن / بعد ثلاث سنوات كيف تقيمون اختياركم جيبوتي لتكون مقرا لجمعيتكم ؟

الرئيس / لقد كانت جيبوتي المكان المثالي والساحة المميزة والجاذبة لاستضافة ليس مقر جمعية صحفيي شرق إفريقيا فقط وإنما العديد من المنظمات الإقليمية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الإيجاد وتجمع مثقفي القرن الإفريقي .
ما جعلها الحضن الضافي ومأوى أفئدة التجمعات والتكتلات الإقليمية وواحة للسلام والأمان والسكينة ومركزاً إقليمياً في منطقة ملتهبة ويعبر هذا عن ما تحمله القيادة الجيبوتية ممثلة بفخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله من هم والتزام تجاه أبناء الإقليم من صحفيين ومثقفين ومفكرين وأخذ زمام المبادرة للخروج به من المآزق التي يكابدها وإيجاد مساحة للتواصل والتلاقي والتحاور .
وكل هذه العوامل أسهمت بشكل كبير في التطور الذي حققته جمعيتنا التي انطلقت في جيبوتي بروح جديدة وطموح أكبر وهمة أعلى وتنظيم أفضل ولا أبالغ إن قلت أن عام 2007 الذي افتتح فيه مقر الجمعية في جيبوتي كان بمثابة إعادة التأسيس كما كان لهذا الأمر أثره الإيجابي أيضاً على الساحة الإعلامية الجيبوتية فمن رحم اجتماعات جمعية صحفيي شرق إفريقيا وإعادة تأسيسه ولدت جمعية الصحفيين الجيبوتيين .
وخلال السنوات الثلاث حقق الصحفيين الجيبوتيين الكثير من التقدم في المجال النقابي كما تم تسحين ظروف وشروط عملهم وقوانين العمل الصحفي .

القرن / تم تأسيس جمعيات الصحفيين وماذا عن الجانب المهني والاحترافي ؟

الرئيس/ نحن نتلمس الخطي لمعالجة القضايا الأساسية بعد تكوين الجسم الصحفي ويأتي المحتوى في المرتبة الثانية من خلال وجود الإتحاد ومن خلال تنظيم وعقد ورش عمل للتدريب والتطوير الإعلامي وسيكون لجيبوتي رصيد كبير من هذه الورش .

القرن / ما الذي حال حتى الآن دون التحاف جمعية الصحفيين الجيبوتيين بعباءة نقابة الصحفيين العرب وما هي مساعي جمعيتكم في هذا الاتجاه ؟

الرئيس / السبب فيما ذكرته يعود إلى أن جمعية الصحفيين الجيبوتيين قدمت أوراقها لنقابة الصحفيين العرب بعد انعقاد المؤتمر العام والعضوية في النقابة لا تقبل إلا في المؤتمر العام والطلب يبقى قائما إلى أن تنعقد الجمعية العامة مرة أخرى وأنا شخصيا كرئيس الإقليم أدافع عن الجمعية والجمعيات في الإقليم لدى النقابة وسوف أتعرض في اجتماع الأمانة العامة والمكتب الدائم الذي سيعقد في مسقط خلال شهر ديسمبر القادم لهذا الأمر .

القرن / إذا كان لرجال السياسة ضروراتهم ولعامة الناس خياراتهم فأين ينبغي أن يكون الصحفي ؟

الرئيس / هناك قاعدة أساسية تقول الضرورات تبيح المحظورات بمعنى أن الأمر مهما كان محظوراَ فإن هناك ضرورة تبيحه ولهذا نحن ينبغي أن نقف مع الضرورات والخيارات الاثنين معاً .

القرن/ أين موقع جمعية الصحفيين الجيبوتيين في هذا الجسم الإعلامي الإقليمي؟

الرئيس / أرضها هي مركز صحفي شرق إفريقيا وموقعها في القلب .

جمال أحمد ديني