بالعلم نرتقي ونبني النهضة.. وبالخبرة وتضافر الجهود نذلل العقبات.. هكذا يقول لسان حال الأحداث والأنشطة التي تجري في الساحة الجيبوتية هذه الأيام.. ويزداد الاهتمام بمحو الأمية يوما بعد يوم ،وفي هذا السياق اختتمت يوم الاثنين الماضي في مقر وزارة ترقية المرأة ورفاهية الأسرة والشؤون الاجتماعية ورشة عمل تدريبية عقدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي ووزارة ترقية المرأة لصالح العاملين في مجال محو الأمية باللغة العربية ولمزيد من الإيضاحات التقت القرن بمستشار وزير التربية والوطنية والتعليم العالي السيد/ أحمد علي برى وأجرت معه هذا الحوار:-
القرن / كيف تنظرون مشروع مركز تدريب مدرسي المرحلة الأساسية ؟

المستشار/ إن معهد تكوين معلمي تعليم المرحلة الأساسية الذي وضع رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله حجر تأسيسه يثري الساحة التعليمية في جيبوتي ويدعم جودتها، ولا شك أن مجال التعليم كان بحاجة إلى مثل هذا المعهد الذي يعتبر إضافة جديدة ،وسيصقل مهارات منتسبيه ليكونوا معدي الأجيال القادمة التي ستواصل بناء التنمية،ومن المعروف أنه يوجد لدينا مركز يعنى بتدريب وتأهيل مدرسي المرحلة الابتدائية ولهذا تجد في بعض الأحيان أن أداء مدرسي المرحلة الابتدائية أفضل من بعض مدرسي المرحلة الإعدادية والثانوية، باعتبار أن الأساس هو الأهم، والتطور الذي نشهده في ساحة التعليم نتيجة للحوار الوطني الذي جري عام 1999، وقد أكدت الأبحاث والدراسات التربوية العلاقة الوثيقة بين التعليم والتنمية، وبين التعليم ومعدلات النمو الاقتصادي وتقليل الفقر ورفع مستوى معيشة الأفراد، ولن يكون الأفراد قادرين على تحقيق أهداف التنمية بدون تعليم وتدريب فعال يستهدف بناء وتنمية قدرات ومهارات الإنسان الذي هو أداة التنمية وغايتها ،ولهذا أولت الحكومة من خلال وزارة التربية والتعليم العالي اهتماما خاصا لهذه المسألة.

القرن / كيف تصفون التعاون القائم بين وزارة التربية والمنظمات العربية في مجال التعليم ؟

المستشار/ إن التعاون بين وزارة التربية والمنظمات العربية والإسلامية قديم جدا وجيد وفي تطور دائم، وخاصة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،وقد ساعدت المنظمة الوزارة في مجال تقديم دورات تدريبية لمدرسي المراحل المختلفة ، كما ساعدتنا بالتعاون مع جمعية الدعوة العالمية الليبية في إعداد مناهج و مقررات قيمة متكاملة مكونة من ثلاث مجلدات ألفها خبراء من دول عربية لمرحلتي الإعدادية والثانوية ، ثم بذلت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي جهودا كبيرة في مجال إعداد مناهج ملائمة عبر مركز البحوث والإعلام والإنتاج للمراحل الأساسية والإعدادية والثانوية وتم طبعها،والتعاون بيننا لا يزال مستمرا في المجالات التي تنقصنا الخبرات بشأنها سواء كان في التدريب والتخطيط.

القرن/ لقد تابعتم ورشة العمل التدريبية التي عقدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع وزارتكم ووزارة ترقية المرأة، فما هو تقييمكم لها؟

المستشار/إن عقد هذه الورشة في جيبوتي يعتبر نجاحا بحد ذاته لأن إعدادها استغرق أعواما ، وفي الحقيقة فإن الورشة تمت في أجواء طيبة وقام بتنشيطها خبراء بارعون، وتعتبر الورشة مهمة جدا في معالجة مشكلة الأمية التي تعتبر من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات،والتي تعوق حركة التنمية الاجتماعية والاقتصادية حيث تؤدي إلى انخفاض نسبة المشاركة في الأنشطة التنموية بصفة عامة والأنشطة الإنتاجية الفعالة بصفة خاصة نتيجة لعدم القدرة على اكتساب المهارات الأساسية من المعرفة والتدريب الفعال، وتشير الأبحاث والدراسات إلى أن التغلب على الفقر في كل جوانبه يتطلب إستراتجيات وتسلحا بالعلم والمعرفة، وتشير التجارب إلى أن التعليم وخاصة تعليم المرأة والاهتمام بالمرأة الريفية يلعب دورا بارزا في هذا الأمر، وسوف نستفيد من دورات تدريبية وتكوينية أخري في المستقبل ستعقده المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في جميع ما يتعلق باللغة العربية ومن بينها دورات للصحفيين والإذاعيين، ومدرسي التعليم العربي، وكذلك في مجال البحث ،ونأمل أن يحقق ذلك الأهداف المنشودة.

القرن / ما الذي تضيفه تلك الورشة التدريبية في رأيكم؟

المستشار / أولا يعتبر التدريب سمة أساسية من سمات العصر الحالي الذي يتميز بسرعة التغير والتطور ، كما يعد من أهم مصادر إعداد الكوادر البشرية و تطوير كفاءاتهم وزيادة الإنتاج و الإنتاجية ولذلك يعد التدريب إنفاقا استثماريا يحقق عائدا ملموسا يسهم في تلبية احتياجات النمو الاقتصادي والاجتماعي ، وهو عبارة عن جهود منظمة ومخطط لها لتزويد المتدربين بمهارات ومعارف وخبرات متجددة تستهدف إحداث تغييرات إيجابية مستمرة في خبراتهم واتجاهاتهم وسلوكهم من أجل تطوير كفاءة أدائهم ، وهذه الورشة تضيف الكثير للمستفيدين منها وستساعدهم على تحقيق الأهداف التي نظمت من أجلها كما ستثري معلوماتهم وخبراتهم.

القرن / كان من توصيات الورشة إيجاد هيكل إداري متخصص في تعليم الكبار، كيف تنظرون إلى ذلك؟

المستشار / إن التوصيات التي تمخضت عن الورشة جيدة وفي محلها، ومن المؤكد أن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي قامت بخطوات قياسية في مجال تطوير التعليم، وبقدر الإمكان سنحقق ما نصبو إليه ، كما نجحنا في التعليم النظامي والأهلي ، وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، وقريبا ستفتح الوزارة مدرسة للمعوقين ذهنيا، وتحاول الوزارة في حدود إمكاناتها أن تنهض بكل ما يتعلق بالتعليم بشكل عام ، وأود أن أشير هنا إلى أن هناك اتفاقية موقعة بين جامعة جيبوتي وبين معهد الخرطوم الدولي التابع لجامعة الدول العربية بالتعاون مع منظمة بانكير الدولية لتعليم الموظفين في الدوائر الحكومية الذين يرغبون في تعلم اللغة العربية وبالتالي سنتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في هذا المجال ، كما فتحنا في مجال التعليم وتطوير الخبرات دورات مستمرة لمدة ثلاث سنوات مع معهد الخرطوم الدولي ، حيث تكون الدورة لمدة ساعتين في الأسبوع لتتناسب مع ظروف وساعات عمل المدرسين ليحصل على دبلوم والدفعة الأولى ستتخرج هذا العام.

نبيهة عبدو فارح