جاء مصنع جيب فارما للمحلول الطبي استجابة لحاجة وطنية ملحة ... و تعتبر صناعة المحلول الطبي من أصعب صناعات الأدوية، ولهذا يحرص مسوؤلو المصنع على تشديد الرقابة على دقة معايير هذا المحلول وسلامته وجعله مطابقا للمقاييس الدولية في الجودة في هذا المجال . وقد نجح المصنع الذي يتمتع برعاية وصيانة مستمرة من قبل إحدى الشركات الفرنسية في تحقيق الجودة المطلوبة للمحاليل التي ينتجه . ولإلقاء المزيد من الضوء على هذا المصنع التقت القرن بكل من مدير عام مصنع جيب فارما الدكتور/ مصطفي صالح ، ومدير عام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي السيد / أحمد حسين حسن وأجرت معهما هذا الحوار التالي:
القرن/ كيف تم إنشاء مصنع جيب فارما ؟

الدكتور/بفضل الرؤية الثاقبة لرئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله تحول حلمي في إنشاء مصنع الأدوية وخاصة للمحلول الطبي إلى واقع ملموس، وذلك استجابة للضرورة والحاجة الملحة التي كانت تشغل بال الكثيرين وتسبب لهم القلق، وخاصة في أوقات انتشار مرض الكوليرا الذي يستوجب حالة من الاستنفار ونجدة المصابين بأسرع وقت ممكن، و يعتبر المحلول الطبي العلاج الأساسي والإسعاف الأول لأمراض كثيرة بالنسبة للمريض، حيث يعوض الجسم عن السوائل التي يفقدها بشكل سريع ، بالإضافة إلى ذلك هو الوسيلة التي من خلالها يمكن تفادي مخاطر مرضية كثرة ، وأرى أن عمل المصنع المستمر دون توقف ولو للحظة إنجاز بحد ذاته.

القرن/ ما لذي أضافه مصنع جيب فارما ؟

الدكتور/ قبل أربعة سنوات فقط لم يكن لدينا مصنع للمحلول الطبي، وهذا كان يسبب لنا إرباكاً في السابق عندما تحدث أوبئة مثل الكوليرا ، كما حدث فعللا في إحدى المرات حيث صادف انتشار مرض الكوليرا مع وجود نقص في الكمية المطلوبة من المحلول في البلد، وكان استيراده من الخارج يستغرق وقتاً يقارب شهوراً عدة، ، أما اليوم فقد وصلنا إلى مرحلة الاطمئنان والاكتفاء الذاتي في إنتاج المحلول، والمصنع جاهز لتلبية جميع المتطلبات واحتياجات البلاد في أية حالة طارئة .

القرن/ هل حدث أن لبى المصنع لحالة طارئة؟

نعم، وذلك قبل ثلاث سنوات تقريباً حين أرسلنا إلى الصومال طائرة كاملة من المحلول الطبي بتوجيه من رئيس الجمهورية، وذلك خلال أسبوع واحد فقط بمضاعفة الجهود وبالعمل ليل نهار، وهذا يدل على القدرة الإنتاجية للمصنع، حيث تصل احتياجات وزارة الصحة الوطنية وحدها فقط 000ر55 محلول سنوياً في الأوقات العادية، وفي أوقات الطوارئ نضاعف الكمية حسب الحاجة ، و لدينا مخزوناً خاصاً لمركزين صحيين تابعين للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ، وبإمكاننا تلبية الطلبات يومياً، ويحتاج المصنع إلى دعم الحكومة وإيجاد شركاء لتصدير منتجاته إلى الخارج، لأن هناك دول في الجوار مثل إثيوبيا منتجاتها من المحلول لا يغطي احتياجاتها، ونأمل في المستقبل ان يتم تطوير هذا المصنع وترتفع قدرته الإنتاجية .