إدراكاً لمكانة المرأة ودورها في التنمية وضرورة وجود قائدات دينيات مزودات بالعلم والمعرفة الصحيحة، عالمات بحقوقهن وواجباتهن، ماهرات بفنون الاتصال ليشاركن في خدمة البلد، جنباً إلى جنب مع أخيهن الرجل في المجالات المختلفة، عقدت وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف ورشة عمل لمناقشة مواضيع مختلفة منها: متطلبات الألفية الثالثة والمرأة، حقوق المرأة في الإسلام، فن الاتصال من أجل الحقوق، المفهوم الديني للختان، وحقوق المرأة في الاتفاقيات الدولية في ضوء الكتاب والسنة وعلى هامش الورشة التقت القرن/ بالبروفيسورة/ أحلام علي حسن وطرحت عليها تساؤلات عدة ردت عليها كالتالي:-
القرن/ ما موقع مناهضة ختان الإناث في خريطة حقوق المرأة وكيف تقيمون الجهود المبذولة؟

البروفيسورة/ إن ختان الإناث ضد حقوق المرأة، وإذا استعرضنا حقوق المرأة في الإسلام بشكل عام مستندين بكتاب الله وسنة نبيه محمد (ص) وما أقره العلماء الأجلاء لا نجد ما يثبت صحة الختان، وديننا يأمرنا بأنه لا ضرر ولا ضرار، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع لدينها ولجمالها ولمالها ونسبها ولم يقل لختانها، ولم يختن الرسول بناته ولم تختن نساء المسلمين، وحتى الآن لا يختن نساء مهبط الوحي مكة والمدينة، لا تمارس هذه العادة إلا في السودان ومصر والقرن الإفريقي، ويرجع ظهور الختان إلى عصر الفراعنة حين أراد معرفة خبر أي مولود ليقتل إذا كان ذكراً ويترك إذا كانت أنثى وبعد أن ثبت ضرر الختان صحياً ونفسياً دعي العلماء المعاصرين وعلى رأسهم الشيخ قرضاوي إلي تركه، وأنا شخصياً لدي دراسة بعنوان أين السنة من ختان الإناث، ولم أجد ما يثبت صحة الختان، لذلك أدعو إلي تركه لأن الله لم يخلق في المرأة شيئاً غير نافع والعفة تستجلب بالتربية وليس بقطع جزء من الفتاة.

القرن/- هل استطاعت المرأة من خلال العديد من المنابر والمنتديات والفعاليات والمنظمات أن تزيل الفجوة بين حقوقها ومطالبها العادلة وبين النظرة الإيجابية لما تطرحه على المستوى الإقليمي.؟

الفروفيسورة/ نعم والدليل وجودنا معكم في جيبوتي، وزرت العالم العربي والإسلامي وناقشنا هذه القضية فكان هناك تقارب في الآراء ووجهات النظر، ونحن لا نطالب إلا بالحقوق التي أعطانا الإسلام، وليس من وجهة نظر غربية، ولذلك فإن ما أعطاه الإسلام للمرأة من حقوقها الروحية، الاجتماعية، القانونية، السياسية تفي باحتياجاتها لتقوم بدورها كاملاً في جميع المجالات التزاماً بضوابط الشرع بدءً بمظهرها، جوهرها، مخبرها، وعلمها، ونعلم أن أول مدرسة للتعليم أنشأتها أمناً السيدة/ عائشة رضي الله عنها، وكان الصحابة يقولون ما أشكل علينا أمر إلا وجدنا عند أمنا عائشة رأيا، وكانت المحدثة الأولى من بين النساء والرابعة من بين الرجال، لهذا نحن نؤمن أن المرأة بإمكانها تحقيق الكثير.

القرن/ بين المفاهيم الخاطئة والتقاليد الموروثة والفهم القاصر لتعاليم الاسلام فيما يتصل بالمرأة وحقوقها وفي الاتجاه الآخر التطرف والتعصب لما تراه المرأة أنه حق لها.كيف يمكن أن نؤسس لواقع مبني على الحوار والتفاهم والتعاون والتكامل في ظل كل هذه الإشكالات؟

البروفيسورة/ إن ديننا لم يترك لا شاردة ولا واردة إلا وأشار إليها وخاصة في مجال المرأة، حيث أكرمها في جميع المراحل التي تمر بها في حياتها، ولكن بعض التقاليد الجائرة كختان الإناث أجحفت في حقها، ونحتاج إلى العلم والتوعية للقضاء على كل العادات الضارة، امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: فمن أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما فعليه بالعلم ونعلم جميعاً أن أول ما نزل من القرآن هو إقرأ وبالعلم تصلح الدنيا والآخرة، وبالتعاون والشراكة بين الرجل والمرأة وكل في مجال نستطيع أن نحقق الأهداف المطلوبة من هذه الحياة، وعلاج المفاهيم والتقاليد الخاطئة هو نشر العلم بالحكمة لا بالتعصب، ونؤسس الواقع المبني على الحوار والتفاهم باحترام آراء بعضنا وباحترام آداب الاختلاف، والاختلاف سنة، ونعرف القصة عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصلين أحدكم إلا في بني قريضة ففهم الصحابة فهمان ولم يخطئ الرسول أحدهما، وهذا يدل أن باب الاجتهاد والنقاش مفتوح، وبالتالي نحن نحتاج إلى التفاهم وأن نكون كالبنيان يشد بعضه بعضاً.

القرن/ من خلال المسح لتضاريس وخارطة أوضاع المرأة في الإقليم هل وجدتم ما يدعوا إلى التفاؤل؟

البروفسورة/ نعم هناك ما يدعو إلى التفاؤل والمثال أن المرأة الجيبوتية محبة للعلم وتتعلم المهارات بسرعة، وهذا ما لمسته من هذه الدورة وهو أمر مبشر، لأن توجهاتها مبنية على نهج الشرع، وهذا يقتصر الكثير من المسافات، ويكفي مثلاً قضية الختان التي تثار عقوداً في المنابر ولم تلقى تجاوباً إلا عندما تصدى لها العلماء والعالمات وبفضلهن ترك كثير من الناس عادة الختان.

القرن/ مالذي تمخض من هذه الورشة لصالح تعزيز قدرات القيادات الدينية النسوية وحماية حقوق المرأة؟

البروفيسورة/ إن المرأة القائدة في جيبوتي تمتلك القدرات والمهارات والعلم وما قمنا به شيء من التعزيز والتعريف على مهارات علمية وبشرية التي ظهرت في العلم الحديث، وأن هناك حقوق تترتب عليها واجبات، وواجبات تترتب عليها حقوق، وهناك حقوق مشتركة، إن كانت مسألة الحقوق بين الرجل والمرأة أو حقوق المرأة في جميع أوضاعها، وأثير أن هناك حاجة إلى صقل مهارات المشاركات كما يحتاج إليها الجميع، لأن العلم في تطور مستمر فنحتاج إلى مواكبة هذا التطور والمعاصرة.

القرن/ إضاءة على تجربة المرأة السودانية في هذا الاتجاه ؟.

البروفيسورة / إن تدريس الدعوة ومهاراتها المختلفة اختصت بها جامعة أم درمان الإسلامية، ولا يوجد في العالم الإسلامي كلية تُدرس هذا المجال وإنما هناك مجال العقيدة والحديث والتفسير وأصول الدين، وتدريس الدعوة تميزت بها هذه الجامعة السودانية وهذا صقل تجربة المرأة السودانية في مجال الدعوة ونتمنى أن تنتشر هذه التجربة في العالم الإسلامي، ومن المهم الجمع بين الأصالة بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول والحداثة باستخدام تقنيات العصر والمعلومات، والمسلم متميز في علمه، في أخلاقه وسلوكياته ويجب أنيكون كذلك في معاملاته مع غيره إذا أراد أداء رسالته، ونهدي التجربة السودانية لكل الأخوات في العالم الإسلامي، بتبادل التجارب نكمل ونثري التجربة الإنسانية.

نبيهة عبدو فارح