اختتمت نهاية الأسبوع المنصرم في مقر مركز تدريب منسوبي وزارة التربية والتعليم العالي دورة تدريبية نظمت لصالح مجموعة من المكفوفين وضعاف البصر حول استخدام الساعات الناطقة، وكان للقرن هذا الحوار مع مدير قسم تعليم المكفوفين وضعاف البصر بالوزارة التربية السيد/ إدريس مؤمن والذي سلط فيه الضوء على أبعاد هذه الورشة الفريدة من نوعها في الساحة الوطنية، وفيما يلي نقدم للقراء فحوى حديثه خلال المقابلة :-
القرن/ بداية هل لكم أن تسلطوا الضوء على الأهداف التي سعت إليها هذه الورشة ؟
المدير / استهدفت الدورة تمكين المكفوف من التعرف على الوقت الذي اقسم به رب العزة ولأهميته في أماكن كثيرة من القرآن منها على سبيل المثال والفجر ، والضحى ، والعصر ، النهار والليل ، حيث من خلاله يستطيع الإنسان إنجاز الكثير لنفسه ولغيره إذا استفاد منه ، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ "
وإدراكا لتلك القيمة الثمينة التي يحملها الوقت ولاستغلال كل لحظة فيه ، ولمساعدة المكفوفين وضعاف البصر على تنظيم حياتهم ، نظمت إدارة تعليم المكفوفين وضعاف البصر هذه الورشة لهؤلاء والتي تدربوا خلالها على استخدام الساعة الناطقة
القرن/ تعتبر هذه الورشة الثانية من نوعها ، كيف جاءت فكرتها ؟
المدير / في الصيف الماضي قام بزيارتنا مواطن جيبوتي مغترب يدعى دعاله سعيد محمد المقيم في السويد حاملاً معه 50 ساعة ناطقة تقدر سعر الواحدة منها - 200 دولار كهدية للمكفوفين وضعاف البصر الجيبوتيين ، وذلك إدراكا منه لأهمية الوقت في حياة المكفوفين ، وبدورنا نقوم توزيع هذه الساعات عليهم ونعلمهم كيفية استخدامها ، وكما تعلمون تعتبر هذه الورشة الثانية من نوعها بعد الورشة المماثلة التي نظمناها في الصيف الماضي ل15 شخصا من المكفوفين وضعاف البصر ، وهو نفس عدد المشاركين في الورشة الأخيرة وسنعقد ورشة ثالثة في المستقبل إنشاء الله .
القرن / هل كان هناك مدربون يعرفون التعامل مع تلك الساعة الناطقة بالسويدية ؟
المدير/ تنقسم ساعة المكفوفين وضعاف البصر إلى نوعين : النوع الأول هي الساعة الناطقة ، ولها أنواع منها الناطقة بالإنجليزية ، الفرنسية ، العربية ، وباللغة بالسويدية التي كانت موضوع الورشة الأخيرة ، والنوع الآخر تسمى ساعة برايل و يمكن التعامل معها أو معرفتها بالمس والتحسس ، حيث لها نقاط وعقارب ومن خلال لمس تلك النقاط وعقرب الساعة والدقيقة يمكن التعرف على الوقت .
وعندما أهدانا أخونا دعاله تلك الساعات الناطقة بالسويدية قلت للوهلة الأولى في نفسي من الصعب أن يتعامل المكفوف الجيبوتي مع هذه الساعة الناطقة بتلك اللغة التي لم يسمعها مجتمعنا ، وقررت قرر أن أتعلم انا اولا لأنقل بعدها إلى غيري ، وعادة أنا أستخدم النوع الثاني التي تعرف بالمس ، وفعلاً تعلمتها وفهمت الكلمات التي تنطق بها في زمن لا يتجاوز ساعة واحدة فقط ، وعندها أدركت بإمكان غيري تعلمها ، وهكذا بدأنا تنشيط الدورة ، وحقيقة نجحنا أنا وزميلي دعاله في توصيل الفكرة والرسالة التي أردنا توصيلها بمساعدة وزارة التربية والتعليم العالي ،وفي الدورة الثانية نشطتها مع مجموعة من الأشخاص العاملين في لمكتب ونجحنا فيها أيضا ،
القرن/ ما هي الصعوبات التي واجهتكم خلال تنشيط الدورة ؟
المدير / عادة تنشيط الدورات تعتمد على الكتابة والقراءة ، وليست هناك دورات شفهية في العالم ،وبما أن التعليم للمكفوفين لم يبدأ بعد أستطيع القول بأن الصعوبة الوحيدة التي واجهتنا في تنشيط الورشة كانت تدريبهم شفهياً واعتمادنا على ذاكرة الحفظ وهذا يتطلب وقتا وجهداً أكبر ومع ذلك جمعينا كان يشعر بمتعة هذا التدريب وتمت الدورة بشكل جيد.
القرن / ما اهمية هذه الساعة للمكفوف او لضعيف البصر ؟
تكمن أهمية هذه الساعة للمكفوف او لضعيف البصر كونها تساعده على تنظيم وقته وحياته كغيره من الناس ، خاصة وان هذه الساعة لها مزيا أخرى غير الوقت ، حيث تخبرك إلى جانب الوقت اليوم الذي أنت فيه والتاريخ والسنة وكذلك المنبه ، وساعة الإيقاف التي يستخدمها الرياضيون لمعرفة كم دقيقة وكم متر جريت مثلاً ، وفيها خاصية أخرى تستخدم للتنبيه اثناء الطبخ ، على سبيل المثال إذا كان ما تطبخه يتطلب 20 دقيقة ، فانها تنبهك بعد انقضاء تلك المدة .
القرن :- تعتبر اللغة السويدية لغة غربية لنسبة لبلدنا ولمجتمعنا الجيبوتي ، هل تفكرون في المستقبل إيجاد ساعات ناطقة باللغة العربية أو الفرنسية الرسميتين في جيبوتي ؟
المدير / نحن بودنا إيجاد ساعات ناطقة بالصومالية والعفرية إذا أمكن ، ومع ذلك سنحاول إيجاد طريق يوصلنا إلى الحصول على الساعات الناطقة باللغات التي ذكرتها بالتعاون مع جمعيات واتحادات المكفوفين العربية .
نبيهة عبدو فارح