رغبة في تعزيز أكبر للعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين في جيبوتي والصومال وتنسيق أفضل للجهود في إكمال مسيرة المصالحة وإعادة الأمن والاستقرار . وإعطائها ديناميكية جديدة تم تعيين السفير المخضرم السيد/ عبد الرحمن عبدي حسين ليكون سفيرا فوق العادة ومفوضا للصومال في جيبوتي وليسخر خبراته الواسعة والمتعددة ومسيرته الطويلة في السلك الدبلوماسي كسفير للصومال في العديد من البلدان للارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية للصومال وتعزيز كل الجهود وإنجاح كافة المساعي التي من شأنها تحقيق أحلام الشعب الصومالي في الأمن والاستقرار والازدهار وعلى هامش تقديم السفير الصومالي السيد / عبد الرحمن عبدي أوراق إعتماده لرئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيليه التقينا سعادته وأجرينا معه هذا الحوار:-
القرن/قدمتم اليوم أوراق اعتمادكم كسفير لجمهورية الصومال لدى جيبوتي فكيف تصفون انطباعاتكم؟

السفير/ في البداية أحب أن أبعث عبر جريدتكم تحياتي وأعبر عن تقديري واحترامي لفخامة رئيس الجمهورية السيد /إسماعيل عمر جيله ، في هذا اليوم الذي أقدم فيه أوراق اعتمادي كسفير لجمهورية الصومال لدى جيبوتي ، كما أود أن أشكره على الترحيب الخاص بي وعلى وعده لي بدعمي وبالوقوف بجانبي كي أقوم بالمهام الموكلة إلى على أكمل وجه .وهذا الأمر ليس غريباً على فخامته ، فهو معروف بدعمه للسفراء الدبلوماسيين وخاصة السفراء الصوماليين والجالية الصومالية في جيبوتي . كما لا يفوتني أن أهنئ جيبوتي حكومة وشعباً على كل ما تحقق من رخاء وازدهار.

القرن / كيف تسخرون خبراتكم الواسعة والمتعددة ومسيرتكم الطويلة في السلك الدبلوماسي للارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية للصومال. ؟

السفير /كما تفضلت فعلي الصعيد الشخصي لدينا تجارب كثيرة على المستوى العسكري والسياسي والدبلوماسي يمكن تسخيرها لخدمة العلاقات الدبلوماسية لبلادي ، أما على تصعيد تمثيلي في جيبوتي فإني لا أشعر بأي غربة وعلى العكس من ذلك فإني أشعر وكأني في بلدي وسط أهلي وأخوتي ، ونظراً لكل ما تقدم فلا أعتقد بأني سأواجه أي صعوبات تذكر أثناء أدائي لمهمتي ، كما أدعو الله عز وجل بأن يوفقني في أن أنمي وأعمق العلاقات بين شعبينا وبلدينا وأن أضيف جهدي إلى الجهود التي بذلت ومازالت تبذل من قبل القيادة هنا في جيبوتي لمساعدة الشعب الصومالي للخروج من أزمته الراهنة .

القرن/ لقد كانت الجهود الجيبوتية في تسوية الأوضاع في الصومال متواصلة دون توقف منذ مؤتمر عرتا وحتي الآن فما هوتقييمكم لهذه الجهود ؟

السفير/ بصراحة فإن الجهود المبذولة من الأشقاء في جيبوتي من أجل حل القضية الصومالية وإعادة الأمن والإستقرار إليه سبقت حتى مؤتمر عرتا عام 2000 م فبعد إنهيار الدولة في مقديشو عام 1991 عقد مؤتمر للمصالحة الصومالية في جيبوتي ومؤتمر عرتا كان إمتداداً للمؤتمرات التي عقدت قبله فبالإضافة إلى مؤتمر المصالحة والذي سمي في حين باتفاقية جيبوتي والذي تشكلت على إثره حكومة شيخ شريف شيخ أحمد الجالية عقدت مؤخراً ندوة للمفكرين والمثقفين بغية الخروج بإستراتيجية تضع حداً للنزيف في الصومال منذ عقدين من الزمن .

القرن / في خطوة يمكن اعتبارها أو إضافة نوعية نافش البرلمان الصومالي الميزانية السنوية ، فما هي قراءتكم لهذه التطور؟
السفير/ الجهود التي بذلت من قبل جميع الأطراف أثمرت هذا الإنجاز ، لكن كما تعلم فإن استعادة الأمن والاستقرار إلى جميع ربوع الصومال لم يتحقق بعد ، وهذا الأمر هو ما تتضافر جهود الجميع بغية ترجمته وتجسيده على أرض الواقع كما أن هذا الموضوع يعتبر الشغل الشاغل لكل الأشقاء وعلى رأسهم فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله الذي تصدر حديثنا مع فخامته هذا الشأن ووعدنا بمزيد من الدعم والمساندة لوضع حد لحالة عدم الاستقرار في الصومال.

القرن / صرح رئيس الوزارء الصومالي مؤخرا بأنه حانت ساعة الصفر للقضاء على المتطرفين والإرهابيين وإستعادة الأمن والاستقرار، فهل تعتقدون فعلاً بأن تلك الساعة قد حانت ؟ وتوفرت عوامل نجاحها ؟

السفير/الحكومة الجديدة ومنذ توليها مهامها عملت جاهدة لإحلال السلام وتحقيق المصالحة وحققت بعض الإنجازات الملموسة كما أنها نجحت في تنظيم صفوف القوات المسلحة والشرطة وإعدادهم لتحرير الصومال من التطرف والإرهاب ، وكما صرح السيد/ رئيس الوزراء وأنا أتفق معه شخصياً فإن استمرار هذا الوضع الذي نحن فيه الآن لا يمكن ولا يجب أن يستمر . وأعتقد أنه في القريب العاجل سوف يتم فرض الأمن وإحلال السلام في جميع ربوع الصومال بجهود هذه الحكومة الجديدة والقوات المسلحة الصومالية .

القرن / الكثير من الوعود التي أطلقها المجتمع الدولي لدعم الحكومة الصومالية هل أصبحت بمثابة جعجعة دون طحين ؟

السفير/ صحيح إني أتفق معك في أن الكثير من تلك الوعود لم يتحقق منها سوى القليل الذي لا يفي بالغرض وأنصح الحكومة الصومالية بعدم التعويل والإعتماد كثيراً على هذا المجتمع الدولي . وأن يبذلوا جهودهم الذاتية وكل ما بوسعهم إلى جانب ما يتوفر من دعم الأشقاء للقيام بما يملي عليهم واجبهم الوطني .

القرن / وأين هو موقع المغتربين الصوماليين من إعراب بناء الصومال وإعادة الأمن والاستقرار إلى أرضه والأمل لشعبه ؟

السفير / المغتربون الصوماليون الآن هم في أتم الاستعداد للمساهمة بعد غياب عشرين سنة عن البلد لديهم توجه واضح للعمل مع الحكومة في إعادة الأمن والاستقرار إلى البلد .
ويجدر بالذكر هنا الإشارة إلى أن حكومة رئيس الوزراء محمد عبد الله الجديدة أغلبها من المثقفين وأساتذة الجامعات كانوا في الغرب ، وهذا يدل على استعداد ورغبة المغتربين الصوماليين رجالا ونساءاً في القيام بدورهم ومساندة الحكومة .

القرن / ما هي رسالتكم للأشقاء العرب الين يبدوا عليهم الفتور والقصور في دعم قضيتكم على الرغم من أن استقرار الصومال يعتبر أمراً مهماً لهم وللمنطقة والعالم بشكل عام ؟

السفير/نحن نعلم بأن العالم العربي يمر بظروف حرجة في اللحظة الراهنة فما يمر به السودان من تقسيم لأراضيه ، وما يعيشه العراق من تدهور وما تشهده القضية الفلسطينية من إنسداد أفق لأي تسوية محتملة والفراغ الدستوري لذي يمر به لبنان والإضطرابات التي تشهدها الساحة اليمنية والتوسونامي السياسي في تونس الخضراء ، فالنزيف العربي قد طال كل أرجاء العالم العربي وليس مقتصراً على الصومال فقط .ومع ذلك فإننا لا نستطيع أن نبرر بشكل كامل هذا البعد الصومالي عن الإهتمام العربي بشكل يوازي بعد هذا البلد العربي في نطاقه الجغرافي عن المركز فكما هو من بلدان الأطراف جغرافياً أصبحت قضية لا تحظى إلا بطرف من الاهتمام برغم وجود عدد من الدول العربية التي لم تتوقف يوماً عن دعم الصومال وعل رأسها جيبوتي .

القرن / افتتحت جيبوتي مؤخراً سفارتها في مقديشو على الرغم من الأوضاع الأمنية الإستثنائية التي يمربها الصومال . فكيف ينظر في الصومال إلى هذه الخطوة ؟

السفير / سفارة جيبوتي في الصومال مرحب بها واستقبلت بحفاوة كبيرة كما أن السيد السفير/ طيب دبد خير من يقوم بهذا الواجب وهذا التمثيل . وفي الحقيقة فنحن نعتبر هذه السفارة أحد الركائز الأساسية التي تساعد الصومال على تكملة جهود تحقيق المصالحة وإعادة الأمن والإستقرار .

القرن / الان بعد أن حانت ساعة الصفر الفاصلة كما تقدم هل هناك أمل في فرصة ولو أخيرة للحوار مع من يسمون أنفسهم بالمعارضة ؟

السفير / الحوار كان هو المطلب الدائم والملح لفخامة الرئيس شريف شيخ أحمد ولرئيس الوزراء وحكومته واللبرلمان وتم عرضه باستمرار على من يسمون أنفسهم بالمعارضة من أجل حل القضية الصومالية لكن حركة الشباب جابهت كل هذه الدعوات والنداءات بالرفض والعداء .وأقول لك بكل أمانة وإخلاص بأن حركة الشباب لا تريد الحوار.
لأنها حركة إتخذت الإرهاب والقتل والتدمير نهجاً لها كما اتخذت من المنظمة الإرهابي العالمية القاعدة مرجعية لها تنفذ أجندتها التي ليس لها أي علاقة بالإسلام وتعاليمه السمحة ولا تمت بصلة لمصالح الشعب الصومالي ولا قيمه وتقاليده والذي يدفع ثمن أعمالها الإرهابية من الأرواح والممتلكات والأمن والإستقرار ما أفقد هذه الحركة الشقية أي ثقة أوتعاطف وأكرر القول بأنهم لو كانوا مستعدين للحوار والمصالحة في أي لحظة فنحن على أتم الإستعداد للحوار . ولكنهم أثبتو بأنهم لا يجيدون إلا لغة العنف ولا مفر من التخاطب معهم بنفس اللغة التي يستخدمونها وهي لغة القوة .

جمال أحمد ديني