شهد حفل تنصيب رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله مشاركة إقليمية و دولية واسعة جاءت تعبيراً عن الإهمام ودعم تجربة جيبوتي الديمقراطية وتأكيدا على أهمية استقرارها وجهودها ودورها في تحقيق ودعم السلام والاستقرار في المنطقة وتميزت المشاركة السودانية إلى جانب بعدها الرسمي المتمثل بوفد رفيع المستوى يقوده الرئيس البشير ببعدها الشعبي والمتمثل بفرقة فنية يقودها الفنان الرائد الأستاذ صلاح ابن البادية الذي يدلل على عمق الترابط والتلاحم الوجداني بين البلدين والشعبين الشقيقين المستند على العلاقات الاخوية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ ووحدة المصير .
ولقد كان هذا الحضور السوداني المتميز وتناول الرئيس في خطابه الحديث عن نجاح عملية السلام في السودان وذلك التفاعل الجماهيري المنقطع النظير مع الفنان المدرسة الإستاد صلاح ابن البادية .
كل هذه شواهد حية على الخصوصية التي تتميز بها العلاقات السودانية الجيبوتية : ومعالي وزير الإعلام السوداني الدكتور / كمال عبيد أحد القامات الفكرية والسياسية وصاحب الثراء الفكري المتقدم والبصمات الواضحة على كل ضروب عمله الرسمي والعام و لا سيما العلاقات الخارجية التي ازدهرت كثيراً عندما كان يعمل أمينا عاما للعلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الوطني هو أفضل من يحدثنا عن واقع علاقات البلدين وأفاقها المستقبلية وعن السلام في السودان والإقليم والأزمات وسبل التغلب عليها ولا فتات أخرى في ثنايا الموضوع ولذلك توجهنا إلى معالية وأجرينا معه هذا الحوار :-
القرن / بعد مشاركتكم ضمن وفد سوداني رفيع المستوى يقوده فخامة الرئيس عمر حسن البشير ويضم وفداً فنياً أعطى زخما إضافياً للاحتفال . ما هي الدلالات التي تحملها هذه المشاركة الإقليمية المتميزة ؟
الوزير / أولا يطيب لنا أن نهنئ إخواننا في جيبوتي على هذه المناسبة السعيدة التي تعد مرحلة من مراحل ترسيخ قواعد اللعبة الديمقراطية كما أنه جزء من مسيرة التحول الديمقراطي في إفريقيا وبالضرورة أن تحظى هذه المناسبة بهذه المشاركة الإقليمية التي تدلل على نجاح التجربة الديمقراطية في جيبوتي التي إستدامت فيها العملية الانتخابية لسنوات طويلة ومن مقتضى هذا الإحتفال أن يشارك فيه الشعب السودان بفنونة المختلفة التي تلقى ترحيباً وإعجاباً من إخوانهم الجيبوتيين .وأن حضور الوفد السوداني على هذا المستوى السياسي والفني وكذلك الصحي الذي بدأ السودان يؤسس لتعاون مشترك في مجاله مع جيبوتي إلى جانب القطاعات الأخرى المختلفة وعلى رأسها القطاع الزراعي هذه كلها من الأسباب التي يجدر بنا أن نحتفل ونحتفي بها معاً نحن الشعبين الشقيقين الجيبوتي والسوداني .
القرن / هذه الإجابة تدفعهنا إلى السؤال عن التطور الذي شهدته العلاقات السودانية الجيبوتية والآفاق المستقبلية لتعزيز التعاون وتحقيق التكامل في مختلف المجالات ؟.
الوزير / شهدت العلاقات الجيبوتية السودانية حالة من التقدم منذ استقلال البلدين وظلت تنمو وتتطور باستمرار أولا بفضل الاستقرار السياسي في جيبوتي وتوفر الإرادة السياسية لدى النخبة السياسية السودانية في تعزيز علاقات السودان مع مختلف الدول في الإقليم ومع جيبوتي علي وجه الخصوص وكان من ثمار هذه العلاقات المتميزة تبادل الوفود بين البلدين ووجود عدد كبير من الطلاب الجيبوتيين في السودان وكذلك وجود سودانيين يقيمون في جيبوتي ويساهمون في مجالات متعددة وهذه القاعدة الصلبة من العلاقات بين البلدين تؤسس لانطلاقة كبيرة نحو مستقبل يلامس تطلعات الشعبين الشقيقين في خلق واقع للتكامل من أجل التقدم والازدهار بناءاً على هذه الإرادة السياسية المشتركة .
والتي بدأت تشهد ترجمة فعلية من خلال منح السودان أرضي زراعية تستثمر لمصلحة الشعب الجيبوتي .
كما شارك السودان في تأسيس مستشفى قطع الآن مراحل وسيتم افتتاحه قبل نهاية هذا العام وسيقوم بخدمة أهلنا في جيبوتي هناك أفكار كثيرة في مجال الصناعة والعلاقات الإقتصادية والتجارية والتي ستطور عبر اللجان الوزارية المشتركة بين البلدين .
القرن/ هنأ رئيس الجمهورية في خطاب التنصيب السودان على نجاحه في إنجاز السلام فكيف تنظرون إلى هذه اللفتة ؟
الوزير / حقيقة لفتتة جميلة وبارعة في خطاب فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله أن أشار إلى النجاحات التي تحققت في المنطقة من بينها إنجاز عملية السلام في السودان ومن الواجب رد الشكر لجيبوتي لأنها كانت من الدول الداعمة للسلام في السودان وكانت جزءاً من منظومة الإيجاد التي ساعدت وسهلت الوصول إلى هذا الإتفاق وظلت مع الشركاء الآخرين تلعب دوراً يعزز النجاحات التي حققتها هذه الاتفاقية ونحن نشعر بالرضى من تناول الحديث عن هذه التجربة في خطاب التنصيب وهذا يعني أعلى درجات الإهتمام بقضية السلام في السودان والذي يدلل على أن الدور البارز لفخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله في إنجاح اتفاقية السلام وجهوده المتواصلة لحل القضية الصومالية وتركيز اهتمامه على قضية السلام في المنطقة ليس فقط تؤهله لأنه يكون رئيساً في بلده فحسب بل زعيما إقليمياً .
القرن / تعاني المنطقة منذ فترة من سيادة حالة انعدام الأمن الاستقرار في أجزاء كبيرة من ربوعها فما هي آفاق الجهود التي تبذل لاستعادة الاستقرار ؟
الوزير / إن ظهور قيادات سياسية تتمتع بدرجة عالية من الاستقلالية في الطرح في الإقليم وقوة الإرادة السياسية يمكن أن يساعد في تجاوز الكثير من المشاكل التي حلت بالإقليم سواء كانت ناتجة عن ضعف الأداء السياسي السابق أو التدخلات السياسية من الأطراف الأجنبية والنجاح الذي تحقق في السودان والذي تحقق في جيبوتي ونتوقع أن يتحقق في مناطق أخرى من الإقليم كانت بسبب هذ التوجه، توجه قوي من القيادة في المنطقة لإعلاء قيمة المصالح الوطنية على أي مصالح أخرى
القرن / بعد النجاح الذي حققه السودان في إنجاز اتفاقية نيفاشا للسلام إلى أين وصلت مساعي إنجاز اتفاقية السلام في دارفور ؟
الوزير/ قضية دارفو قد حصل فيها اختراق كبير جداً باتجاه الحل كان ذلك ناتجاً من اتفاقية أبوجا التي وقعت عام 2006 والتنفيذ الذي تم لهذه الاتفاقية كذلك العمل على الأراض في الواقع بالتفاوض مع الفعاليات المختلفة ويدعم الإقليم ذات المبادرة الطيبة ، كل هذا مساعد على التوصل إلى اتفاق ونحن نتوقع أنه بإجراء الاستفتاء الذي سيتم نهاية الشهر القادم سيكون قد تم تنفيذ آخر مطلوبات اتفاقية السلام في دارفور .

جمال أحمد ديني