نشهد في الآونة الأخير انتشار الزكام والحمى بين الناس ،مما أدى إلى كثرة تردد المصابين على المستشفيات والصيدليات، ولمعرفة حقيقة ذلك التقت القرن بالدكتور / أدن ورسمه روبله وهو طبيب عام في المركز الصحي لاسر الموظفين بالقرب من الدائرة الثانية، وطرحت عليه تساؤلات عدة حول الموضوع فأجاب عليها كالتالي:
القرن / يقال إن الحمى ليست مرضا بحد ذاتها ، وإنما مؤشر لإصابة الجسم بمرض معين ، ما مدى صحة هذه المعلومة ؟
الدكتور / أدن : إن الحمى بشكل عام دليل على إصابة الشخص بنوع من أنواع الأمراض التي تصيب الإنسان ، ولذلك إذا تعرض الشخص للحمى ؛عليه مراجعة الطبيب لمعرفة أسباب هذه الحمى ،لأنها قد تكون من الزكام الذي يعتبر وعكة موسمية أو إنذارا بإصابة الجسم بإحدى الأمراض المعروفة ، وعدم محافظة الإنسان على لياقته تجعله دائما عرضة للزكام باستمرار، ومراجعة الطبيب بين فترة وأخرى مهمة جدا .
القرن / وهل هناك فرق بين حمى الأطفال وبين تلك التي تصيب الكبار؟
الدكتور / أدن : نعم ، هناك فرق بين حمى الكبار وبين الحمى التي تصيب الأطفال ، لأن حمى الأطفال قد تصيب الرأس وينتج عنها الرعاش وبالتالي تكون حياة الطفل في خطر، وقد يدخل في غيبوبة ، ولهذا من الضروري جدا إعطاءه علاجا لتخفيف الحمى قبل تأثيرها على الرأس ، أما حمى الكبار فتلزم المريض الفراش ، ومن المهم هنا أن أوضح للناس أن تناول مهدئ الحرارة والشعور بالتحسن لا يعنى بتاتا أنك عالجت المرض الذي سبب ارتفاع درجة حرارة الجسم ، والمهم هو أن تعالج السبب الذي نتجت عنه الحمى، وعدم علاج ذلك يعنى عودة الحمى مرة أخرى.
القرن / وما أسبابها ؟
الدكتور / أدن : أسباب الحمى كثيرة ،ومنها تحولات الموسم وتقلبات الجو ، والتهابات في الصدر، والتهابات في المعدة ، والتهابات في الرئة ، إلى غير ذلك من الأمراض المختلفة ، ونحن نعيش هذه الأيام أواخر الشتاء وبدايات الصيف ، وفي هذه الفترة تنشط الفيروسات المسببة للزكام الذي يعتبر مرضا موسميا ، وهذه الحمى المنتشرة في الآونة الأخيرة من أعراض الزكام ، والأمر الأخر هو أن الفيروسات المسببة للزكام بحد ذاتها لها أنواع كثيرة جدا قد تصل إلى 200 نوع تقريبا ، وبالتالي للزكام أنواع مختلفة منه ما يصيب الحنجرة ويعرف بالبحة والكحة، ومنه ما يصيب الأجواف الأنفية و يعرف بالعطاس ورشح الأنف واحتقانه، أو يصيب الصدر ويعرف بكحة شديدة ، وكذلك الصداع و ألم في العضلات ولهذا نجد إصابة البعض بالزكام أكثر من مرة خلال فترة قصيرة ، ويعتقد المصاب به أن نفس النوع من الزكام هو الذي عاد إليه ، والحقيقة أن كل إصابة بالزكام تختلف عن الأخرى، بالإضافة إلى ذلك قد يصيب الفيروس المسبب للزكام المعدة و خاصة الأطفال فيؤدى إلى الغثيان والقيء والإسهال ، وهذا يتطلب إجراء تحاليل لمعرفة سبب الإسهال والقيء إذا كان سببها زكام أو مكروبات والتهابات.
القرن / ألا يوجد علاج يقضي على الفيروسات المسببة للزكام ؟
الدكتور / أدن: في الواقع لا يوجد حتى الآن علاج يقضى على الفيروسات المسببة للزكام ، وإنما هناك مهدئات و مضادات حيوية لتخفيف الأعراض .
القرن/ ما هي الإسعافات الأولية التي تنصح بها قبل الوصول إلى المستشفى ؟ وما هي الرسالة التي تريد توصيلها عبر هذا اللقاء؟
الدكتور / أدن : من المهم جدا توفير المهدئات التي تعمل على خفض الحرارة مثل (باراسيتامول ) ،ومضادات الكحة، ومزيل الإحتقان ، في البيت لاستخدامها عند الضرورة ، وكذلك للأطفال لصعوبة تحملهم للحمى ، وأنصح المصاب بالحمى الإكثار من شرب السوائل لكي لا ينشف الجسم ، أما بنسبة للزكاة فبإمكان المصاب به علاج نفسه بشراء الأدوية اللازمة من المضادات الحيوية ، وشراب الكحة و ما شابه ذلك، هذا إذا كان متأكدا أنه بالزكام ، وأما إذا كان شاكا فعليه مراجعة بالطبيب.
والأمر الأخر الذي يجب معرفته هو أن الزكام من أكثر الأمراض انتشارا، وبسهولة شديدة تنتقل العدوى من شخص لأخر، ولهذا من المهم جدا وضع اليد أو المنديل على الأنف والفم عند العطس والكح ، وعدم استخدام أدوات المصاب ، وذلك للحد من انتشاره على الرغم من عدم خطورته. كما أنصح الجميع بتناول أغذية غنية بالفيتامينات ، وعدم التعرض لتيارات الهواء الباردة والرطوبة ، وغسل الأيدي بشكل مستمر.

نبيهة عبدو فارح