إن أي تغير طفيف على حالة صحة الإنسان يشير إلى أنها بداية لحالة جديدة قد تتحول إلى سلبية إذا لم يعالج في حينها، وكثيراً ما يهمل الناس ويستخفون بصحتهم رغم أهميتها، ولهذا يقال الوقاية خير من العلاج ، ولكن ما يثير التساؤل هو أن يصاب الشخص بمرض لا يمكن الوقاية منه مثل الورم الليفي الذي تصاب به النساء بمختلف أعمارهن بعد سن البلوغ، وحول هذا الموضوع تناقشت القرن مع الدكتور موسى عبد الله حدي أخصائي أمراض النساء والولادة والجراحة بالمستشفى الإيطالي في بلبلا وطرحت عليه تساؤلات عدة أجاب عليها على النحو التالي:-
القرن/ نريد أن تلقوا الضوء على ماهية الورم الليفي؟
الدكتور/ الورم الليفي ورم يظهر في الرحم، ويتكون من خلايا عضلية وهو ورم حميد وليس سرطانيا، ومحاط بطبقة من الألياف ولهذا سمي بالورم الليفي، ويختلف في الحجم وأماكن الظهور، وتتراوح أحجامه ما بين عدة مليمترات و 30 سنتمر وقد يصل إلى حجم الجنين.
القرن/ ما هي أسباب ظهور هذا الورم؟
الدكتور/ لم تصل الأبحاث حتى هذه اللحظة إلى الأسباب الحقيقية لظهور هذا الورم في الرحم ولكن هناك بعض عوامل مساعدة تؤدي إلى تكون هذا الورم مثل السمنة وإفرازات هرمونية معينة، والسن أيضا.
القرن/ هل هذه الأورام الليفية تشكل خطورة على المصابة بها؟
الدكتور/ إن الورم الليفي رغم كونه ورما حميدا وليس خبيثا إلا أنه عادة ما يحدث خللاً في الدورة الشهرية وقد يمنع الحمل، ويسقط الجنين وبشكل متكرر، هذا إذا ظهر الورم في بطانة الرحم وفي تجويفه، أما إذا كان ظهوره خارج الرحم أي على جدار الرحم الخارجي فإنه لا يؤثر على المرأة إلا إذا كان حجمه كبيرا، حينها يضغط على المثانة أو أحد الأعصاب بمنطقة الحوض أو على المستقيم، بالإضافة إلى أنه يسبب آلاما في أسفل الظهر والبطن.
القرن/ يقول بعض الأطباء إن عدم حمل المرأة يؤدي إلى ظهور هذا الورم إذا كان الأمر كذلك بم تفسرون إصابة أم لعدد من الأطفال بهذا المرض ؟
الدكتور/ لم يصل الأطباء إلى الأسباب الحقيقية لظهور هذا الورم والقول أن عدم قيام الرحم بوظيفته سبب لظهوره هو مجرد احتمال وافتراض طرحه من يقول بهذا الكلام، أما السبب الحقيقي فهو غير معروف، والدليل هو أن هذا الورم قد تصاب به الفتاة وهي في سن مبكرة وقد تصاب به في سن متأخرة، إضافة إلى ذلك فإصابة بعض الأمهات بهذا الورم يؤكد عدم التوصل إلى السبب الحقيقي.
القرن/ كيف تعرف المرأة إذا كانت مصابة بهذا المرض؟
الدكتور/ يمكن أن تعرف إذا تابعت نظام دورتها الشهرية، فإذا حدث خلل في نظامها، كأن تتأخر عن موعدها الطبيعي، أو حدث لها نزيف، أو لاحظت انتفاخا في أسفل البطن أو شعرت بآلام شديدة في أسفل الظهر فعليها مراجعة الطبيب، ومهما كان الأمر من المهم جداً متابعة الإنسان لحالته الصحية بين فترة وأخرى ليتم اكتشاف المرض في وقت مبكر، لأن غالبا ما يتم اكتشاف هذا الورم بالصدفة.
القرن/ ما هو العلاج؟
الدكتور/ ليست هناك عقاقير أو أدوية تقضي على هذا الورم، وإنما هناك عقاقير تضمره وتقلل من حجمه، ويمكن أن يتم إزالة الورم بالجراحة، أو بالليزر، ومع ذلك فإن احتمال عودته يظل قائما.
القرن / في تقديركم كم نسبة المصابات بهذا الورم في جيبوتي ؟
الدكتور/ لم نجر بعد إحصائية تؤكد لنا نسبة الإصابة بهذا الورم ، وإذا انطلقت من خبرتي خلال فترة عملي غير الطويلة في هذا المجال فإنني أستطيع القول أن نسبة المصابات به ليست كثيرة في جيبوتي.
القرن/ بم تنصحون ؟
الدكتور/ الصحة تاج ويجب الحفاظ عليها ومن المهم جداً أن تدرك المرأة أهمية متابعة الطبيب بين فترة وأخرى إذا شعرت بأي تغير يطرأ على صحتها، لأن كثيرا من الناس لا يزورون الطبيب إلا بعد فوات الأوان، النصيحة الأولى والأخيرة هي أن يهتم الناس بصحتهم ويتابعوها باستمرار.

نبيهة عبدو فارح