في هذا العدد تستضيف جريدة القرن كلا من الدكتور/ أحمد إبراهيم أبو شادي أخصائي الأمراض الباطنية والدكتور/ تامر حسن علي أخصائي أمراض الفم والأسنان في مستشفى الرحمة ،حيث أجرت معهما لقاء حول أمراض الكبد،والصوم، وما يعتري الصائم من صداع ودوخة وخمول وأسبابها وما يلزم مريض الكبد المصاب أيضاً بأمراض الفم والأسنان ،وفيما يلي فحوى اللقاء:
الدكتور / أحمد إبراهيم أبو شادي أخصائي الأمراض الباطنية
القرن / ما هي وظيفة الكبد والأمراض التي قد تصيبه ؟
الدكتور / يعتبر الكبد من أهم الأعضاء في جسم الإنسان بل يعتبر المايسترو ، حيث ينقي الدم من الكيماويات والسموم وينقل الدم النقي إلى القلب .
وأمراض الكبد تختلف باختلاف المناطق ، بمعني أن أمراض الكبد في الدول الأوروبية غير التي توجد في آسيا أو أفريقيا والأمراض الكبدية الأكثر انتشاراً هي الالتهابات الكبدية ، وأمراض الكبد الفيروسية وتنقسم إلى B,C وهي أكثر خطورة على هذا العضو أما فيروس ( A ) فهو فيروس حميد ليس له أي خطورة ويختفي مع الوقت .
وكما قلت أنفا أمراض الكبد تختلف من منطقة إلى أخرى فأكثر أمراض الكبد المنتشرة في مصر مثلاً فيروسية أما في اليمن وجيبوتي فأكثر أمراض الكبد شيوعاً هي المناعية، وحقيقة فإن مرض الكبد المناعي ليس له سبب معروف وإنما من خلال التحاليل نكتشف أن الكبد مصاب، والمشكلة أن أمراض الكبد خداعة ولا يستطيع الإنسان معرفة عوارضها في وقت مبكر وخاصة الفيروسية منها إلا عن طريق الكشف، ومع ذلك هناك أعراض مشهورة ، منها الشعور بإجهاد شديد وخمول، والرغبة الشديدة في النوم، وألم في فوم المعدة ، والشعور بالتعب بعد تناول بعض الوجبات ، والشعور بحمى بسيطة ، وألم في الجانب الأيمن من الظهر أو الأمام.
القرن / كيف يصاب الجسم بهذا الفيروس ؟
الدكتور / نقل الدم أهم الأسباب التي تنقل أمراض الكبد لأن الأمانة الشديدة مطلوبة فيما يتعلق ببنوك الدم ، وضرورة التأكد من نظافة الدم ونقائه وتعقيمه جيدا قبل نقله إلى شخص آخر.
القرن / كيف يقي الإنسان نفسه من عدوى مرض الكبد ؟
الدكتور / بعدم استعمال الأدوات الخاصة بمريض الكبد وثبت حديثاً أن أمراض الكبد تنتقل عبر اللعاب والسائل المنوي فضلاً عن طريق الدم المعروف وبالتالي من الضروري القيام بالإحتياطات اللازمة.
القرن / ماذا عن الصوم ومريض الكبد ؟
الدكتور / في الحالات المتأخرة من مرض الكبد لا يصوم المريض لأن الكبد لا يستطيع تعويض الجسم ما يفقده من الجليكوز خلال ساعات الصيام، فيصاب بهبوط كمية السكر في الدم ، ولذلك ننصح مثل هذه الحالات بعدم الصوم. أما إذا كان في حالة متقدمة فيمكن أن يصوم ، لأن الصوم مفيد للجسم وخصوصا الكبد حيث يحسن من وظائفه ويساعد على تنظيف خلايا الكبد من الدهون ،كما يساعد على سرعة تجديد خلاياه ، ومن المهم تقييم حالة المريض.
القرن / ما المطلوب من الفرد تجاه هذا المرض ؟
الدكتور / أنصح الشباب بالذات بالحذر من الإدمان والحقن والعلاقات غير المشروعة وهي أهم أسباب أو مصدر رئيسي لانتقال وإنتشار الأمراض الكبدية.
وإن انتشار الأمراض الكبدية في جيبوتي ليست كبيرة، وأود أن أنبه هنا أن تناول القات له دور في إصابة الكبد ببعض الالتهابات الكبدية بشكل مباشر وقد صادفت حالات كثيرة من هذا النوع ،لأن هناك مادة معينة موجودة في القات تتحول إلى مادة سامة تضر الكبد مع مرور الوقت،تماما كالكحوليات ،بالتالي نحن كأطباء ننصح الناس بعدم تناول القات لتأثيره المباشر على الفم والأسنان، وتأثيره المباشر على أعضاء الجسم ومنها الكبد.
القرن / عادة ما ينصح الأطباء بالإكثار من شرب السوائل للحفاظ على الكلي ، وفي رمضان كثير من الناس يشتكون بعد الإفطار مباشرة من الشعور بالدوخة والصداع، والخمول وما يشابه ذلك، بم تفسرون ذلك ؟
الدكتور/ إن الإكثار من شرب السوائل يحمي الكلي من الأمراض كما هو معروف، ولكن في الإفطار وبعد نهار كان الصوم عنوانه تكون المعدة غير مهيئة لاستقبال كمية كبيرة من الماء أو الأكل، وعند شرب كمية كبيرة من الماء يحدث امتلاء سريع وبالتالي 15% من كمية الدم تتجه فوراً إلى المعدة لتبدأ عملية الهضم ، فبالتالي تقل كمية الدم الذي يصل إلى المخ للحظات وهذا هو السبب الرئيس لشعور الإنسان بالدوخة والصداع والخمول والرغبة في النوم ،وهي ليست حالة مرضية وإنما طبيعية، ولذلك من الضروري أن يشرب الإنسان الكمية التي يحتاج إليها جسمه ولكن على فترات أو على مدار عدة ساعات وليس دفعة واحدة حتى لا يشعر بالتعب.

الدكتور / تامر حسن علي أخصائي أمراض الفم والأسنان
وحول العلاقة بين أمراض الكبد وأمراض الفم والأسنان يؤكد دكتور / تامر حسن علي أخصائي أمراض الفم والأسنان على ضرورة الصدق مع طبيب الأسنان فور دخول مريض الكبد إليه وتنبيهه بأنه مصاب بنوع من الأمراض التي تصيب الكبد لأن واجبه المهني يفرض على طبيب الأسنان أن يعقم الأدوات ضعف تعقيمه للفرد العادي وذلك حماية وحرصاُ على الآخرين، بالإضافة إلى ذلك فإن الأدوات المستخدمة لعلاج مرض الكبد يجب أن تكون خاصة، وعلى الطبيب أن يتخذ التدابير اللازمة، لأن قطرة دم تنزل من مريض الكبد تؤثر سلباً على من يأتون من بعده للعلاج، لذلك من الضروري جداً الاهتمام بهذه النقطة واتخاذ التدابير اللازمة وإجراء التعقيم المناسب والانتباه لقطرات الدم التي يمكن أن تنزل من مريض الكبد، ولذلك أنصح ثلاثة أصناف من المرضى بالصدق والصراحة مع طبيب الأسنان :وهم مرضى الكبد ومطلوب منهم إبلاغ الطبيب بنوع مرضه سواء كان فيروس ب، س، أ ليعرف الطبيب نوع الالتهاب الفيروسي لديه وبالتالي يقدم له العلاج المناسب، الصنف الثاني مرضى السكري، والصنف الثالث مرضى ضغط الدم ومطلوب من هؤلاء جميعا بعد الدخول إلى طبيب الأسنان إبلاغه بان لديهم هذه الأمراض ليتم علاجهم بالطريقة التي تناسب حالتهم.
اجرت الحوار /
نبيهة عبدو فارح