في البداية لابد من التنويه بأن أداء الدبلوماسية الجيبوتية قد أثبتت خلال المرحلة الماضية قدرتها على السير بثبات ورؤية واضحة وحافظت على مصالح الوطن التي لها الأسبقية دائماً في المتحركات وفي ذات الوقت لم تقعد القرفصاء لترصد حركة الآخرين من حولها دون أن يكون لها مساهمة فيما يتعلق بمصالح جيبوتي وحماية أمنها والتعاطي مع السياسات الدولية المتعلقة بترتيب شؤون المنطقة ومستقبلها سيما وأنها تدرك الموقع الاستراتيجي الذي تتواجد فيه والذي يكسيها مكانة ودوراً أكبر اً هي من مدركات السياسة الجيبوتية وبعبارة أخرى فإن مصالح جيبوتي الاقتصادية وأمنها القومي ستظل دائماً تمثل البعد الإستراتيجي في أداء الدبلوماسية الجيبوتية كما أن إعادة قراءة ما هو متغير في جوانب تلك المصالح من حين لآخر في ظل المعطيات الدولية والمستجدات الإقليمية يصبح أمرا ضروريا لتجديد أداء الدبلوماسية الجيبوتية وزاداً لابد منه لمواصلة العمل بصيانة تلك المصالح والتعبير عنها ويأتي هذا التوسع في التمثيل الدبلوماسي لبلادنا تجسيدا لهذه الرؤية ما يسمح لبلادنا بالحضور والبروز في الساحة الإقليمية والدولية كبلد له مكانته ودوره المهم،وللوقوف علي تجليات هذه الحركة الدبلوماسية الفاعلة التي تشق طريقها في كل الاتجاهات واستشراف آفاقها نستضيف عددا من السفراء الجدد علي مائدة حوار يلامس الكثير من القضايا، المرتبطة بالعلاقات الثنائية، وكانت الانطلاقة مع السفيرين محمد ظهر حرسي ومحمد علي عيسى وفيما يلي نص الحوار:-
القرن/كيف تصفون انطباعكم عن الثقة التي أوليتموها بتعيينكم سفيرا وكيف يمكن أن نقيم مسيرتكم الدبلوماسية؟
السفير/ أولاً نحن نعتز بهذه الثقة ونثمنها كثيراً ونعتبرها مسئولية كبيرة نحرص على أدائها على أكمل وجه متلمسين طريقنا من توجيهات فخامة الرئيس وحكومته ومعتمدين علي دعمهم وبالفعل اجتمع بنا رئيس الجمهورية ووضع لنا الخطوط العريضة لأولويات عملنا الدبلوماسي وكانت الأولوية تعزيز علاقات التعاون الثنائي وتحقيق الشراكة والتكامل مع البلدان الشقيقة والصدقة وإبراز أهمية بلادنا ودورها في الإقليم علي مختلف الأصعدة وكذلك إظهار عوامل الجذب السياحي والفرص الاستثمارية المتاحة في بلادنا وخدمة مواطنينا ورعاية مصالحهم في الخارج وهذا ما سيتم التركيز عليه في المرحلة المقبلة .أما بالنسبة لما يتعلق بمسيرتي المهنية، فقد بدأت موظفاً في الإذاعة والتلفزيون وفي القسم العربي تحديداً لعامين ونصف قدمت خلالها برامج إذاعية باللغتين العربية والعفرية ، أما بداية مسيرتي الدبلوماسية فقد انطلقت بعملي في وزارة الخارجية التي تعتبر حسب وجه نظري مدرسة للعمل الدبلوماسي وقد أتيحت لي فرصة العمل مع السيد وزير الخارجية/ محمود علي يوسف واستفدت منه الكثير لأعيّن بعدها كمستشار أول في سفارتنا بالمملكة العربية السعودية لخمس سنوات اكتسبت فيها خبرة لا بأس بها في مجال العمل الدبلوماسي، وأنا الآن في انتظار تحديد البلد الذي سيتم تعييني فيه، وأرجوا من الله أن يوفقني لأقوم بذلك الدور على أكمل وجه.
القرن / كيف يمكنكم أن توظفو تجربتكم هذه في تعزيز وتطوير العلاقات البينية في مسيرتكم المقبلة؟
السفير/ العلاقات الدولية إجمالا متشابكة وعندما تتقاطع المصالح لهذه الدول يظهر جلياً ذلك على علاقاتهما فيما بينها الدبلوماسية تعني تعزيز هذه العلاقات ولارتقاء بها وتوظيفها لخدمة مصالح البلدين وعلى الدبلوماسي تكوين علاقات واسعة وتسخيرها لترجمة توجهات بلاده الدبلوماسية ضمن إستراتيجية واضحة تضعها الوزارة ويصادق عليها رئيس الجمهورية، وكل سفير يمكنه القيام بمبادراته في إطارها ونحن من جهتنا سنوظف خبرتنا وكل ما تعلمناه في مجال العمل الدبلوماسي لنحقق الإستراتيجية المرسومة لنا للمرحلة المقبلة، معتمدين علي توجيه ودعم رئيس الجمهورية.
القرن /كيف تقرؤون هذا التوسيع للتمثيل الدبلوماسي غير المسبوق؟
السفير/ طالما كانت هناك فرصة لتوسيع العلاقات القائمة أو لتكوين علاقات دبلوماسية جديدة فبلادنا حريصة على المضي في ذلك الاتجاه.
فرئيس الجمهورية ومنذ توليه قيادة البلاد وضع مرتكزات لتعزيز وتوسيع العلاقات الدبلوماسية على الصعيد الإقليمي والدولي، فلو نظرنا على سبيل المثال لعلاقاتنا العربية فقد شهدت تفعيلاً وتعزيزاً وزخماً أكبر، كما حظيت علاقاتنا مع الدول الإفريقية عناية ورعاية أكثر، وكذلك الأمر بالنسبة لعلاقاتنا مع الأقطاب الدولية الأخرى ما سمح لبلادنا بالحضور والبروز في الساحة الإقليمية والدولية كبلد له مكانته ودوره المهم، وقد تجسد هذا الأمر أكثر في افتتاح سفارات جديدة في كل من روسيا وألمانيا والكويت وجنوب إفريقيا والمغرب.
القرن/ كيف تابعتم التغييرات الكبيرة التي طالت مختلف الجوانب والمستويات التنفيذية ؟
السفير/ فخامة الرئيس وفي خطاب له قبل ثلاث سنوات أشار صراحة إلى أننا مقبلون في المرحلة المقبلة على تغييرات شاملة في الإدارة، وفعلاً بدأ بها شخصياً على مستوى الحكومة، فنحن نرى الآن وزراء من جيل الشباب المتعلم ذوي المؤهلات والكفاءات العالية، وينسحب هذا التوجه على السلك الدبلوماسي أيضاً، فالسفراء الجدد نرى أنهم جلهم من فئة الشباب، وهذا يدل بشكل واضح على رغبة ورؤية رئيس الجمهورية في تحديث أجهزة الدولة وإداراتها عبر ضخ دماء جديدة شابة قادرة على النهوض بالبلاد في ظل متطلبات هذا العصر.
القرن/هل نستطيع القول بأن هناك تغييرا لمسار العمل الدبلوماسي ؟
السفير/ لا أعتقد ذلك فالإستراتيجيات لا تتغير غالباً، وما يتغير هو الآليات المتبعة في تنفيذ الإستراتيجيات المرسومة، واللافت للنظر هو أنه تم التركيز على تعيين سفراء شباب فنحن نعيش في عصر العولمة الذي تسود فيه التكنولوجيا بامتياز وجيل الشباب المتعلم هم الأكثر قدرة على التعامل مع متطلبات هذا العصر.
القرن/نصل بكم سعادة السفير إلى مرافئ الختام فماذا تود أن تقول؟
السفير/ أنتهز هذه السانحة لأتقدم بآي الشكر والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية علي ثقته الكريمة والتعهد بترجمة توجيهات فخامته ، كما أود أن أشكر دولة رئيس الوزراء السيد/ دليتا محمد دليتا وأعضاء حكومته، وأخص بالذكر معالي وزير الخارجية السيد /محمود علي يوسف على ثقته بنا وأتمنى التوفيق والنجاح لجميع الزملاء ، وأتمنى لبلادنا أن تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو مزيد من التقدم والازدهار، كما لا يفوتني أن أشكر أسرة جريدة القرن على إتاحتهم لي هذه الفرصة.
السفير عيسى في سطور
ولد في عام 1966 في دورة بإقليم تجورة، متزوج وله أربعة أطفال، وهو حاصل على ماجستير في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية بمصر، وليسانس في الإعلام من الأزهر الشريف، تخصص العلاقات العامة، سبق له أن عمل كمقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الجيبوتي، كما عمل مستشارا لوزير التعاون الدولي للشؤون العربية، وقبل تعيينه سفيرا كان يتولى منصب المستشار الأول في سفارة جمهورية جيبوتي لدى المملكة العربية السعودية. ويجيد العربية والفرنسية والإنجليزية.

أجري الحوارين /
جمال أحمد ديني