في البداية لابد من التنويه بأن أداء الدبلوماسية الجيبوتية قد أثبتت خلال المرحلة الماضية قدرتها على السير بثبات ورؤية واضحة وحافظت على مصالح الوطن التي لها الأسبقية دائماً في المتحركات وفي ذات الوقت لم تقعد القرفصاء لترصد حركة الآخرين من حولها دون أن يكون لها مساهمة فيما يتعلق بمصالح جيبوتي وحماية أمنها والتعاطي مع السياسات الدولية المتعلقة بترتيب شؤون المنطقة ومستقبلها سيما وأنها تدرك الموقع الاستراتيجي الذي تتواجد فيه والذي يكسيها مكانة ودوراً أكبر اً هي من مدركات السياسة الجيبوتية وبعبارة أخرى فإن مصالح جيبوتي الاقتصادية وأمنها القومي ستظل دائماً تمثل البعد الإستراتيجي في أداء الدبلوماسية الجيبوتية كما أن إعادة قراءة ما هو متغير في جوانب تلك المصالح من حين لآخر في ظل المعطيات الدولية والمستجدات الإقليمية يصبح أمرا ضروريا لتجديد أداء الدبلوماسية الجيبوتية وزاداً لابد منه لمواصلة العمل بصيانة تلك المصالح والتعبير عنها ويأتي هذا التوسع في التمثيل الدبلوماسي لبلادنا تجسيدا لهذه الرؤية ما يسمح لبلادنا بالحضور والبروز في الساحة الإقليمية والدولية كبلد له مكانته ودوره المهم،وللوقوف علي تجليات هذه الحركة الدبلوماسية الفاعلة التي تشق طريقها في كل الاتجاهات واستشراف آفاقها نستضيف عددا من السفراء الجدد علي مائدة حوار يلامس الكثير من القضايا، المرتبطة بالعلاقات الثنائية، وكانت الانطلاقة مع السفيرين محمد ظهر حرسي ومحمد علي عيسى وفيما يلي نص الحوار:-
القرن / تستند العلاقة الجيبوتية اليمنية على روابط تاريخية وجغرافية وثقافية وقومية ودينية إضافة إلى وشائج القربي فكيف ترجمت الدبلوماسية في البلدين الشقيقين هذه العلاقة في إطار التعاون الثنائي والشراكة الحقيقية؟
السفير / إن العلاقة بين جيبوتي واليمن "هي علاقة أبدية" والعلاقة الأبدية تمتد في التاريخ إلى النهاية وتضع على عواتقنا مسؤولية رعايتها والاعتناء بها وتنميتها ،وأود أن أضيف أن هذه العلاقة الأبدية علاقة حميمة بين شعبين وبلدين شقيقين تربطهما مصالح إستراتيجية مشتركة يلعب فيها الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلدين والعقيدة الواحدة وروابط القربى بين الشعبين،إضافة إلى العادات والتقاليد والتاريخ المشترك دوراً محورياً وهاماً في جعل هذه العلاقة الثنائية علاقة شراكة قائمة على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة وتعمل دوماً على خلق رؤية مشتركة إزاء القضايا الإقليمية والدولية ولعل العلاقة الأخوية الحميمة بين القائدين وبين مختلف المستويات القيادية في البلدين هي أكثر ترجمة لهذه العوامل السابقة أثناء أداء الدبلوماسية الجيبوتية للمهام المناط بها والتي تعتبر هذه العلاقة النموذجية بين قيادتي البلدين ومختلف الأوساط القيادية دليلاً ودافعاً لتنمية وتطوير هذه العلاقة.
القرن/تتميز العلاقات الجيبوتية اليمنية بهذا التلاحم والتمازج الاجتماعي فيكيف يمكن استثمار هذا التميز في الارتقاء أكثر بالعلاقات بين البلدين؟
السفير / تتميز العلاقات الجيبوتية اليمنية بعدد من المميزات المشتركة أهمها التوجه المشترك لدى القيادتين السياسية نحو تحقيق الاستقرار والدفع بمجالات التنمية بالبلدين إضافة إلى ما تتصف به هذه العلاقة من خصوصية فأنت عندما تستعرض علاقات بلدين جارين عربيين إسلاميين تجمعهما علاقات متميزة فبلا أدنى شك سوف تستوقفك متانة العلاقات بينهما وربما لا أبالغ إذا أشرت إلى أن المنظور لمختلف القضايا العربية والإسلامية والإقليمية يكاد يكون متطابقاً وانعكاسات مثل هذا التطابق بلا شك سيكون من ثماره خدمة التنمية والاستقرار في المنطقة والارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين بشكل يخدم مصلحتيهما ومصلحة شعبيهما .
القرن / ما هي أولوياتكم سعادة السفير في سبيل تطوير العلاقات بحيث تلامس تطلعات الشعبين الشقيقين؟
السفير / تولي جمهورية جيبوتي للعلاقة بالجمهورية اليمنية الشقيقة أهمية كبيرة في مختلف المجالات ومن أهم الأولويات في سبيل تطوير هذه العلاقة هو التركيز والاهتمام بالمجالات التي كما ذكرتم تلامس تطلعات الشعبين الشقيقين في زيادة التعاون في مجال التربية والتعليم وكذا مجال التعليم العالي والقضاء والنقل والصحة والتعليم الفني والاتصالات وحماية البيئة...إلخ وتفعيل اتفاقيات التعاون المختلفة القائمة في هذه المجالات وتجديد بعض اتفاقيات التعاون التي أصبحت منتهية وهي مجالات تلامس احتياجات وتطلعات الشعبين الشقيقين.
وجميع ما لدينا من رؤى منطلقة من توجيهات رئيس الجمهورية لتعزيز العلاقات يعتبر الأولوية.
القرن / شهدت مسيرة التعاون في الساحة التعليمية مزيداً من التطور ،فكيف تنظرون إلى ما تم إنجازه في هذا الاتجاه وما هي الآفاق التي تتطلعون إليها؟
السفير / إن المتتبع للتعاون بين البلدين في حقولٍ شتى يرى الزيادة المضطردة بالتطور والتحسن والارتقاء للأفضل وليس ذلك وليد الأمس القريب فمنذ سنوات والتعاون قائم على قدم وساق ونعتبر أن التعاون بين بلدينا الشقيقين في مجال التعليم هو من أهم وأبرز المجالات التي استطعنا تحقيق نتائج إيجابية ملموسة بشكل مرضي نسبياً وذلك بفضل تعاون قيادات وزارتي التعليم في البلدين وجهودهما المخلصة والتي نأمل معاً تحقيق تعاون أوسع فيها كماً وكيفاً إضافة إلى أننا نتطلع إلى أن تشهد الفترة القادمة تعاوناًً أوسع في مجال التدريب المهني والفني وبما يحقق فائدة مشتركة لقطاع التعليم والتدريب المهني في البلدين. وإن هذا النجاح يدفعنا لتوسيع العلاقة في مجال الدراسات الجامعية والعليا عن طريق اتخاذ خطوات أوسع لخلق تعاون بين جامعة جيبوتي بأقسامها المختلفة مع جامعة صنعاء وبقية الجامعات الحكومية الأخرى.
القرن/ سعادة السفير وصلنا معكم بالحوار إلي مشارف الختام فماذا تود أن تقول؟
السفير / أنتهز هذه السانحة لأتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله علي ثقته الكريمة وأتعهد بترجمة توجيهات فخامته والعمل علي تطوير العلاقات والدفع بها إلى التقدم لما يخدم مصلحة بلدينا وشعبينا والبناء علي جهد ونشاط زملاء الذين سبقوني في هذا الموقع.
والشكر موصول لمختلف القيادات الذين وجدت منهم كل التعاون والمساندة وعلي رأسهم دولة رئيس الوزراء السيد/دليتا محمد دليتا ومعالي وزير الخارجية والتعاون الدولي السيد/ محمود علي يوسف وكذلك سعادة السفير اليمني الأستاذ/محمد عبد الله حجر الذي وجدته نعم المعين وخير من يمثل اليمن في جيبوتي وسعادة الأستاذ سهل اسماعيل نور سفير جيبوتي لدى اليمن وأمنياتي للعلاقات الجيبوتية اليمنية باستمرار التطور والازدهار وللشعبين الشقيقين المزيد من السعادة والرخاء.
السفير ظهر في سطور
ولد في 10/5/1967بمدينة دخل، متزوج وأب لثلاثة أطفال، وهو حاصل على شهادة الليسانس من الأزهر الشريف، تخصص الصحافة والإعلام، وشهادة الماجستير من جامعة ليون الثانية بفرنسا، تخصص الأدب الحديث. وعمل مدرسا بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، ومديرا تجاريا لمركز وابري للتجارة بدبي، وأمينا لمكتبة المركز الثقافي والإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في بروكسل، ومساعدا لمدير الإذاعة والتلفزيون الجيبوتي، ومدير ا بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأمينا عاما لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ومستشارا لرئيس الوزراء.
ويجيد العربية والفرنسية والإنجليزية والهولندية.


أجري الحوارين /
جمال أحمد ديني