في البداية لابد من التنويه بأن أداء الدبلوماسية الجيبوتية قد أثبتت خلال المرحلة الماضية قدرتها على السير بثبات ورؤية واضحة وحافظت على مصالح الوطن التي لها الأسبقية دائماً في المتحركات وفي ذات الوقت لم تقعد القرفصاء لترصد حركة الآخرين من حولها دون أن يكون لها مساهمة فيما يتعلق بمصالح جيبوتي وحماية أمنها والتعاطي مع السياسات الدولية المتعلقة بترتيب شؤون المنطقة ومستقبلها سيما وأنها تدرك الموقع الاستراتيجي الذي تتواجد فيه والذي يكسيها مكانة ودوراً أكبراً هي من مدركات السياسة الجيبوتية وبعبارة أخرى فإن مصالح جيبوتي الاقتصادية وأمنها القومي ستظل دائماً تمثل البعد الإستراتيجي في أداء الدبلوماسية الجيبوتية كما أن إعادة قراءة ما هو متغير في جوانب تلك المصالح من حين لآخر في ظل المعطيات الدولية والمستجدات الإقليمية يصبح أمرا ضروريا لتجديد أداء الدبلوماسية الجيبوتية وزاداً لابد منه لمواصلة العمل بصيانة تلك المصالح والتعبير عنها ويأتي هذا التوسع في التمثيل الدبلوماسي لبلادنا تجسيدا لهذه الرؤية ما يسمح لبلادنا بالحضور والبروز في الساحة الإقليمية والدولية كبلد له مكانته ودوره المهم،وللوقوف علي تجليات هذه الحركة الدبلوماسية الفاعلة التي تشق طريقها في كل الاتجاهات واستشراف آفاقها نواصل استضافتنا لمجموعة من السفراء الجدد علي مائدة حوار يلامس الكثير من القضايا، المرتبطة بالعلاقات الثنائية، وفيما يلي نقدم الحوار الذي اجريناه مع السيد / آدن محمد دليتا أول سفير لجمهورية جيبوتي لدى ألمانيا:-
القرن / ماذا تقول عن العلاقات الثنائية الجيبوتية الألمانية ؟
السفير / إن العلاقات الثنائية بين جيبوتي وألمانيا علي المستوي السياسي قديمة كما تربطنا بهذا البلد الصديق علاقات تعاون كبيرة ومهمة في مختلف المجالات وهنالك دعم كبير تقدمه ألمانيا لبلادنا في مجالات عديدة ولكن ما يميز الدعم الألماني هو أنه يتم بعيدا عن الإعلام والكاميرا هذه الدولة الصديقة تدعم بسخاء وصدق وصمت دون أن يكون لها أي ترويج إعلامي لما تقوم به من دعم كما أن جيبوتي بالنسبة لها تعتبر البلد الأول الذي تتمر كز فيه قواتها خارج بلادها ومن محاسن الصدف أن تزامن تعييني مع الإعداد لخطة تعاون لخمس سنوات قادمة التي لاحظنا فيها استشراف آفاق مستقبل أفضل لعلاقات البلدين .
القرن /كيف تقرؤون هذا التوسيع للتمثيل الدبلوماسي غير المسبوق لبلادنا ؟
السفير / إن سياسة الانفتاح والتحديث التي يقودها رئيس الجمهورية وإرساء قواعد الدبلوماسية النشطة التي وضع لها مرتكزات لتعزيز وتوسيع العلاقات الدبلوماسية على الصعيد الإقليمي والدولي،والتي أسست لتحولات جوهرية لعلاقات جيبوتي الدولية وهي الدافع الأكبر لهذا التوسع الكبير في التمثيل الدبلوماسي لجيبوتي الذي سمح لبلادنا بالحضور والبروز في الساحة الإقليمية والدولية كبلد له مكانته ودوره المهم، وقد تجسد هذا الأمر أكثر في افتتاح سفارة جديدة في ألمانيا. وسفارات أخري جديدة في كل من روسيا والكويت وجنوب إفريقيا والمغرب وأنا كأول سفير لبلادي في ألمانيا معني بالارتقاء بهذه العلاقة وأعتبر ثقة الرئيس بي مسؤولية كبيرة تدفعني إلى بذل جهود كبيرة لدفع علاقات البلدين إلى آفاق أرحب ولأن فرص وإمكانيات التعاون بين البلدين كبير ة ويمكن أن تغطي مجالات واسعة.فإنها تحتاج إلي اهتمام كبير وعمل دؤوب.
القرن / ما هي أولوياتكم سعادة السفير في سبيل تطوير علاقات البلدين؟
السفير / جميع ما لدينا من تصورات منطلقة من التوجيهات الكريمة لفخامة رئيس الجمهورية لتعزيز العلاقات تعتبر من الأولويات التي سنعمل جاهدين من أجل تجسيمها واستثمارها في تحقيق المصالح الحيوية لبلادنا بتعزيز علاقات التعاون الثنائي وتحقيق الشراكة والتكامل وإبراز أهمية بلادنا ودورها في الإقليم علي مختلف الأصعدة وكذلك إظهار عوامل الجذب السياحي والفرص الاستثمارية المتاحة في بلادنا وخدمة مواطنينا ورعاية مصالحهم ونقل التكنولوجيا الحديثة المتوفرة لدي ألمانيا التي تعتبر أقوي قوة صناعية واقتصادية حاليا في أوروبا وهذا ما سيتم التركيز عليه في المرحلة المقبلة ونتطلع أن تشهد الفترة القادمة أيضا تعاونًا في مجال التعليم الفني والتدريب المهني وهو المجال الذي يلامس أكثر احتياجات بلادنا في دفع عجلة النهوض التي تقودها والارتقاء بقدرات مواردنا البشرية المعول عليها في تحقيق التقدم الذي نصبو إليه.
القرن/نصل بكم سعادة السفير إلى مرافئ الختام فماذا تود أن تقول؟
السفير/ أنتهز هذه السانحة لأتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية السيد / إسماعيل عمر جيلة علي ثقته الكريمة التي نعتز بها والتعهد بترجمة توجيهات فخامته بالتحرك الفاعل والجهود الحثيثة في سبيل الارتقاء بعلاقات البلدين الصديقين ، كما أود أن أشكر دولة رئيس الوزراء السيد/ دليتا محمد دليتا وأعضاء حكومته، على ثقتهم ودعمهم لجهودنا وأتمنى التوفيق والنجاح لجميع الزملاء ، وأتمنى لبلادنا أن تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو مزيد من التقدم والازدهار، وأمنياتي للعلاقات الجيبوتية الألمانية بالتطور والازدهار كما لا يفوتني أن أشكر أسرة جريدة القرن على إتاحتهم لي هذه الفرصة.
السفير آدن محمد دليتا في سطور
ولد في 16/2/1962 بمدينة تجوره ، متزوج وأب لأربعة أطفال، وهو حاصل على شهادة الدبلوم من المدرسة العليا الدولية ، ثم نال مؤهلات علمية أخرى من المعهد العالي للدراسات الدولية ( باريس 2 - سوربون)، كما حصل عام 1985 على دبلوم من المركز الدراسات التحضيرية للمنظمات الدولية.
تولى مسؤوليات مختلفة قبل تعيينه سفيرا لجمهورية جيبوتي لدى جمهورية ألمانيا الفدرالية، المستشار الأول في السفارة الجيبوتية في الهند، ومدير مستشفى بلتييه العام ، ومسوؤل برنامج منظمة اليونسيف في جيبوتي، ومنسق أنشطة الجمعية الوطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وهي إحدى الجمعيات الأهلية الجيبوتية.



أجرى الحوار /
جمال أحمد ديني