في إطار مواكبة تجليات الحدث العالمي الأبرز المتمثل بالطلب الفلسطيني بالعضوية الكاملة لدولتهم في الأمم المتحدة رغم كل الضغوطات والتهديدات لثنيهم والذي يعد تحولا تاريخيا في مسار القضية الفلسطينية وللوقوف التحديات والاستحقاقات المتعلقة بهذا المسعى والمطلب العادل والخيارات المتاحة التقينا بسفير دولة فلسطين في جيبوتي السيد/ كامل قزاز وأجرينا معه هذا الحوار:-
القرن / في ظل التهديدات المستمرة من قبل الولايات المتحدة باستخدم الفيتو في مجلس الأمن ضد الإعتراف بالدولة الفلسطينة ما هو الخيار أمام الفلسطينين ؟
السفير / سنستمر في سعينا الحثيث بإرادة قوية وتصميم أكبر في اللجوء إلى مجلس الأمن وإلى الجمعية العامة التي نحظى فيها بدعم 132 دولة والمجتمع الدولي يقف مع عدالة قضيتنا والرأي العام العالمي يؤيد موقفنا هذا ولن يثنينا الفيتو الأمريكي ولا تهديدات إسرائيل ولن نتراجع عن موقفنا الذي يحظى بأكبر إجماع رسمي وشعبي في الداخل والشتات الفلسطيني .
القرن / وما الذي سيمنحه اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة للفلسطينيين ؟
السفير / عندما يتم الإعتراف بالدولة الفلسطينة سيتم الحديث مع الإسرائيليين من موقع دولة فلسطينية وليس سلطة أوشعبا تحت الإحتلال وعندما نصبح دولة على الخارطة السياسية سيكون بمقدورنا كدولة فلسطينية متابعة ومقاضاة ومطاردة إسرائيل على كل إنتها كاتها في المحاكم الدولية . ومايرعب إسرائيل هو هذا التحرك والتوجه إلى محكمة العدل الدولية واحتلالها الذي دام كل هذه العقود وجرائمها الوحشية من هدم للأراضي والتهجير والقتل والتنكيل وبناء جدار الفصل العنصري والدولة هي التي ستفتح لنا المجال أمام العالم من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية.
القرن / كيف وجدتم أصداء خطاب الرئيس الفلسطيني السيد/ محمود عباس أبومازن في الجمعية العامة ؟
السفير / لقد كان خطاب فخامة الرئيس محمود عباس أبومازن في الجمعية العامة خطابا تاريخيا واقعيا وحاسما حمل تصوراً واضحا للدولة الفلسطينية في حدود عام 1967 بارادة فلسطينية لإنهاء الصراع وشرحا لمعاناة 64 عاما من الإحتلال والتهجير واللجوء والصراع . نعم إنه كان خطابا واضحاً جريئاً ومتزنا جعل أمريكا واسرائيل في مواجهة الرأي العام الدولي والعربي وخاصة في ظل مايشهد الشارع العربي من تحولات تاريخية فيما يطلق عليه الربيع العربي والذي لن يستثنى أحداً في المنطقة وهذا هو ما تخشى مواجهته أمريكا وإسرائيل لأنها تعرف أن هذا الربيع العربي هو لصالح القضية الفلسطينية التي تمثل القضية المركزية لكل الشعوب العربية والرغبةفي إنهاء هذا الإحتلال الذي دام 64 عام تعتبر القاسم المشترك بين كل الشعوب العربية الثائرة .
القرن / ماهي توقعاتكم حول ردة الفعل العربية حيال هذا التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ؟
السفير / إن الشعب الفلسطيني هوالشعب الوحيد في العالم الذي لا زال محتلا أمام أعين العالم وعلى مرأى ومسمع الولايات المتحدة راعية عملية السلام التي لم تجلب للشعب الفلسطيني لا السلام ولا الحقوق . وأن هذا التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالتأكيد سيؤدي في ظل كل هذه المتغيرات إلى الوقوف العربي الحازم أمام المصالح الأمريكية في المنطقة التي تحررت فيها الشعوب عن الأرتهان والتبعية وقادرة على قول لا لأمريكا التي تقف في وجه حق الشعب الفلسطيني الذي أجبر على ترك منازلهم وقراهم وتم تشتيتهم في المنافي والمخيمات يحملون ذكرياتهم وأحزانهم ومفاتيح بيوتهم خلال النكبة 1948.
القرن / هل تعتقدون أن عدم الإعتراف بالدولة الفلسطينية سيترك فرصة للمفاوضات أوالسلام ؟
السفير / إنه في حال عدم الإعتراف بالدولة الفلسطينية الآن حسبما قدم للأمين العام للأمم المتحدة والذي سيتم بحثه خلال أيام لن تكون هناك أي فرص للسلام وهذا سيؤدي إلى حل السلطة وإنهاء إتفاقيات أوسلو وإلى طرح خيارات جديدة من بينها المقاومة الشعبية السلمية .الموقف الفلسطيني واضح نريد تحقق السلام في المنطقة نريد دولة فلسطنية ولا نريد إستمرار هذه المفاوضات العبثية بدون مرجعيات وبدون سقف زمني .
القرن / رغم الضعوطات الهائلة التي واجهتهها القيادة الفلسطينية لأثنائها عن طلب الإعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة مضى الفلسطينيون بعزم وتصميم في توجههم وطلب عضوية كاملة للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة فكيف يمكن أن نحكم على هذه الخطوة في ظل كل هذه المعطيات ؟
السفير / لقد كانت خطوة الرئيس محمود عباس خطوة شجاعة وكان يجب أن يقدم عليها وأن إرادة وموقف الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تجهد بفيتو أمريكي وسنتدم أمريكا بتلويحها بالفيتو ووقوفها في وجه حقوقنا ومطالبنا وأعدل قضية على وجه الأرض وهنا ينبغي أن نذكر بأننا منذ 63 عاما ونحن تحت الإحتلال ومند 20 عاما ونحن نتفاوض مع الإسرائيليين منذ إتفاق أوسلو الذي دخل بموجبه الرئيس الشهيد ياسر عرفات على أن تقام الدولة الفلسطينية بعد خمس سنوات من دخوله ولم يتحقق هذا واستشهد الرئيس القائد الشهيد أبو عمار ولا زال الإسرائيليون يستمرون في بناء المستوطنيات ويقتضمون الأراض ويبنون جدار الفصل حتى أصبحت فلسطين عبارة عن كانتونات في ظل كل هذا التعنت الإسرائيلي حتى القيادة الفلسطينية لا تستطيع الخروج من رام الله إلا بتصريح إسرائيلي والرئيس الفلسطيني لا يستطيع الخروج إلا بموافقة إسرائيلية وكل هذا يحدث في ظل المبادرة العربية واللجنة الرباعية وفي ظل قرارات الشرعية الدولية واستمرار الإحتلال 63عام والمستوطنات والجدار مالذي كان ينبغي علينا فعله غير هذه الخطوة عند ما لم نجد أمامنا سوى مفاوضات عقيمة برعاية وسيط منحاز والتي لم تكن مجدية .
القرن/ كيف تنظرون إلى مبادرات الوقت بدل الضائع للرباعية الدولية ؟
السفير/ ن بيان اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط حول استئناف المفاوضات يتجاهل قرارات الشرعية الدولية والوقف التام للاستيطان. ويهدف إلى قطع الطريق على التطور السياسي الهام الذي جرى بتقديم طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة والتأييد الدولي الكبير الذي حظي به ذلك وهي محاولة جديدة لجر الطرف الفلسطيني للمفاوضات العقيمة والضارة على أساس الموافقة العملية على شروط نتنياهو .
القرن / ماهو تقييمكم لخطاب نتنياهو في الجمعية العامة ؟
السفير/ خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مليء بالمراوغة والأكاذيب والانتقائية في التعامل مع الحقائق والتطورات التاريخية.ومحاولة للتملص عبر الادعاء الزائف بأنه يريد المفاوضات. ويبدو أن الإسرائيليين ما زالوا يعتقدون أن هناك فرصة لممارسة اللعبة القديمة، لكن العالم سيحكم بين من يريد سلاما عادلا ومن ينكر حقائق التاريخ والتطورات. ومحاولة يائسة لتحويل الاحتلال التاريخي إلى ضحية إلا أنه ليس بمقدوره التأثير في التضامن العالمي المتصاعد مع شعبنا وقضيتنا العادلة وهذا كان في عدم حدوث أي تفاعل في القاعة مع خطابه.
القرن / نصل بكم سعادة السفير إلى مرافى الختام فماذا تود أن تضيف ؟
السفير/ لابد من الإشارة إلى مواقف بعض الدول الشقيقة والصديقة، الذين كانوا ولازالوا دائماً معنا وداعمين لنا لنيل حقوقنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فقد كان لفخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله موقفاً رائعاً ومميزاً لوقوفه دائماً إلى جانب عدالة قضيتنا فلسطين وللرعاية التي تقدمها جيبوتي الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً لفلسطين ولسفارة دولة فلسطين والدول لا تقاس بأحجامها وإنما بمواقفها الثابتة والشجاعة.
نهنئكم يا فخامة الرئيس ونتمنى لفخامتكم موفور الصحة ولجمهورية جيبوتي التقدم والازدهار.

اجرى الحوار / جمال أحمد ديني