لا يختلف إثنان علي أن أهم ما يجب التركيز عليه من أجل دفع عجلة التنمية بوتيرة متسارعة تسمح للبلد بمعانقة أحلامه هو التعليم الذي كان بحاجة من أجل تحقيق مزيد من النهوض إلى أن يتم الفصل بين التربية والتعليم - والتعليم العالي والبحث العلمي ولا صيما في هذه المرحلة التي نقبل فيها على افتتاح مجمع جامعي يتسع لأكثر من 10000 طالب وإطلاق مشروع نهضة بحاجة إلي إحداث نقلة في التعليم الوطني والذي لا يمكن تحقيقها في ظل تكريس الواقع السابق ولذلك كانت مسألة استحداث وزارة مستقلة للتعليم العالي والبحث العلمي إلى جانب وزارة التربية والتعليم خطوة متقدمة والتوزير فيها شخصين أكاديميين يسبق اسم كل واحد منهما حرف الدال ومشهود لهما بالمهنية والكفاءة مؤشر آخر على السير في الاتجاه الصحيح وللوقوف علي أهمية هذه الخطوة وتجلياتها واستعراض السياسات الجديدة للتعليم العالي والتي يتمثل هدفها المحوري في الارتقاء بمستوى التعليم العالي وتحسين نوعيته.وقضايا أخرى ذات صلة بالتعليم من أبرزها المنح الدراسية والتوفيق بين التأهيل المهني واحتياجات سوق العمل.التقينا بوزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور/ نبيل محمد أحمد وأجرينا معه هذا الحوار:-
القرن /استحداث وزارة للتعليم العالي والبحث العلمي والدور المناط بها.
الوزير/ أولا أنا أعتقد بأن أي دولة تسعى لتنمية حقيقة مستدامة يتوجب عليها أن تخطو هذه الخطوة، وهناك دول سبقتنا إلى هذه التجربة وأثبتت أهمية هكذا خطوة. وإيماناً من رئيس الجمهورية بضرورة هذا التوجه وعلى الرغم من محدودية الموارد المالية في بلادنا إلا أننا استحدثنا هذه الوزارة في بلادنا وبعد أربعة وثلاثين عاماً على استقلالنا فإنه ينقصنا وجود أصحاب الكفاءات والتخصصات في المجال التقني والمهني مما يشكل عقبة أمام التنمية ونسعى إلى التغلب عليها وهذا ما تركز عليه السياسات الجديدة للتعليم العالي.
القرن/ أهم التخصصات والمجالات العلمية التي تنوون التركيز عليها في المرحلة المقبلة، والإمكانيات المتوفرة لذلك؟
السيد الوزير/ نحن اليوم في جيبوتي وفي الوزارة لدينا توجه عام يتمثل في التركيز على التخصصات التي تحتاجها عملية التنمية ويطلبها سوق العمل من التخصصات والأيدي العاملة. وعلى سبيل المثال فنحن بحاجة إلى أصحاب التخصصات في مجالات، الهندسة المدنية، ومجال الموارد المائية والطاقة، والمحاسبة، والطبوغرافيا. وفي سبيل تحقيق ذلك التوجه وبالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وخاصة اليمن والسودان والمغرب التي وفرت لنا منحاًت دراسية، كما أن جمهورية الكاميرون وفرت لنا منحاً جامعية في مجال المحاسبة والإحصاءات والطبوغرافيا.
كما أني أنوي وفي ذات السياق أن أقوم بزيارات في القريب العاجل إلى دول أخرى وخاصة الدول العربية الشقيقة كالمملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، بالإضافة إلى دول صديقة أخرى كالهند والصين وفرنسا التي تربطنا بها اتفاقيات قديمة في مجال التعاون العلمي، نسعى إلى تعزيزها.
القرن / هناك مشاكل تتعلق بالمنح ومحدودية التخصصات التي لا تتواءم مع متطلبات سوق العمل ؟
السيد الوزير/ أنا أعتقد بشكل مبدئي أن مسألة تحديد التخصصات إضافة إلى ارتباطها بنسب النجاح المئوية التي يحققها الطالب فإنها تتعلق أيضاً بحاجاتنا بما يلبي متطلبات سوق العمل وحاجات التنمية والنهوض ببلادنا، وهناك تفهم من قبل الدول التي تربطنا بها بروتوكولات التعاون في مجال التعليم، كما أن هناك جانباً يتعلق بالطالب من حيث ميوله ووعيه بأهمية وضرورة أن يكون اختياره لتخصص ما منطلقاً من تلك الاعتبارات حتى لا يتحول ذلك الطالب إلى مشروع بطالة بسبب اختياره تخصصاً يصعب معه استيعابه في سوق العمل.
القرن / ما أنجزتموه حتى الآن، وما تطمحون إلى إنجازه في المستقبل.
السيد الوزير/ أما فيما يتعلق بما تم إنجازه فأستطيع أن أقول أنه وفي هذه الفترة القصيرة جداً، استطعنا إيجاد الحلول للمشاكل والعقبات التي واجهتنا في مشروع المقر الجديد لجامعة جيبوتي، فبعد لقائي مع السيد/ رئيس الجمهورية وبتوجيه منه استطعنا علي حل المشاكل المالية ، وقد تعاقدنا مع شركة كورية، بعد أن تم رصد ميزانية كبيرة لهذا الغرض بحيث نرفع الطاقة الاستيعابية للجامعة لنصل إلى 000ر10 عشرة آلاف طالب وطالبة كحد أدنى لينطلق العمل في إنجاز المشروع بداية العام الجامعي. يعني أننا حلينا المشاكل المتعلقة بانجاز مشروع المقر الجديد لجامع جيبوتي ومن جهة أخرى كان لدينا مشاكل في المنح من جانب الإجراءات يعني التأشيرات واستطعنا حلها، وقد سافر أغلبية الطلاب بالفعل والحمد لله.
وقد وصل عدد المنح الدراسية الجامعية التي حصلنا عليها لهذا العام 143 أما منح الدراسات العليا فقد بلغت 126 بالإضافة إلي 13 منحة من رئيس الجمهرية المخصصة للمتفوقين وفي ذات الصدد قمنا وبالتنسيق مع أسر الطلاب بلقاءات توعوية لهم حتى يكونوا خير سفراء لبلادنا ويحققوا أفضل النتائج.
أما في مجال البحث العلمي والدراسات فنحن نحرص على خلق تخصصات ومجالات بحث علمية جديدة ونسعي إلي أن تحقق بلادنا فيها إنجازات.كبيرة
كلمة أخيرة تودون قولها في هذا الحوار؟
السيد الوزير/ أولاً أريد أن أشكر السيد الرئيس على الاهتمام الكبير الذي يوليه للتعليم بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاص إدراكاً منه لأهمية التعليم في نهضة الشعوب وبناء الدول، كما أود أن أوجه كلمة لأخواني الطلبة أحثهم فيها على ضرورة وعيهم بالمسئولية الملقاة على عاتقهم والآمال التي نعقدها عليهم في نهضة هذا البلد وعليهم أن يتذكروا كل الإمكانات التي بذلناها في سبيل أن يدرسوا ويواصلوا تعليمهم برغم الصعوبات المالية وقلة الموارد التي تواجه البلد كما أريد أن أشكركم لإتاحة هذه الفرصة.

أجري الحوار /
جمال أحمد ديني