إن مرحلة رياض الأطفال مرحلة تعليمية هادفة لا تقل أهمية عن المراحل التعليمية الأخرى كما أنها مرحلة تربوية متميزة، وقائمة بذاتها لها فلسفتها التربوية وأهدافها السلوكية وسيكولوجيتها التعليمية والتعلمية الخاصة بها، وترتكز أهدافها على احترام ذاتية الأطفال وفرديتهم واستثارة تفكيرهم الإبداعي المستقل وتشجيعهم على التغير دون خوف ويتطلب تحقيق هذه الغاية توفير مختلف الخبرات والتجارب التي تخدم الطفل وتكسبه الخبرة اللازمة وتعمل على تنميته في مختلف مجالات النمو والاعتناء بمشرفات رياض الأطفال وتحسين أدائهن المهني وعمل دورات تدريبية لهن وتحسين قدراتهن بشكل يتماشى مع طبيعة رسالتهن في بناء اللبنات الأولى في حياة الأجيال القادمة وفي هذا السياق تأتي هذه الدورة التدريبية لمشرفات رياض الأطفال التي اختتمت أعمالها أمس الأربعاء وللوقوف علي أهمية هذه الدورة وأهدافها ودور مرحلة رياض الأطفال التقينا الخبير التربوي لمنظمة بانكير ومنشط الدورة الاستاذ /يوسف فتح الرحمن وأجرينا معه هذا الحوار:-
القرن/ما الأهمية التي تكتسيها هذه الدورة ؟
الخبير/ يمثل الاهتمام بتربية الطفل ورعايته منذ مرحلة الطفولة الباكرة واحداً من أهم المعايير التي يمكن أن يقاس بها تقدم أي مجتمع ومدى تطوره ، كما أن رعاية الأطفال وتربيتهم هو إعداد لمواجهة التحديات الحضارية التي تفرضها حتمية التطور والتغير الاجتماعي وباعتبار هذه المرحلة فترة تكوينية حاسمة في حياة الإنسان يصبح مشرفات رياض الأطفال مهنة غاية في الحساسية و تحتاج إلى خصائص شخصية و تدريب و تأهيل معين و دقيق وهذه هي الغاية التي نؤسس لها من خلال هذه الدورة و من هنا تنبع أهمية هذه الدورة التدريبية.
القرن/ حول ماذا تتمحور الأهداف التي تسعي الدورة لتحقيقها وما المواضيع التي أثارتها ؟
الخبير/ إن هذه التي جاءت كمبادرة من منظمة بانكير علي خلفية زيارتنا المتكررة لجيبوتي والتي لمسنا من خلالها حاجة مشرفات رياض الاطفال لدورات تأهيلية وبناؤا علي المقترح الذي قدمناه بهذا الخصوص تم تنظيم هذه الدورة التي تعتبر الأولى من نوعها و وتتمحور أهدافها حول :
تدريب المعلمات على الطرق الحديثة، رفع كفاءة المعلمات في الأداء المهني والتربوي، التعرف على السبل العلمية في بناء شخصية الطفل المسلم المتكامل، وتدريب المعلمات على التطبيق السليم للمناهج العلمية في تعليم مبادئ اللغة العربية والتربية الإسلامية.
كما غطت هذه الدورة التي استمرت أربعة أيام العديد من المواضيع من بينها الفرق بين الطفل والراشد، وما هي مرحلة الطفولة المبكرة وخصائصها، خصائص التعليم والتعلم في تربية الطفل ما قبل المدرسة، توجيهات لمشرفات رياض الأطفال وكيفية إدارتهم، ما هومنهج الروضة، وما هو طرق التدريس فيه.
القرن/ كيف تقيمون مستوي الاهتمام والعناية برياض الأطفال ؟
الخبير/ هنالك إشكالية كبيرة تتعلق بالتركيز على التعليم العالي أو المتوسط دون إيلاء كبير الاهتمام لمرحلة التعليم الأولية ورياض الأطفال وهذا الأمر هو ما أدى إلى تدنى المستويات فالطفل لو كان في الأساس قد تعلم تعلما صحيحا يفتح مداركه لأصبحت النتيجة مغايرة لما هي عليه الآن والمسألة الثانية هي أنه ينبغي أن يصب اهتمامنا على كيفية إنتاج مبد عين وليس متعلمين فقط لأننا نعاني من أزمة إبداع وليس تعلم ثم أن هناك مشكلة أخرى اتضحت لي بعد استطلاعي مع الدارسات تتمثل في تحول الروضة نفسها إلى مدرسة وهذا أمر ليس سليما لأن الروضة هي مجال للتعليم الحركي والرياضة وللأسف أن الاهتمام باللعب والنشاط معدوم في رياضنا وكذلك الأمر بالنسبة لعملية التنسيق التي ينبغي توفرها بين الروضة والمدرسة وبينهما والبيت والتي تكاد تكون معدومة هي الأخرى ولهذا وذلك فنحن من أجل النهوض بالتعليم فنحن بحاجة إلى ثورة تعليمية تبدأ بالروضة ولا تنتهي بالتعليم العالي ولابد أن تحتل عملية التدريب والتأهيل الجيد للمشرفات على رياض الأطفال قلب هذه الثورة مع الإدراك السليم بأن الروضة ليس مكانا للتعليم بقدر كونها مكانا لاكتسـاب الخبرات ومكان للتأهيل للمدرسة .

أجري الحوار /
جمال أحمد ديني