إن علمية التدريس عملية صعبة تحتاج إلى ممارسة وخبرة عالية بجانب المعرفة و تعتبر جزءً من منهاج تحديد مسار التدريس وتكوين القائمين عليه وتوفير السبل الميسرة لتوصيل المعلومات إلى أذهان الطلبة وامتلاك قدرة إثارة فضول الطلاب في المعرفة. و مهما طورت المناهج وحسنت الوسائل ونقيت الطرق والأساليب فإنه إذا لم يصاحبها إعداد مناسب للشخص الذي يسهر على تطبيقها وهو المدرس قائد العملية التعليمية فإن هذه العملية لابد أن يكون مآلها الفشل هكذا قال الأستاذ / أحمد علي بري مستشار وزير التربية الوطنية والتدريب المهني في جزء من كلمته أمام حفل تخريج الدفعة الأولي من برنامج تدريب مدرسي اللغة العربية يوم السبت الماضي، ولأهمية هذا الموضوع وما تقوم به الوزارة من جهود أجرت جريدة القرن في هذا العدد حوارا مع الأستاذ / أحمد علي بعد أن أجرت في العدد الماضي حوارين مع كل من مدير معهد الخرطوم الدولي البروفسور/ عبد الرحيم علي محمد، والأمين العام لمنظمة العون الإنساني والتنمية الدكتور/ سراج الدين عبد الغفار باعتبارهما ضيفين عزيزين من دولة شقيقة، وفحوى الحوار مع المستشار كالتالي :
القرن/ ما هي انطباعاتكم عن تخريج أول دفعة من برنامج تدريب مدرسي اللغة العربية؟
المستشار/ لقد جرت الحفلة بشكل جيد، كما خططنا لها وأكثر ونحن سعداء بالحصاد الأول لبرنامج تدريب مدرسي اللغة العربية، أهنئ وزير التربية الوطنية والتدريب المهني الذي شرفنا برعايته للحفل وإصراره على البقاء معنا إلى نهاية الحفلة وتوزيع الشهادات على الخريجين رغم ضيق وقته وكثرة مشاغله، ونعتبر هذا الموقف تشجيعاً لنا مما يزيد حماسنا للعمل، وأتقدم بالشكر والتقدير للأساتذة الأجلاء لتعاونهم المثمر ودعمهم في هذا البرنامج المعطاء وكذلك لسعادة السفير الدكتور/ حسن عيسى الطالب سفير جمهورية السودان الشقيقة وجهوده المتميزة في إثراء هذه العلاقات المتميزة والتعاون القائم بين بلدينا الشقيقين في مختلف المجالات الحيوية وإيصالها إلى فضاء أرحب، كما أهنئ هذه الكوكبة من أبنائنا المعلمين الخريجين والحاصلين على الدبلوم الوسيط في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من معهد الخرطوم الدولي للغة العربية.
القرن/ ماذا عن واقع اللغة العربية في جيبوتي؟
المستشار/ لقد مرت اللغة العربية في جيبوتي بمراحل عديدة واجهت في بدايتها صعوبات جمة، ومع مرور سنوات بل عقود وصلت إلى مرحلة جيدة وجديدة يمكن القول بأنها في أحسن أثوابها ومع ذلك لا زلنا نصبوا ونطمح إلى الأفضل مما نحن عليه الآن، سنحقق المزيد إن شاء الله، وكما هو معروف الآن يتساوى مدرس اللغة العربية مع مدرس اللغة الفرنسية على عكس ما كان عليه الأمر سابقاً بالإضافة إلى المناهج الرسمية والشهادات الوزارية وتوظيف حاملي الشهادات العربية تماماً كإخوانهم من الحاملين للشهادات باللغة الفرنسية.
القرن/ ما تقييمكم لواقع التعاون بين وزارة التربية ومعهد الخرطوم الدولي ومنظمة العون الإنساني، ومتى كانت البداية؟ وإلى أين وصلتم؟
المستشار/ علاقتنا معهم علاقة جيدة ومثمرة وبدأت قبل ثلاثة سنوات، ويعتبر معهد الخرطوم الدولي أحد المراكز الخارجية للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،وقد وقعت الأطراف الثلاثة وهي وزارة التربية ومعهد الخرطوم الدولي ومنظمة بانكير في عام 2008 على اتفاقية بموجبها يتم تكوين المدرسين أثناء الخدمة واستمر البرنامج ثلاثة سنوات، وها نحن اليوم نقوم بتخريج الدفعة الأولى .
القرن/ كيف جاءت فكرة برنامج تدريب مدرسي اللغة العربية؟
المستشار/ باعتبار جمهورية جيبوتي عضوا في المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تقدمنا بطلب إلى المنظمة للتعاون في هذا المجال، فطلبوا منا تحديد المتطلبات والاحتياجات، وكان إصرارنا على أن يتم التعاون عبر المراكز الخارجية للمنظمة وعلى وجه الخصوص عبر معهد الخرطوم الدولي باعتباره الأقرب إلى جيبوتي، بالإضافة إلى قلة تكاليفه، كما طلبنا منهم إرسال خبراء للقيام بمسح شامل لتقييم اللغة العربية في جيبوتي ولمعرفة الاحتياجات عن قرب، وبعد نقاش مستفيض وجاد وافق المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأستاذ الدكتور/ محمد العزيز بن عاشور على الطلب وأعطى الضوء الأخضر، ووصل وفد مكون من خبيرين وهما الدكتور محمد بركة والأستاذ/ يوسف فتح الرحمن وأجريا مسحاً شاملاً وقدما تقريرهما إلى المنظمة التي بدورها وافقت على الاحتياجات التي ذكرها الخبيران في تقريرهما عن جيبوتي، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً، ونحن حقيقة في أمس الحاجة إلى وضع مناهج لمدارس اللغة العربية، وأن تكون تلك المناهج وطنية ملائمة لبيئتنا وتلبي متطلبات شبابنا وطلابنا، وتمت الموافقة على إنجاز ذلك، بالإضافة إلى تكوين المدرسين والكوادر والأطر المعنية بوضع المناهج، كما طلبنا إعارتنا أستاذين متخصصين في هذا الشأن للقيام بهذه المهمة ونتوقع تحقيق ذلك قريباً،
القرن/ إذا ما تقييمكم لبرنامج التدريب؟
المستشار/ إن التدريب يعتبر العمود الفقري للعملية التعليمية، ولا يمكن أن يوصل المدرس المعلومات إلى التلاميذ إلا إذا كان ملماً بالطرق السليمة للتدريس وإيصال المعلومات مهما كانت ثقافته أو درجة علمه، وبودنا التوسع في مجال التدريب والتكوين حتى نتمكن من ضمان جودة العملية التعليمية التي نسعى إليها.
القرن/ هل هناك شروط مطلوب توفرها في المدرس ليستفيد من هذا البرنامج؟
المستشار/ نعم، نحن نعطي الأولية للمدرسين في المرحلة الابتدائية الذين لا يزالون في الخدمة باعتبار المسألة مسألة اختصاصية ولتكون عملية تطبيقية حيث يتدرب المدرس ويطبق في نفس الوقت ما تدرب عليه على أرض الواقع، والشرط الآخر أن يكون المدرس عمل في مجال التدريس مدة لا تقل عن خمس سنوات.
القرن/ وهل هذا البرنامج خاص بالعاملين في المدارس الحكومية؟
المستشار/ لا بل يشارك فيه مدرسون من المدارس الحكومية والأهلية ولكن النسب مختلفة، وفي الختام لا يفوتني أن أجدد التهنئة للخريجين فألف ألف مبروك.كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر للأساتذة المؤطرين والمكونين والقائمين على إشراف البرنامج من الجانبين السوداني والجيبوتي.وأثمن عالياً جهود معهد الخرطوم الدولي ومنظمة بانكير السودانية، لما يقدمونه من خدمات معتبرة لصالح بلدنا في حدود الإمكانات المتاحة وشكراً لسعيكم إنه ولي التوفيق وبالإجابة جدير. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أجرت الحوار/نبيهة عبدو فارح