ترأس وزير الصحة الدكتور/ أحمد روبله عبد الله يوم أمس الأول الثلاثاء في فندق الشيراتون ندوة علمية تم خلالها استعراض تقنية جديدة مبتكرة لمكافحة الملاريا في جيبوتي بالتعاون مع شركة «Oxitec»، وذلك عبر تكنولوجيا ذاتية التحديد لناقل المرض. 

وتمت وقائع هذه الندوة بحضور مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية العقيد/ عبد الإله أحمد، وأمين عام وزارة البيئة والتنمية المستدامة السيد/ ديني عبد الله عمر، بالإضافة إلى شركاء وباحثين وطنيين ودوليين.   

على الرغم من استمرار توافر العلاج والفحوصات، شهدت جيبوتي زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالملاريا في السنوات الأخيرة. وتُعزى هذه الزيادة، وفقًا للآراء العلمية، إلى انتشـار بعوضة «الأنوفليس استيفنساي» المستوطنة في جنوب شرق آسيا، ويعتبـر هـذا النوع من البعوض ناقـلا رئيسيا للملاريا في المناطق الحضريـة، مقارنةً ببعوض أنوفليس«Anopheles arabiensis».

وتم اكتشاف بعوضة «الأنوفليس استيفنساي» لأول مرة في جيبوتي وإفريقيا بشكل عام في عام 2013، وأخذ في الإنتشار منذ ذلك الحين عبر منطقة القرن الأفريقي غربًا إلى نيجيريا، مما تسبب في تفشي الملاريا على نطاق واسع في القارة السمراء، الأمر الذي يهدد النجاحات التي تحققت خلال سنوات من التقدم في مكافحة ناقلات الأمراض. 

وتتطلب الطرق التقليدية لمكافحة ناقلات الأمراض، مثل الرش بالمبيدات داخل المباني ومواقع تكاثر البعوض، توفير تقنيات مبتكرة آمنة لصحة السكان، لذلك طلبت جمهورية جيبوتي بمبادرة من رئيس الجمهورية السيد/إسماعيل عمر جيله،  من شركة أوكسيتيك التي طورت في الولايات المتحدة والبرازيل هذه التكنولوجيا ذاتية الحد لناقل حمى الضنك، والتي توجد أيضًا في جيبوتي. 

وتم توقيع مذكرة تعاون بين جيبوتي وأوكسيتيك في عام 2021، ومنذ ذلك الحين يعمل الطرفان على تطوير برنامج أطلق عليه «البعوض الصديق لجيبوتي» أو «البعوض المتحالف في جيبوتي». 

ويقوم هذا البرنامج على التعديل الوراثي للبعوض، وذلك عن طريق إدخال جين في ذكر البعوض الذي ينقل صفة هذا الجين إلى الجيل التالي الذي تكون إناثه غير فعالة لنقل المرض. 

ويرتكز تنفيذ هذا المشروع الذي يشرف عليه مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة الدكتور/ عبد الإله أحمد، على ثلاث ركائز تتمثل في :

شركة «Oxitec»، والبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا التابع لوزارة الصحة، ومنظمة غير حكومية منخرطة في مكافحة الأمراض المنقولة عن طريق البعوض، تعمل في المشاريع الاجتماعية المتعلقة بالصحة بشكل عام والملاريا على وجه الخصوص وتمثل المجتمع المدني، وهي المسؤولة عن إجراء العمليات.