على غرار بقية دول العالم، احتفلت جمهورية جيبوتي، يوم الخميس الماضي، الموافق الـ23 من مارس الجاري، باليوم العالمي لمكافحة السل، وذلك بهدف زيادة الوعي والفهم إزاء هذا الوباء الذي يعدُّ أحد أشد الأمراض المعدية فتكاً في العالم. 

وأقيمت الفعالية المركزية للاحتفال بهذه المناسبة السنوية، في مستوصف إفتِن الطبي متعدد التخصصات، تحت شعار « نعم! يمكننا وضع حد لمرض السل»، وذلك برئاسة وزير الصحة، الدكتور/ أحمد روبله عبد الله. 

كما شهدت المناسبةُ المذكورة، حضور ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جيبوتي، السيدة/ إيما نغوان-أنوه، وممثلة منظمة الصحة العالمية، الدكتورة/ رينهيلد فان دي ويردت، إلى جانب كبار مسئولي وزارة الصحة، والكوادر الطبية العاملة في هذا المستوصف. 

ووفقا لوزارة الصحة يشكِّل اليوم العالمي لمكافحة السُّل، فرصة لا تفوت لإطلاع الجماهير على الأخطار الصحية المترتبة على هذا الوباء، بالإضافة إلى آثاره المدمرة على المجتمع والاقتصاد. 

وفي مستهل الاحتفال، قام وزير الصحة برفقة ممثلتي الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بجولة تفقدية لمختلف مرافق مستوصف إفتِن، لاسيما الأقسام المخصصة للحد من مرض السل، من قبيل قسم المختبر المزود بأحدث المعدات، وقسم الأشعة، بالإضافة إلى الشاحنة المتنقلة المخصصة لفحص السل. 

وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، أكد وزير الصحة، على الأهمية الكبيرة التي يكتسيها اليوم العالمي لمكافحة السل، والذي يصادف يوم إعلان الدكتور روبرت كوخ في عام 1882 عن اكتشافه للبكتيريا التي تسبب السل، وهو ما مهد الطريق أمام تشخيص هذا المرض وعلاجه. 

واستعرض الدكتور/ أحمد روبله عبد الله، من جهة أخرى الجهود الملموسة التي تقوم بها دائرته الوزارية في سبيل الحد من انتشار هذا الوباء، لاسيما فيما يتعلق بتزويد المرافق الصحية بالأجهزة والمعدات اللازمة لإجراء الفحوصات المخبرية وتوفير الرعاية الطبية للمصابين. 

وفي هذا الصدد، أشار وزير الصحة إلى تراجع حالات الإصابة معدل انتشار هذا الوباء في جيبوتي وبصورة تدريجية على مدار السنوات الأخيرة، ملفتا إلى أن عدد المصابين به في العام الماضي، بلغ نحو 2150 شخص. 

وأكَّد الدكتور/ أحمد روبله عبد الله، أن هذا الوباء يمكن علاجه بسهولة، في حال توفر أحدث الأخصائيين والمعدات والأجهزة الطبية والعلاج المجاني، مُثنيا على الدعم المقدَّم من الشُّركاء الماليين والفنيين. 

من جهتها، أثنت ممثلة منظمة الصحة العالمية على التعاون الوثيق القائم بين منظمتها ووزارة الصحة في جيبوتي، مشددة على حرصها على المساهمة بفعالية في مساعي وزارة الصحة للقضاء على السُّل، الذي لا يزال حتى اليوم أحد أكثر الأمراض المعدية فتكًا في العالم. 

ومن ناحيتها، أبدت ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي استعدادها لمواكبة الجهود المبذولة من قبل السلطات الصحية بالبلد، لمواجهة خطر وباء السل.

وعلى الرغم من إمكانية علاج مرض السل، إلا أنه يقتل سنويا أكثر من 1.6 مليون شخص، كما يتسبب المرض في خسائر فادحة في الاقتصاد، حيث يقدر أن السل سوف يكلف حوالي تريليون دولار بحلول عام 2030. 

يشار إلى أن توفر الرعاية الصحية الشاملة تمثل مظلة مثالية لبناء تماسك عبر المشهد الصحي العالمي وخاصة فيما يتعلق بالتمويل والبرمجة والمساءلة.