عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، يوم أمس الأول السبت إلى أرض الوطن بعد مشاركته في أعمال في القمة العربية الـ32، والتي انعقدت يوم الجمعة الماضي في مدينة جدة السعودية. 

وبحثت القمة العديد من الملفات العربية الرئيسية، من بينها القضية الفلسطينية والأزمة السودانية، ودعم استتاب الاستقرار والسلام في الصومال واليمن، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، بالإضافة إلى ملفات اقتصادية في إطار الخطط التنموية للجامعة العربية، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب. 

وقد ألقى رئيس الجمهورية كلمة ضافية في افتتاح القمة وجاء فيها «إنه لمن دواعي سروري أن نجتمع في مدينة جدة، عروس البحر الأحمر وبوابة الحرمين الشريفين، واسمحوا لي، في مستهمل كلمتي أن أعبر عن خالص الشكر والتقدير والإمتنان للمملكة العربية السعودية الشقيقة ملكا وحكومة وشعبا، على ما حظينا به من حفتوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى الإعداد المميز لقمتنا هذه. 

كما يطيب لي أن أتوجه بعميق الشكر إلى أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة على ما بذله من جهد  مقدرة خلال فترة رئاسته للقمة السابقة، والشكر موصول لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية وجهاز الأمانة العامة على ما يبذلونه من مساعي حثيثة، في سبيل خدمة العمل العربي المشترك. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، 

الحضور الكرام، 

يلتئم مجلسنا الموقر في ظل ظروف دقيقة وتحديات متشابكة تفرزها الأزمات المتفاقمة في وطننا العربي، والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة. 

وبالطبع فإنه لا سبيل إلى مواجهة هذه التحديات إلا من خلال مواقف عربية موحدة ومتماسكة، تركز على استراتيجيات وآليات عمل جديدة وفعالة، تمكن من تلبية تطلعات الشعوب العربية، التواقة إلى الوحدة والتكامل على جميع الأصعدة، وتسهم في ذات الوقت في إيجاد حلول عملية للصراعات التي تعصف ببعض دولنا، ويدفع ثمنها الأبرياء من أبناء أمتنا. 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، 

إن قوتنا تكمن في وحدتنا وتماسكنا في دعم القضايا العادلة لأمتنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تمر بأحلك الظروف في ظل إمعان الاحتلال الاسرائيلي في التنكيل بالشعب الفلسطيني الشقيق الأعزل. 

وفي هذا الصدد، فإننا نطالب بإلزام الدولة العبرية باحترام القانون الدولي الإنساني، ووقف جرائم الحرب التي ترتكبها، وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وتحشيد الطاقات العربية، وتكثيف الجهود من أجل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية. 

وفيما يتعلق بسوريا الشقيقة، فإننا نرحب بعودة هذا البلد العزيز الى الحضن العربي، معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك. ونثمن الجهود العربية المكثفة التي بذلت بهذا الخصوص  لمساعدة سوريا على الخروج من أزمتها، وإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق، التي امتدت على مدار الأعوام الماضية. 

وفيما يتعلق باليمن الشقيق، فإننا نجدد التأكيد على موقف جمهورية جيبوتي الثابت إلى جانب الشعب اليمني الشقيق وقيادته الشرعية على جميع المستويات. 

معربين عن تفاؤلنا حيال أجواء السلام التي أضحت تخيم على المنطقة، على خلفية التقارب بين المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي أنعش الآمال بخفض التوتر في اليمن وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين. 

ونشيد في هذا السياق، بجهود حكومة المملكة لإحياء العملية السياسية والتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام، وفق المرجعيات المتفق عليها وتحت إشراف الأمم المتحدة. 

وحول تطورات الوضع في جمهورية السودان الشقيقة، نؤكد مجددا حرصنا البالغ على أمن واستقرار السودان وسلامة أراضيه، كما نعبر عن ترحيبنا بالجهود المحلية والإقليمية والدولية الهادفة لوقف إطلاق النار، وتهيئة الظروف الملائمة لحوار سياسي شامل. 

وننوه في هذا المضمار بالمحادثات الجارية في جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، برعاية المملكة العربية السعودية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية. 

وبصفتها عضوا في الإيجاد المكلفة بالوساطة في الأزمة السودانية، فإن جمهورية جيبوتي ستواصل مساعيها لتنسيق المواقف مع باقي دول الإيجاد، المنخرطة في هذه الوساطة، ومع الدول العربية كذلك، مؤكدين على أهمية تضافر جهود الجميع من أجل إنها الأزمة في أسرع وقت. 

وبشأن ليبيا الشقيقة، نؤكد دعمنا الكامل للجهود المبذولة لإنهاء الأزمة الليبية عبر تسوية ليبية- ليبية بما يحقق المصالحة الوطنية ويسمح بتنظيم الانتخابات في أسرع وقت ممكن، ويحفظ وحدة ليبيا وسيادتها ويصون مقدراتها، ويلبي طموحات شعبها الشقيق في الأمن والاستقرار والازدهار. 

وبخصوص المستجدات في الصومال، فإننا نشيد بأجواء الانفتاح والاستقرار السياسي، التي بدأت تباشيرها في هذا البلد الشقيق، كما ننوه بالمساعي التي تبذلها حكومة الرئيس حسن شيخ محمود لتحسين الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والأمنية. 

ونؤكد في ذات الوقت، أن الصومال لا زال بحاجة إلى دعم أشقائه ومساندتهم له في تحقيق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية. 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، 

أصحاب المعالي والسعادة، 

إننا في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة من تاريخ عالمنا العربي، بحاجة إلى وقفة جادة وصادقة للتأمل في حال الأمة وواقعها المرير، بغية درء المخاطرالتي ما فتئت تزداد تعقيدا، وتجديد عزيمة الصمود من أجل الدفاع عن حقوق شعوبنا وصون مقدراتها، والذود عن حياضها. 

ونحن مفعمون بالأمل والتفاؤل في ظل تولي المملكة العربية السعودية الشقيقة، لقيادة دفة العمل العربي المشترك، إنطلاقا من ثقلها ودورها الريادي وحرصها المعهود على  لم الشملِ ونصرة قضايا الأُمة. 

وفي الختام، أجدد الإعراب عن وافر الشكر والتقدير  للمملكة العربية السعودية الشقيقة، ملكا وحكومة وشعبا، على استضافة هذه القمة والإعداد الجيد لإنجاحها، سائلاً المولى عز وجل أن يكلل أعمالنا بالنجاح والتوفيق، وأن يوفقنا جميعا لما فيه الخير والصلاح. 

إعلان جدة الصادر عن القمة العربية الـ32 

وفي ختام أعمال القمة العربية الـ32، اعتمد مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة «إعلان جدة» ، وفي ما يلي أهم البنود التي تضمنه:

القضية الفلسطينية

•التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية عربيا وعلى المبادرة العربية كسبيل لحلها.

•التأكيد على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.

سوريا

•تكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها.

•تعزيز الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا.

السودان

•رفض أي تدخل خارجي في الشأن السوداني لتفادي تأجيج الصراع.

•اعتبار اجتماعات الفرقاء السودانيين في جدة خطوة يمكن البناء عليها لإنهاء الأزمة.

•التأكيد على ضرورة التهدئة في السودان وتغليب لغة الحوار.

ليبيا

•ضرورة حل الأزمة الليبية في الإطار الليبي، ودعم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية كحل للخروج منها.

•دعم جهود البعثة الأممية في ليبيا، والتأكيد على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

•دعم جهود توحيد القوات المسلحة الليبية، وتثبيت وقف إطلاق النار.

اليمن

•دعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية.

•دعم مجلس القيادة الرئاسي في اليمن لإحلال الأمن والاستقرار.

لبنان

•الدعوة لانتخاب رئيس للبنان، وتشكيل الحكومة في أسرع وقت.

السعودية

•الترحيب بالاتفاق الذي تم بين السعودية وإيران لتفعيل اتفاقية التعاون الأمني والاقتصادي بينهما.

كما تضمن إعلان جدة:

•التأكيد على وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

•التأكيد على احترام قيم وثقافات الآخرين واحترام سيادة واستقلال الدول وسلامة أراضيها.

•رفض دعم تشكيل الجماعات والمليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة.

•دعم استدامة سلاسل إمدادات السلع الغذائية الأساسية للدول العربية.

•تثمين حرص واهتمام السعودية على توفير الظروف الملائمة لتحقيق النمو الاقتصادي في المنطقة.