تحت إشراف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، احتفلت مدرسة الإرشاد النموذجية يوم الاثنين الماضي، الموافق الـ22 من مايو لعام 2023، بالذكرى الخامسة والأربعين لإنشائها، وذلك تزامنا مع تخريج الدفعة التاسعة والعشرين من طلبة المرحلة الثانوية والتي سُيمت بـ «دفعة التميز»، واختتام الأنشطة الطلابية للعام الدراسي 2021-2022.

وجرت مراسم الحفل وسط أجواء من الفَرح والابتهاج في القاعة الكبرى بقصر الشعب، بحضور شخصيات رفيعة من بينهم السفير الجيبوتي لدى الجمهورية اليمنية السيد /محمد علي عيسى، وسفير جيبوتي السابق لدى الكويت، السيد/ محمد علي مؤمن، ومدير التعليم الأهلي في وزارة التربية الوطنية، السيد/ عبد الله محمود جامع، فضلا عن مديرة المدرسة، السيدة/ حليمة محمد عثمان سليمان، ومالك مؤسسة نابليون، السيد/ إبراهيم عبدَ الله، ورئيس الجمعية الجيبوتية للمكفوفين، السيد/ إدريس مؤمن عبد. 

كما شارك في المناسبة التي جاءت بعد أشهر من التحضيرات والترتيبات، أعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية بالمدرسة، ومديرو المدارس الأهلية العربية، ولفيف من العلماء والشيوخ، بالإضافة إلى أولياء الأمور والمئات من الطلاب والطالبات.

وتخللت الاحتفال المزدوج فقرات فنية وعروض متنوعة من أبرزها أنشودة ترحيبية ومشاهد تمثيلية وقصائد شعرية، إلى جانب زفة الخِريجين الذين أتـموا المرحلة الثانوية بنجاح، بعد سنوات من الاجتهاد والانضباط، لتحقيق التفوق في التحصيل الدراسي.

وفي غضون هذه المناسبة، تابع الحضور فيلما وثائقيا يلقي الضوء بإيجاز على المحطات المختلفة التي مرت بها هذه المنارة العلمية، فضلا عن أبرز منجزاتها طيلة العقود الأربعة الأخيرة. 

تجدر الإشارة إلى إنشاء هذا الصرح التعليمي الشامخ على يد الشيخ محمد عثمان سليمان رحمه الله ومجموعة من رفاقه، يعود إلى العام ١٩٧٨، أي بعد الاستقلال الوطني بعام، وهي تسهم منذ ذلك الحين في النهوض باللغة العربية والثقافة الإسلامية والرفع من شأنهما.

وعلى امتداد هذه المسيرة، قامت مدرسة الإرشاد بتخريج ما لا يقل عن ٢٠٠٠ طالب وطالب، يشغل العديد منهم مناصب رفيعة المستوى في القطاعين العام والخاص.

وتُوجت المناسبة بتكريم الإداريين والمعلمين، تقديرا لدورهم المحوري في العملية التعليمية، كما جرى تكريم الطلاب والطالبات المتخرجين، أفراد دفعة التميز. 

وفي كلمات موجزة تعكس الفخر والاعتزاز بهذا اليوم الاستثنائي في حياتهم، عبر الخريجون والخريجات عن ارتياحهم الشديد للوصول إلى هذه اللحظة التاريخية، وقطف ثمار جهودهم المضنية، متطلعين في الوقت ذاته إلى مستقبل أكثر إشراقا تتحقق فيه أحلامهم.

كما اغتنموا هذه الفرصة لتقديم جزيل الشكر ووافر التقدير لإدارة المدرسة والمعلمين وأولياء الأمور.. أولئك الذين وقفوا إلى جانبهم، وذللوا لهم الصعاب، وشجعوهم على المضي قدما في مشوارهم التعليمي، ما مكِّنهم من تجاوُزِ التحديات والعقبات بفضل الإرادة الصَّلبة والعزيمة الصادقة القوية.

من جهتها، ألقت مديرة مدرسة الإرشاد النموذجية خطابا هاما بهذه المناسبة المكرسة للاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين لإنشاء هذا المرفق التعليمي وتخريج الدفعة التاسعة والعشرين في آن واحد، قائلة: «أهدي هذا الإنجاز شكرا وعرفانا وامتنانا لرئيس الجمهورية السيد إسماعيل عمر جيله ولسيدة جيبوتي الأولى السيدة خضرا محمود حيد. كما أهدي هذا الإنجاز لمؤسس المدرسة الشيخ محمد عثمان سليمان رحمه الله، الذي نذر نفسه وجهده وجُل وقته، لبناء هذا الصرح ورعايته».

واستعرضت السيدة/ حليمة محمد عثمان من جهة أخرى أهم مخرجات هذه المؤسسة ومساعيها الحثيثة لتحسين جودة العملية التعليمية من خلال تهيئة البيئة الملائمة، ومواكبة التطور المتلاحق في هذا المجال عبر استخدام التقنيات الحديثة في التعليم والتدريس. 

وفي معرض حديثها عن الآفاق المستقبلية للمدرسة أكدت أن الإدارة ستسعى وبكل جهد حال توفر الإمكانيات لفتح قسم الحاسوب وقسم التعليم المهني في بعض التخصصات بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل.

على صعيد آخر، توجهت مديرة المدرسة بوافر الشكر وعظيم الامتنان إلى دولة الكويت الشقيقة بقيادة الشيخ نَوَّاف الأحمد الجابر الصباح، أمير البلاد والذي وجَّه بتمويل مشروع بناء المقر الحالي للمدرسة الكائن في حي لير، حين كان وليا للعهد، مشددة في الوقت ذاته على العلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وفي ختام الكلمة كما عبرت في ختام كلمتها عن الشكر والتقدير لكل من أسهم في تنظيم هذه المناسبة القيمة من قريب أو بعيد، كما أوصت الخريجين على مواصلة مسيرتهم التعليمية معتمدين على الله، واغتنام أوقات الفراغ بالقراءة والاطلاع والتثقيف والتسلح بالعلم والمعرفة واكتساب المهارات اللازمة للإسهام مستقبلا في عملية البناء والتعمير في بلدهم العزيز.... جمهورية جيبوتي.