توجه وفد جيبوتي رفيع، برئاسة وزير الشئون الإسلامية والأوقاف، السيد/ مؤمن حسن بري، إلى العاصمة الصومالية مقديشو للمشاركة في فعالية مكرسة لإحياء ذكرى إعادة بناء الدولة الصومالية، بدء من مؤتمر عرتا للمصالحة الصومالية. وضم الوفد الذي رافق الوزير بري،

إلى مقديشو النائب البرلماني والوزيرالأسبق السيد/ علي عبد فارح، رئيس مؤتمر عرتا، والنائب البرلماني، والوزير الأسبق السيد/ سعيد برخد عبد الله،  والوزير الأسبق السيد/ رفقي عبد القادر بامخرمة، بالإضافة إلى السفير الجيبوتي في الصومال، السيد/ محمد إبراهيم يوسف، والصحفي الجيبوتي القدير، السيد/ محمد شيخ طاهر.

وشارك في الفعالية من الجانب الصومالي، رئيس الوزراء، السيد/ حمزة عبد بري، ورئيس البرلمان، السيد/ آدم محمد نور، والعديد من السياسيين والمفكرين والمثقفين الصوماليين، إلى جانب مسؤولين كبار في الجيش وممثلين للنساء والشباب من مختلف مكونات المجتمع الصومالي.تمثلت الفقرة الرئيسية في هذه المناسبة والتي تُقام بعد مرور 23 عاما على تنظيم مؤتمر المصالحة الصومالية في مدينة عرتا بجيبوتي، في فيلم وثائقي يسرد بإيجاز الأوضاع المأساوية التي عاشها الصومال في أعقاب انهيار الحكومة المركزية عام 1991، والجهود التي بُذلت من أجل إعادة السلام والوئام إلى هذا البلد الشقيق، لاسيما المؤتمرات الـ 13 التي سبقت مؤتمر عرتا، والتي باءت جميعا بالفشل.

ويستعرض الفيلم الوثائقي في الجزء الأكبر منه، مؤتمر عرتا الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، السيد/ إسماعيل عمر جيله، بعد توليه مقاليد الحكم في جيبوتي بفترة وجيرة، من أجل إعادة بناء الدولة الصومالية.ومثّل المؤتمر الذي شهد إقبالا لافتا من مختلف شرائح المجتمع الصومالي، نقلة نوعية في التعامل مع الوضع السياسي القائم في البلاد في تلك الحقبة، والمتمثل باستمرار الحرب الأهلية المدمّرة وانعدام الدولة وفشل الجهود السياسية لاحتواء الأوضاع.

وفي هذا الإطار، استعرض الفيلم الوثائقي اللحظات الرئيسية في تلك الفترة من التحول، مسلطا الضوء على الجهود المتضافرة لاستعادة الاستقرار والسيادة في الصومال.

وتضمن الفيلم كذلك صورا أرشيفية نادرة وشهادات مؤثرة لشخصيات رئيسية شاركت في عملية إعادة البناء والإعمار، بما في ذلك القادة السياسيون والدبلوماسيون وقادة المجتمعات المحلية، إلى جانب الإسهامات القيمة للمجتمع الدولي، في سبيل إعادة بناء دولة صومالية قوية ومستقرة.وتتبع الفيلم الوثائقي المسار الذي سلكته المفاوضات ومحادثات السلام وجهود المصالحة التي أسفرت في نهاية المطاف عن ولادة جمهورية الصومال الثالثة، مما شكل بصيص أمل للشعب الصومالي. وشدد الفيلم على أهمية الوحدة الوطنية والتعاون الدولي والتصميم على تذليل العقبات من أجل تحقيق هذا الإنجاز التاريخي.

وأعرب المشاهدون عن مشاعرهم الجياشة إزاء الفيلم وتأثرهم بالمشاهد التي تختزل المسيرة الطويلة لإعادة بناء الدولة في الصومال، حيث أشادوا بمرونة الشعب الصومالي والتضحيات التي قُدمت للوصول إلى هذا الإنجاز الحاسم. كما نوهوا بالدور الحاسم الذي لعبته مدينة عرتا كنقطة انطلاق لعملية إعادة الأمن والاستقرار إلى الصومال.

تجدر الإشارة إلى أن بث هذا الفيلم الوثائقي كان بمثابة لحظة تأمل في المسار الذي سلكته جمهورية الصومال منذ عام 2000، وعزز بالتالي تصميم البلاد على مواصلة تنميتها، ما يفتح لها مسارات أرحب في القطاعات المختلفة، مع تكريم أولئك الذين ساهموا في نهضتها.

كما يجدر بالذكر الإشارة إلى أن هذا الفيلم الوثائقي سيتم عرضه في جيبوتي أيضا، في إطار تدشين النصب التذكاري المقام في الموقع الذي عُقد فيه المؤتمر قريبا.